نتائج أعمال صانعة الرقائق في قلب طفرة الذكاء الاصطناعي يوم الأربعاء

هبوط أسعار الأسهم الأميركية وسط ترقب لنتائج أعمال "إنفيديا"

شعار شركة إنفيديا على إحدى الشاشات - المصدر: بلومبرغ
شعار شركة إنفيديا على إحدى الشاشات - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

جذبت شركات التكنولوجيا الكبرى أسعار الأسهم بسوق الأسهم الأوسع بعيداً عن أعلى مستوياتها على الإطلاق، إذ تترقب وول ستريت نتائج أعمال شركة "إنفيديا كورب" المنتظرة يوم الأربعاء لتأكيد قدرة صانعة الرقائق على تلبية التوقعات الطموحة لطفرة الذكاء الاصطناعي.

وفي حين أكد موسم نتائج الأعمال الحالي الاعتقاد بأن الشركات الأميركية صامدة بشكل جيد، فإن الفترة المشمولة بالتقرير كانت مختلطة بالنسبة لـ "العظماء السبعة". قبيل نشر أرقام شركة تصنيع الرقائق العملاقة، قرر بعض المتداولين جني الأرباح، مع تقييم السوق أيضاً لتقرير يفيد بأن "مايكروسوفت" تعمل على تطوير بطاقة شبكات كبديل للبطاقة التي تقدمها "إنفيديا".

تُعد الطموحات مرتفعة بالنسبة للشركة التي تقع في قلب ثورة الذكاء الاصطناعي، والتي سجلت أسهمها أفضل أداء في مؤشر "إس آند بي 500" (S&P 500) هذا العام، بعد أن تضاعف سعرها بأكثر من ثلاث مرات في 2023. يتوقع أن تكون إيرادات "إنفيديا" مدعومة بارتفاع الطلب في أعمال مراكز البيانات الخاصة بها. وتوقعت "سسكويهانا" (Susquehanna) أن يظل الذكاء الاصطناعي قوياً، خاصة في ظل طلب شركات "ميتا بلاتفورمز" و"تسلا" وحدات معالجة الرسومات.

جني أرباح

أشار مات مالي من شركة "ميلر تاباك +كو" (Miller Tabak + Co)، إلى أنه في حين أن الرهانات تشير إلى أن "إنفيديا" ستعلن عن أرباح وتوقعات قوية، هناك شيء واحد يجب أخذه في الاعتبار وهو أن السهم لم يستجِب دائماً بشكل جيد للنتائج الرائعة.

أوضح مالي: "في بعض الأحيان تكون التوقعات عالية جداً لدرجة أننا نحصل على رد فعل (بيع على الأخبار).. لا نعرف رد الفعل الذي سنحصل عليه هذا الأسبوع، لذلك لن نتفاجأ إذا ظل المستثمرون والمتداولون دون حراك حتى يصدر تقرير الأرباح مساء الأربعاء".

وقبيل الإعلان عن نتائج الأعمال، تراجعت أسعار أسهم "إنفيديا" بأكثر من 4%. وانخفض مؤشر الأسهم التكنولوجية "ناسداك 100" (Nasdaq 100) بحوالي 1%، في حين انخفض مؤشر "إس آند بي 500" إلى ما دون 5 آلاف نقطة. وانخفض مؤشر أسهم صانعي الرقائق 1.6%. ارتفعت أسهم شركة "والمارت" بعد الإعلان عن أرباح قوية. استقرت عوائد سندات الخزانة لأجل 10 سنوات عند 4.27%. وتذبذب الدولار.

كتب لويس نافيلييه، كبير مسؤولي الاستثمار في شركة إدارة الأصول "نافيلييه آند أسوشيتس" (Navellier & Associates): "إننا نشهد تصحيحاً جوهرياً في شركات الذكاء الاصطناعي اليوم.. لقد تأخر التصحيح، على الرغم من أن رواية الذكاء الاصطناعي لم تتأثر تقريباً... لكنه بالتأكيد يوم للأسهم الدفاعية".

تفوق "إنفيديا"

في حين أن هوس الذكاء الاصطناعي عزز الأسهم المرتبطة بالتكنولوجيا، فإن "إنفيديا" هي واحدة من الشركات القليلة التي أظهرت نمواً كبيراً في إيراداتها من الذكاء الاصطناعي.

