تفوق سهم بنك سعودي يعتبره المستثمرون مثالاً للاستفادة من خطط النمو الطموحة للمملكة، على بنك "جيه بي مورغان تشيس آند كو"، وهو الآن على وشك الحصول على دفعة أكبر في حال تخفيض مجلس الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة.
قفزت أسهم "مصرف الراجحي" 270% تقريباً منذ أن وضع ولي عهد السعودية الأمير محمد بن سلمان برنامج "رؤية 2030" لتنويع الاقتصاد بعيداً عن النفط قبل ثماني سنوات، متفوقاً على أقرانه في جميع أنحاء المملكة وخارجها في ذلك الوقت. وتفوق حتى على البنوك المدعومة من الحكومة مثل "البنك الأهلي السعودي" و"بنك الرياض"، مما يجعله أكبر بنك من حيث القيمة السوقية في الشرق الأوسط وأفريقيا بقيمة 95 مليار دولار تقريباً.
"رابح على المدى الطويل"
وكتب محللو "مورغان ستانلي" بقيادة نداء إقبال في مذكرة الأسبوع الماضي: "نعتبره السهم الرابح على المدى الطويل في قطاع البنوك السعودية. وفي حين أن الراجحي في الوضع الأفضل للاستفادة من دورة خفض مرتقبة لأسعار الفائدة، فإننا نعتقد بأن مستويات التقييم الحالية تعكس ذلك".
فالمصارف المركزية في منطقة الخليج، مثل "البنك المركزي السعودي"، تتبع إلى حد بعيد قرارات الاحتياطي الفيدرالي من أجل حماية ربط عملاتها بالدولار. وسيكون خفض الاحتياطي الفيدرالي سعر الفائدة تدريجياً مفيداً لربحية "الراجحي" ومسار نموه لأنه سيشجع على جمع الودائع الرخيصة مع تمكينه من إصدار الديون بمستويات أكثر جاذبية، بحسب كبير محللي "بلومبرغ إنتليجنس"، إدموند كريستو.
حقق البنك نمواً كبيراً خلال العقد المنصرم، إذ تضاعفت أصوله ثلاث مرات تقريباً، مستفيداً من حملة لزيادة ملكية المنازل من خلال الإقراض العقاري القوي، والتركيز على تمويل الشركات بمساعدة المشروعات الحكومية الضخمة، وتزايد عدد السكان المغتربين.
ويرغب المستثمرون في زيادة مشترياتهم من أسهم المصرف لأنهم يتوقعون أن تتحسن أرباحه المستقبلية. وفي ظل تداوله بمكرر 19.5 مرة لأرباحه المستقبلية، فإن تقييم "الراجحي" يقترب من أسهم شركات التكنولوجيا الأميركية الكبرى مثل "ألفابت" و"ميتا بلاتفورمز" منه إلى "جيه بي مورغان"، الذي يبلغ مكرر ربحيته 11.6 أو "إتش إس بي سي هولدينغز"، أكبر بنك أوروبي، بمكرر ربحية 6 مرات.
سهم ذو ثقل محلياً ودولياً
ويحتل مصرف الراجحي المركز الرابع عشر من حيث الوزن النسبي على مؤشر "إم إس سي آي" للأسواق الناشئة (MSCI Emerging Markets Index) الذي يحظى بمتابعة واسعة النطاق ويضم أكثر من 1400 سهم وفق بيانات بلومبرغ. كما أنه أكبر سهم في مؤشر السوق المالية السعودية "تداول". وساعد حجمه في جذب الاستثمارات الخاملة، إذ أن 13% من البنك مملوك لمستثمرين أجانب.
قال حسنين مالك، محلل استراتيجيات أسهم الأسواق الناشئة في "تيليمر" (Tellimer)، إن أسهم البنك حرة التداول المرتفعة والمملوكة للقطاع الخاص "تجعله أكثر جاذبية للمستثمرين من المؤسسات الأجنبية". وأضاف أن البنك مصدر جذب أيضاً للمستثمرين الذين يتطلعون إلى استبدال استثمارهم في الأسهم الروسية، مقارنة بالأسهم الكبيرة الأخرى على المؤشر، مثل أكبر منتج للنفط في العالم "أرامكو السعودية" وغيرها "حيث الحكومة هي المساهم المهيمن".
ومن المؤكد أن إيرادات "الراجحي" لا تقترب بأي حال من الأحوال من نظيراتها العالمية مثل "سيتي غروب"، على الرغم من أن كلا المصرفين لديهما قيمة سوقية مماثلة تقترب من 100 مليار دولار. وحقق البنك السعودي إيرادات بلغت نحو 33 مليار ريال (9 مليارات دولار) العام الماضي، مقارنة بإيرادات "سيتي" البالغة 76 مليار دولار.