انخفضت الأسهم الآسيوية على نطاق واسع، واستقرت سندات الخزانة بعد ارتفاع أمس الأربعاء، قبل صدور مؤشر التضخم المفضل لمجلس الاحتياطي الفيدرالي والذي سيساعد في تحديد المسار المستقبلي لأسعار الفائدة.
تراجعت الأسهم الأسترالية واليابانية والكورية الجنوبية اليوم الخميس، بينما ارتفعت الأسهم في الصين بعد الإجراءات الشاملة لدعم قطاع العقارات في هونغ كونغ. وانخفضت العقود الآجلة للأسهم الأميركية في التعاملات الآسيوية المبكرة بعد خسائر صغيرة لمؤشري "إس أند بي 500"، و"ناسداك 100" أمس.
تغيرت اللهجة الصادرة عن بكين مؤخراً، ويمكن أن تؤدي المكاسب التي حققتها الأسهم الصينية خلال الأسبوعين الماضيين إلى انتعاش، وفقاً لبريندان أهيرن، كبير مسؤولي الاستثمار في شركة "كران فاند أدفايزرز" (Krane Fund Advisors LLC)، الذي تحدث على تلفزيون "بلومبرغ"، مضيفاً: "نأمل أن يستمر هذا الاتجاه. إذا تمكنا من جني المال في الصين، فسوف يتدفق المزيد من الأموال مرة أخرى".
واصلت عملة بتكوين مكاسبها بعد أن ارتفعت فوق 60 ألف دولار للمرة الأولى منذ أكثر من عامين أمس، مما يعكس الطلب الجديد من الصناديق المتداولة في البورصة. ولامست العملة تقريباً 64 ألف دولار يوم الأربعاء. وكان الرقم القياسي لعام 2021 أقل بقليل من 69 ألف دولار.
انخفاضات الأسهم الأميركية
شملت التحركات الملحوظة في الأسهم الآسيوية قفزة لأسهم البنك الياباني "أوزورا بنك" (Aozora Bank Ltd)، بعد أن أعلن صندوق مرتبط بالمستثمر الناشط يوشيكو موراكامي عن امتلاكه أسهماً في البنك.
جاءت انخفاضات الأسهم الأميركية أمس، بعدما أظهرت البيانات قوة في الإنفاق الاستهلاكي على الرغم من التباطؤ الطفيف لنمو الناتج المحلي الإجمالي الأميركي في الربع الرابع من عام 2023. وتأتي البيانات قبل صدور مؤشر التضخم المفضل لدى بنك الاحتياطي الفيدرالي المقرر صدوره اليوم، كما كانت داعمةً على نطاق واسع للحذر الذي عبر عنه مسؤولو بنك الاحتياطي الفيدرالي في الأسابيع الأخيرة.
وصلت الأسهم الأميركية إلى نقطة تحول مهمة، فهي الآن تستعد إما "للارتفاع أو التوسع"، وفقاً لكريغ جونسون من شركة "بايبر ساندلر"، الذي أضاف أن الأدلة الفنية تشير إلى أن تحرك السوق بنسبة 10% من المرجح أن يكون إلى اتجاه الهبوط لا الصعود.
بيانات اقتصادية هامة
واستقرت سندات الخزانة في آسيا بعد انخفاض العائد على السندات لأجل 10 سنوات بمقدار أربع نقاط أساس، وتراجع العائد على السندات لأجل عامين، الحساس تجاه السياسة النقدية، بمقدار ست نقاط أساس. وكانت التحركات مماثلة بالنسبة لعوائد السندات الأسترالية في التعاملات الآسيوية المبكرة، بينما لم تتغير عوائد نيوزيلندا إلى حد كبير.
لم تشهد أسواق الصرف الأجنبي تغيراً يذكر في وقت مبكر من تعاملات اليوم، حيث قاد الين الياباني المكاسب مقابل الدولار بين أقرانه من مجموعة العشرة. وارتفعت العملة الأميركية مقابل معظم العملات الرئيسية الأربعاء، وأبرزها الدولار النيوزيلندي الذي انخفض بنسبة 1.2% مقابل الورقة الخضراء.
في آسيا، تتضمن التقارير الاقتصادية المقرر صدورها اليوم بيانات الناتج المحلي الإجمالي للربع الرابع للهند، ورصيد الحساب الجاري في تايلاند، وبيانات التضخم لسريلانكا وفيتنام.
إشارات الفيدرالي للأسواق
قال رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك جون ويليامز أمس إن البنك المركزي لديه "طرق يجتازها" في معركته ضد التضخم، وحث رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا رافائيل بوستيك على التحلي بالصبر فيما يتعلق بتعديل السياسة النقدية. بشكل عام، تؤكد التعليقات الأخيرة من مسؤولي بنك الاحتياطي الفيدرالي على أهمية البيانات في توجيه تحركات السياسة.
بعد القفزة في مؤشري أسعار المستهلكين والمنتجين، من المرجح أن يسلط مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسي اليوم الضوء على المسار الصعب الذي يواجهه البنك المركزي في تحقيق هدفه البالغ 2%. ويُنظر إلى نفقات الاستهلاك الشخصي باعتبارها تأكيداً لصحة التعليقات الأخيرة من المسؤولين الذين يظهرون عدم الاندفاع لتخفيف السياسة النقدية.
وقال كريس زاكاريللي، كبير مسؤولي الاستثمار في "إندبندنت أدفايزر أليانز" (Independent Advisor Alliance): "يمكن اعتبار البيانات الأخيرة ضجيجاً، ويجب تجاهلها خارج نطاق تأثيرها على تحركات السوق قصيرة المدى للغاية". وأضاف: "نحن مهتمون أكثر ببيانات نفقات الاستهلاك الشخصي".
يقوم المتداولون حالياً بتسعير حوالي 80 نقطة أساس من التيسير النقدي بحلول نهاية العام - وهو ما يتماشى تقريباً مع ما أشار إليه المسؤولون في ديسمبر على أنه الخطوة الأكثر ترجيحاً. يعادل ذلك ثلاثة تخفيضات للفائدة في عام 2024، حيث كانت تحركات بنك الاحتياطي الفيدرالي تاريخياً عبارة عن زيادات قدرها 25 نقطة أساس. لتوضيح الصورة، فإن متداولي عقود المقايضة كانوا يتوقعون ما يقرب من 150 نقطة أساس من التخفيضات هذا العام في بداية فبراير.
في سوق السلع، واصل النفط انخفاضاته اليوم بعد انخفاض أسعار خام غرب تكساس الوسيط في الجلسة السابقة. واستقر الذهب أيضاً بعد ارتفاعه في الجلسة السابقة ليتداول حول 2035 دولاراً للأونصة.