بسبب ريادتها المتفردة في رقائق التدريب على الذكاء الاصطناعي، تضخمت قيمة "إنفيديا" السوقية إلى حوالي 1.7 تريليون دولار، لتتجاوز لفترة وجيزة قيم كل من "أمازون" و"ألفابت". في حين أن أداء شركات التكنولوجيا الكبرى الأخرى بالكاد كان سيئاً في 2024، ولكن بالمقارنة بـ"إنفيديا" يبدو أنهم يسلكون مساراً بطيئاً.

كان هذا الارتفاع مدفوعاً جزئياً بتفوق "إنفيديا"على تقديرات المحللين بسهولة، وهو ما حدث لعدة أرباع متتالية. وقد تحتاج الشركة الآن إلى القيام بذلك مرة أخرى. لكن المحللين يقدرون أن المبيعات تضاعفت بأكثر من ثلاثة أضعاف في الربع الرابع، ويتوقعون زيادة في النمو تقريباً بنفس القدر في الفترة الأخيرة.

وقال أنتوني ساجليمبيني من "أميربرايس" (Ameriprise): "من وجهة نظرنا، هذا هو الحدث الذي يجب أن تراقبه السوق هذا الأسبوع.. في حين أن شركة واحدة لا تصنع السوق أو تكسره عادةً، فإن تأثير (إنفيديا) المتزايد على السرد الصعودي العام للأسهم وشركات التكنولوجيا الرئيسية والمؤشرات الأوسع يستدعي اهتماماً وثيقاً".

وبجانب نتائجها الأولية، سيحرص المستثمرون بشكل خاص على معرفة رؤية جنسن هوانغ، رئيس "إنفيديا"، لتطور الطلب خلال بقية العام، وفقاً لما ذكره ماثيو ويلر من "سيتي إندكس" و"فوركس دوت كوم".

قال ويلر: "أي علامات تشير إلى أن طفرة الذكاء الاصطناعي قد تتباطأ يمكن أن تؤدي إلى انعكاس هبوطي كبير في السهم، لذلك فإن المتداولين في حالة ترقب مبررة قبل الإصدار".

تقييمات أسهم التكنولوجيا

في حين أن 2023 كان بداية أكبر تحول تكنولوجي منذ الأيام الأولى للإنترنت في التسعينيات، "يحتاج المستثمرون إلى رؤية إنفاق الشركات يتزايد لتبرير هذه التقييمات وإظهار مسار النمو في المستقبل لعام 2024 وما بعده"، وفق دان آيفز من "ويدبوش سيكيوريتيز" (Wedbush Securities).

يدعم التوسع السريع لشركة "إنفيديا" الحجة التي كان المضاربون على الصعود يسوقونها لتبرير التقييمات المرتفعة لعمالقة التكنولوجيا: وهي أن الشركات ستحقق أرباحاً أكبر مما هو متوقع في التقديرات الحالية، مما يجعلها أرخص مما تبدو.

ورغم ارتفاع سعر سهمها إلى مستويات قياسية جديدة هذا الشهر -وقياده سوق الأسهم بأكملها- فإن نسبة السعر إلى الأرباح الآجلة لشركة "إنفيديا" عادت إلى ما كانت عليه قبل تقرير الأرباح الأخير في نوفمبر، وأقل بحوالي الثلث مما كانت عليه قبل أرباح الربع الرابع من العام الماضي. تمكن السهم من الوصول إلى تقييم أرخص بفضل الأرباح الرخيصة.

رهانات صعودية

ربما يراهن مستثمرو "إنفيديا" على زيادة القيمة السوقية بما يقارب 200 مليار دولار بعد تقرير أرباح هذا الأسبوع، وفقاً لوضع الخيارات.

تشير أسعار خيارات الشراء والبيع قصيرة الأجل إلى تحرك أسهم شركة صناعة الرقائق بنسبة 10.6% يوم الخميس، وهي الجلسة التي تلت تقرير أرباحها، وفقاً للبيانات التي جمعتها بلومبرغ. وهذا من شأنه أن يؤثر على القيمة السوقية لشركة "إنفيديا" بحوالي 180 مليار دولار، وهي واحدة من أكبر التحركات في جلسة واحدة على الإطلاق، ولا تزال أقل من الأرقام القياسية التي سجلتها "ميتا بلاتفورمز"، صاحبة أكبر انخفاض في يوم واحد وأكبر مكسب في جلسة واحدة.

