نهضت موجة متجددة من الشراء عند الأسعار المنخفضة بالأسهم والسندات الأميركية، في أعقاب الهبوط الناجم عن الارتفاع غير المتوقع في التضخم في الولايات المتحدة.
وفي ظل ترقب المتداولين البيانات الاقتصادية القليلة المقبلة التي ستكون أساسية في تشكيل مسار سعر فائدة التمويل لدى مجلس الاحتياطي الفيدرالي، ارتفعت سندات الخزانة، بقيادة آجال الاستحقاق الأقصر. وانتعشت أسعار الأسهم أيضاً، بقيادة شركات التكنولوجيا الكبرى. كما تخطت قيمة "نفيديا كورب" السوقية نظيرتها لدى "ألفابت"، خاصة أن صعود سهم عملاقة الرقائق لم يُظهر أي علامات على التقهقر.
قال جيريمي ستروب من "كوستال ويلث" (Coastal Wealth): "سوق الأسهم لا تتحرك أبداً للأعلى دون حدوث توقف أو تقلبات.. لا يزال الاقتصاد قوياً وليس في حاجة إلى خفض أسعار الفائدة، وهو ما يدعم في نهاية المطاف أسعار الأسهم".
عاد مؤشر "إس آند بي 500" (S&P 500) للتحرك فوق عتبة 5000 نقطة، في حين تجاوزت مكاسب مؤشر "ناسداك 100" (Nasdaq 100) الغني بأسهم التكنولوجيا 1%. ارتفع سعر سهم "أوبر" بدعم من خطة الشركة لإعادة شراء أسهمها. وانخفضت عائدات السندات الأميركية لأجل عامين ثماني نقاط أساس إلى 4.58%. ارتفعت قيمة "بتكوين" فوق مستوى 51 ألف دولار.
يقول مات مالي من "ميلر تاباك +كو" (Miller Tabak + Co) إن انتعاش الأسهم يمنح المستثمرين فرصة لالتقاط الأنفاس بعد "ذعر الثلاثاء". ومع ذلك، فهو يشير إلى أن عوائد سندات الخزانة لا تزال عند أو قريبة جداً من قممها الأخيرة.
وأضاف مالي: "لذلك، إذا لم تنخفض هذه العوائد بسرعة، فهذا شيء يمكن أن يخلق أخيراً رياحاً معاكسة مؤثرة إلى حد ما على سوق الأسهم".
وانخفض مؤشر بلومبرغ للديون العالمية 3.5% هذا العام، متخلياً عن جميع مكاسبه التي حققها منذ 12 ديسمبر، أي اليوم السابق لإعلان الاحتياطي الفيدرالي في ذلك الشهر. قدمت أرقام التضخم الأبطأ من المتوقع في المملكة المتحدة لشهر يناير بعض الراحة لسندات الخزانة يوم الأربعاء، مما أدى إلى انخفاض العائد على الأوراق الأميركية لأجل 10 سنوات بعد ارتفاعها 14 نقطة أساس يوم الثلاثاء.
أما كريس سينيك من شركة "وولف ريسيرش"، فإنه يرى أن السوق تحتاج إلى "إثبات"، وأضاف: "لكي تشهد السوق بشكل عام تصحيحاً رسمياً، نعتقد أن المستثمرين سيحتاجون إلى رؤية أدلة إضافية على أن الاحتياطي الفيدرالي لن يتحرك وفق التوقعات و/أو أن توقعات النمو تتباطأ بسرعة كافية لدرجة تثير مخاوف الركود".
قالت سوليتا مارسيلي من "يو بي إس غلوبال ويلث مانجمنت": " تفوق أرقام التضخم على التوقعات لا يُغيّر توقعاتنا الأساسية للهبوط السلس والتي تتضمن تباطؤ النمو، وانخفاض التضخم، وخفض أسعار الفائدة 100 نقطة أساس هذا العام، والتي من المرجح أن تبدأ في الربع الثاني.. لكننا سنواصل مراقبة البيانات الواردة، وقد يتأخر بدء خفض أسعار الفائدة في حال استمرار ارتفاع الأرقام الاقتصادية عن التوقعات".
أسعار فائدة أعلى لفترة أطول
من جهة أخرى، ساهم الانعكاس في عائدات السندات يوم الأربعاء في انتعاش شركات التكنولوجيا الكبرى، وهي المجموعة التي قادت ارتفاع سوق الأسهم.
وبعد يوم واحد من تخطي مؤشر "ناسداك 100" مستوى 18,000 نقطة للمرة الأولى، يجاهد المستثمرون من جديد مع ما يعنيه احتمال بقاء أسعار الفائدة مرتفعة لفترة أطول بالنسبة لتقييمات أسهم التكنولوجيا التي عادت إلى مستويات لم تتخطاها إلا خلال فترة الصعود في عصر الوباء، وفقاعة الدوت كوم.
ومع ذلك، كان انخفاض مؤشر "ناسداك" بنسبة 1.6% يوم الثلاثاء هو الأسوأ خلال أسبوعين، كما استقر قدر من التقلبات الضمنية على المؤشر في منطقة هادئة. لكن احتمال رسوخ التضخم يترك المضاربين على الصعود متشبثين بالسيناريو المثالي الذي يرجح مواصلة الاقتصاد الأميركي الازدهار، دون توليد ضغوط تسعير تجبر الاحتياطي الفيدرالي على العودة إلى رفع أسعار الفائدة.
من منظور فني، يقول دان وانتروبسكي من "جاني مونتغمري سكوت" (Janney Montgomery Scott) إنه من المحتمل أن يكون هناك المزيد من "التقلبات صعوداً وهبوطاً" هذا الأسبوع، حيث من المتوقع أن يتحدث المزيد من مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي عن بيانات التضخم قبل مؤشر أسعار المنتجين المنتظر يوم الجمعة.
يراقب وانتروبسكي عن كثب مستوى 4,920 نقطة لمؤشر "إس آند بي 500" والذي كان نقطة التحول في جلسة الثلاثاء، مضيفاً :"الهبوط دون هذا المستوى من شأنه أن يؤدي إلى مزيد من ضغوط البيع في المستقبل".
أداء أبرز المؤشرات:
- صعد مؤشر "إس آند بي 500" بنسبة 1% حتى الساعة 4 مساءً بتوقيت نيويورك.
- ارتفع مؤشر "ناسداك 100" بنسبة 1.2%.
- انخفض مؤشر بلومبرغ للدولار الفوري 0.2%.
- هبط العائد على سندات الخزانة لأجل 10 سنوات خمس نقاط أساس إلى 4.27%.
- ارتفع سعر "بتكوين" 4.2% إلى 51661.01 دولار.
- صعد سعر "إيثر" 5% إلى 2763.94 دولار.
