واصلت الأسهم الآسيوية مكاسبها، اليوم الجمعة، مدعومة بوصول الأسواق من الولايات المتحدة إلى أوروبا واليابان إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق.
تقدمت الأسهم في البر الرئيسي للصين وهونغ كونغ وأستراليا وكوريا الجنوبية. فيما كانت الأسواق اليابانية مغلقة اليوم بمناسبة عطلة عامة.
جاء الصعود بعدما أغلق مؤشرا "إس آند بي 500" و "ناسداك 100" عند مستويات قياسية جديدة. وساعدت التوقعات المزدهرة لشركة "إنفيديا" (Nvidia Corp)، صانعة الرقائق الأكثر قيمة، على ارتفاعها بنسبة 16% وسط هوس الذكاء الاصطناعي، في حين أظهرت البيانات الجديدة أن أكبر اقتصاد في العالم لا يزال قوياً.
"إنفيديا" تقدم توقعات متفائلة مع بلوغ الذكاء الاصطناعي "نقطة التحول"
كانت زيادة "إنفيديا" البالغة 277 مليار دولار في يوم واحد لقيمتها السوقية أمس الخميس هي أكبر زيادة في القيمة خلال جلسة واحدة على الإطلاق - متجاوزة مكاسب بقيمة 197 مليار دولار حققتها شركة "ميتا بلاتفورمز".
المحفز الرئيسي للأسواق
قال كوينسي كروسبي، كبير الاستراتيجيين العالميين في "إل بي إل فاينانشيال" (LPL Financial): "إن المحفز الرئيسي للأسواق، في ظل غياب تخفيضات أسعار الفائدة على مدار العام، سيكون بالضرورة الأرباح، وهنا أبهرت (إنفيديا) المستثمرين والمتداولين على حدٍ سواء". وأضاف: "لقد كان واضحاً من كل الزوايا، أن الطلب على البنية التحتية للذكاء الاصطناعي يتزايد بشكل كبير".
تجاهلت الأسواق المؤشرات التي تشير إلى تفاقم التباطؤ الاقتصادي في الصين. ولا توجد علامات على انتعاش سوق الإسكان المتعثرة، حيث أظهرت البيانات المنشورة يوم الخميس أن عدد العقارات المحجوز عليها لإعادة بيعها في الصين ارتفع بوتيرة أسرع في يناير.
كيف سينهي الاحتياطي الفيدرالي برنامج التشديد الكمي؟
وبالعودة إلى الولايات المتحدة، تقبل المتداولون تعليقات بنك الاحتياطي الفيدرالي الأكثر تشدداً. ولم تتغير عوائد سندات الخزانة لأجل 10 سنوات سوى بشكل طفيف عند 4.32% يوم الخميس. توقف التداول على سندات الخزانة في آسيا اليوم الجمعة بسبب عطلة اليابان.
وقالت ليزا كوك عضو مجلس محافظي الاحتياطي الفيدرالي في فعالية بجامعة برينستون: "في مرحلة ما، مع اكتسابنا ثقة أكبر في أن تراجع التضخم مستمر ومستدام، فإن هذه التوقعات المتغيرة ستستلزم تغييراً في سعر الفائدة".
المستفيد من الذكاء الاصطناعي
زادت القيمة السوقية لشركة "إنفيديا" الآن بأكثر من 700 مليار دولار هذا العام، حيث تجاوزت قيمتها الآن 1.9 تريليون دولار، ويراهن المستثمرون على أن الشركة ستظل المستفيد الرئيسي من طفرة حوسبة الذكاء الاصطناعي.
تعد شركات مثل "أمازون"، و"ميتا بلاتفورمز"، ومايكروسوفت"، و"ألفابت" من أكبر عملاء "إنفيديا"، حيث تمثل تلك الشركات ما يقرب من 40% من إيراداتها، بينما تسارع للاستثمار في أجهزة حوسبة الذكاء الاصطناعي.
قال توم هوليك، من شركة "ستراتيجي أسيت مانجرز" (Strategy Asset Managers) إن "الطلب على الذكاء الاصطناعي يتزايد في جميع أنحاء العالم عبر الشركات والصناعات والدول". وأضاف: "نحن نملك (إنفيديا) ونستمر في امتلاك الشركة. إنها مسرحية ذات زخم مثير قمنا بالترويج لها والمشاركة فيها منذ بضع سنوات حتى الآن".
رئيس "إنفيديا": التقدم في الحوسبة سيخفض تكلفة الذكاء الاصطناعي
دفع الارتفاع التكنولوجي تقييم مؤشر "ناسداك 100" إلى مستوى مرتفع تاريخياً، مع تحرك مماثل لمؤشر "إس آند بي 500". وقد تؤدي التقييمات العالية في النهاية إلى كبح المزيد من المكاسب، حيث يزن المستثمرون المبلغ الذي يرغبون في دفعه مقابل الأسهم التي يتم تقييمها بناء على النمو المستقبلي.
وفي سوق السلع، انخفضت أسعار النفط مع تقييم المستثمرين لعلامات تشديد السوق مقابل المخاوف المستمرة بشأن الطلب. وتقلبت أسعار الذهب بعد البيانات الاقتصادية الأميركية ومحضر اجتماع بنك الاحتياطي الفيدرالي الذي أشار إلى أن صناع السياسة راضون عن ترك أسعار الفائدة أعلى لفترة أطول إذا لزم الأمر.