أصبح سهم الشركة التي يقع مقرها في سانتا كلارا بولاية كاليفورنيا واحداً من أكثر الأسهم المحبوبة في وول ستريت. إذ أصبح لديه 60 توصية لـ"الشراء" وخمس توصيات بـ"الاحتفاظ"، وتقييم بيع واحد فقط بين المحللين الذين تتبعهم بلومبرغ.

وحتى مع هبوط يوم الثلاثاء، لا يزال مؤشر "إس آند بي 500" مرتفعاً بأكثر من 4% هذا العام، مدعوماً جزئياً بالتفاؤل بشأن الذكاء الاصطناعي والإشارات على قوة الاقتصاد.

رفعت "يو بي إس غروب" (UBS Group) توقعاتها لمستهدف مؤشر "إس آند بي 500" لنهاية العام للمرة الثانية منذ ديسمبر، حيث يكافح الاستراتيجيون في وول ستريت لمواكبة قوة السوق في بداية 2024. ويأتي التحديث بعد أيام قليلة من تعزيز مجموعة "غولدمان ساكس" تنبؤاتها بشأن الأسهم الأميركية للمرة الثانية منذ أواخر العام الماضي.

كتب استراتيجيو "يو بي إس" في مذكرة للعملاء: "على الرغم من توقعاتنا المتفائلة، يبدو أننا لم نكن متفائلين بما فيه الكفاية"، وبينما شهدت السوق عمليات بيع مكثفة بسبب البيانات القوية لأسعار المستهلك والإنتاج الأسبوع الماضي، "يشير عملنا إلى أن هذه القراءات المستندة إلى الطلب إيجابية بالنسبة للعوائد المستقبلية".

يشير كريغ جونسون، من شركة "بايبر ساندلر" (Piper Sandler)، إلى أن أداء شهر فبراير حتى الآن كان أقوى بشكل استثنائي من مواسمه التاريخية. في الوقت الحالي، يتجه مؤشر "إس آند بي 500" أيضاً نحو الصعود للشهر الرابع على التوالي.

وقال: "نشك في أن النصف الأخير من الشهر سيكون وقتاً لراحة المضاربين على الارتفاع وتقليص بعض الأرباح.. نتوقع الكثير من الاضطرابات خلال الأسابيع المقبلة حيث ينخفض ​​​​مؤشر ستاندرد آند بورز إلى حوالي 5000 نقطة".

أمّا جاي وودز من "فريدوم كابيتال ماركتس" (Freedom Capital Markets)، فإن المؤشر أظهر علامات على الإجهاد ويتوقع أن يتوقف مؤقتاً. وأشار إلى أنه "هبط ولكنه ظل آمناً في اتجاهه الصعودي". وأضاف: "أي تراجع نحو 4900 نقطة يجب أن يعتبر طبيعياً".

يتوقع غالبية المشاركين في استطلاع "إم إل آي في بالس" (MLIV Pulse) الأخير أن تستمر الأسهم الأميركية في التفوق على سندات الخزانة خلال الشهر المقبل.

تعد نسبة المراهنين على صعود الأسهم هي ثاني أعلى نسبة منذ طرح السؤال حول الأداء النسبي بين الأسهم والسندات لأول مرة في أغسطس 2022. من المتوقع أن تواصل الأسهم التفوق على السندات بعد موسم نتائج الأعمال، وقبيل اجتماع الاحتياطي الفيدرالي في مارس.

أداء أبرز المؤشرات:

  • انخفض مؤشر "إس آند بي 500" بنسبة 0.6% حتى الساعة 4 مساءً بتوقيت نيويورك.
  • تراجع مؤشر "ناسداك 100" بنسبة 0.8%.
  • انخفض مؤشر داو جونز الصناعي 0.2%.
  • استقر مؤشر بلومبرغ للدولار الفوري.
  • ارتفع سعر "بتكوين" 0.2% إلى 51993.67 دولار.
  • صعد سعر "إيثر" 0.3% إلى 2976.66 دولار.
  • ارتفع سعر الذهب في المعاملات الفورية 0.4% إلى 2024.69 دولار للأوقية.
اضغط هنا لقراءة المقال الأصلي
تصنيفات

قصص قد تهمك