سيلتقي الشغوفون بأعمال التعدين في تورنتو بواحدة من أكبر التجمعات العالمية بالقطاع، كما ستتنافس شركات إنتاج الليثيوم واليورانيوم على جذب اهتمام المستثمرين، بينما يمر الغاز الطبيعي الأميركي بسلسلة خسائر. وتواصل فروق أسعار النفط صعودها. ويُتوقع أن يشهد وقود الطائرات المستدام انطلاقة قوية.
بالتزامن مع ذلك، سيركز متداولو المنتجات الزراعية على التقرير الشهري الصادر عن وزارة الزراعة الأميركية حول تقديرات العرض والطلب بالقطاع للحصول على مؤشرات عن موسم الزراعة في الولايات المتحدة، وحالة المحاصيل على المستوى الدولي.
فيما يلي 5 رسوم مهمة تستحق المتابعة في أسواق السلع العالمية مع بدء أسبوع التداول، كالآتي:
المعادن
من المتوقع تسليط الضوء على الليثيوم واليورانيوم، وهما معدنان معروفان بدورهما في عملية انتقال الطاقة، خلال الاجتماع السنوي لجمعية شركات التنقيب والتطوير الكندية الأسبوع الجاري. وبدأ الليثيوم رحلة التراجع بعد بلوغه مستويات قياسية في نوفمبر 2022، مع تباطؤ الطلب على المكون الرئيسي الذي يدخل في تصنيع بطاريات السيارات الكهربائية في ظل مخاوف من تخمة المعروض.
أكبر شركة لتعدين اليورانيوم في العالم تحذر من نقص الإنتاج
في غضون هذا، برز اليورانيوم المشع باعتباره المعدن المثير التالي، مع صعود أسعاره وسط مخاوف نقص المعروض من وقود تشغيل محطات الطاقة النووية. ويمكن للمستثمرين الاستماع لمختلف وجهات النظر حول كلا المعدنين خلال الاجتماعات السنوية لجمعية شركات التنقيب والتطوير الكندية، والتي تستمر حتى بعد غد.
الزراعة
يساور تجار الحبوب القلق حالياً حول موعد توقف تراجع الأسعار، حيث يجري تداول العقود المستقبلية للذرة وفول الصويا قرب أدنى مستوياتها منذ 2020. وأثرت الإمدادات الوفيرة والطلب الضعيف -خصوصاً في فول الصويا- بطريقة كبيرة على ثقة المستثمرين، إذ تحولت صناديق التحوط إلى رهانات هبوطية بدرجة كبيرة على الحبوب ومن بينها الذرة منذ 2006 على الأقل.
روسيا تحافظ على صادرات الحبوب عند مستويات مرتفعة
كما سيترقب التجار صدور التقرير الشهري لتقديرات العرض والطلب من وزارة الزراعة الأميركية الجمعة المقبل للحصول على أحدث تقييم للأسواق الأميركية والعالمية.
وقود الطائرات
يقترب إنتاج الولايات المتحدة لوقود الطائرات المستدام من بلوغ نحو 3 مليارات غالون سنوياً بحلول 2030، بحسب "بلومبرغ إن إي إف"، ما يقربه من بلوغ هدف الرئيس الأميركي جو بايدن المتمثل في الوصول "على الأقل" لهذه الكمية. وتؤدي الإعفاءات الضريبية الصادرة بموجب قانون خفض التضخم الذي أشرف عليه بايدن إلى تدفق الاستثمارات على السوق ودخول مشروعات أكثر للخدمة، حيث يُنظر للوقود -المصنوع من نفايات الزيوت أو المواد الأولية الزراعية- بوصفه أحد أقوى أدوات خفض الانبعاثات لشركات الطيران.
افتتاح أول مصنع لوقود الطائرات المستدام من الإيثانول في أميركا
تقدر "بلومبرغ إنتليجنس" أن السعة الإنتاجية لوقود الطائرات المستدام ستحتاج للزيادة بنسبة 30% سنوياً على مدار عدة عقود حتى تحقق شركات النقل الجوي أهدافها ببلوغ صفر انبعاثات كربونية.
فروق أسعار النفط
يشير الارتفاع الكبير في فروق أسعار عقود النفط، الذي يُنظر إليه عادة على أنه علامة على تحسن ظروف العرض والطلب، إلى أن التجار يتحوطون بطريقة كبيرة ضد احتمال زيادة الأسعار جراء أي تصعيد بالهجمات في البحر الأحمر.
وخلال الأسبوع الماضي، ارتفعت "فروق الأسعار الفورية" لخامي برنت وغرب تكساس الوسيط (وهي العلاوة السعرية تتمتع بها عقود الخام في أقرب شهر تسليم مقارنة بالشهر التالي)، مقتربة من أعلى مستوى باكورديشن خلال 4 أشهر تقريباً، مع استبعاد الاختلالات المتعلقة بانتهاء صلاحية العقود.
أسعار النفط تستقر قرب أعلى مستوى هذا العام بعد تمديد تخفيضات الإنتاج
توجد أيضاً مؤشرات على قوة أسواق الخام الفعلية الأساسية وسط اضطرابات الإمدادات في بحر الشمال وليبيا علاوة على مشتريات المصفاة النيجيرية الجديدة الضخمة، والطلب القوي على الصادرات الأميركية.
رغم ذلك، ونظراً لأن السبب الرئيسي وراء ارتفاع فروق الأسعار هو اضطراب تدفقات النفط عبر البحر الأحمر وليس تراجع الإمدادات، يساور التجار القلق إزاء المبالغة في التعويل على الزيادة الأخيرة.
الغاز الطبيعي
تكبدت العقود المستقبلية للغاز الطبيعي الأميركي خسارة شهرية رابعة خلال فبراير الماضي بعد هبوط الأسعار لأدنى مستوياتها منذ يونيو 2020. كما أدى طقس الشتاء الاستثنائي المعتدل في أميركا الشمالية إلى تراجع الطلب على وقود التدفئة بالمنازل مع صعود الإنتاج، ما أسفر عن أطول سلسلة انخفاضات شهرية لعقود الغاز منذ بداية تفشي وباء كورونا.
ويتوقع محللون أن تبقى الأسعار منخفضة لبعض الوقت، نظراً لتوقعات وجود طقس دافئ بطريقة غير معتادة خلال غالبية أيام الشهر المقبل.
في غضون ذلك، يستمر المخزون الأميركي بالتحليق فوق المستويات الموسمية الاعتيادية، إذ بلغ مستوى المخزون خلال الأسبوع الأخير 27% فوق متوسط الخمسة أعوام، ما يفاقم الضغط على الأسعار.