قررت شركة "أوبر تكنولوجير" إعادة شراء أسهم بقيمة 7 مليارات دولار لإعادة رأس المال إلى المساهمين بعد الإعلان عن أول عام كامل لها من الأرباح التشغيلية والتدفق النقدي الإيجابي المستمر في عام 2023.
وقال المدير المالي براشانث ماهيندرا راجا في بيان يوم الأربعاء إن خطة إعادة الشراء هي تصويت بالثقة حيال الزخم المالي القوي للشركة.
أضاف راجا: "سنفكر ملياً بوتيرة إعادة الشراء لدينا، بدءاً من الإجراءات التي تغطي جزئياً التعويضات القائمة على الأسهم، والعمل على تحقيق انخفاض مستدام في عدد الأسهم".
قفز سهم الشركة بحوالي 8.2% في التداول قبل افتتاح السوق في نيويورك، وتضاعف أكثر من مرة خلال الأشهر الـ12 الماضية حتى نهاية التداول يوم الثلاثاء.
تنضم "أوبر" بهذه الخطوة إلى عدد قليل من شركات التكنولوجيا التي تعلن عن خطط لتعزيز عوائد المساهمين.
في وقت سابق من هذا الشهر، أعلنت شركة "ميتا بلاتفورمز" (Meta Platforms) عن خطط لإعادة شراء أسهم إضافية بقيمة 50 مليار دولار وتوزيع أول أرباح ربع سنوية لها على الإطلاق، في حين قامت شركة "إير بي آند بي" (Airbnb) بتوسيع برنامج إعادة الشراء بمقدار 6 مليارات دولار يوم الثلاثاء.
انعطافة تاريخية بأداء "أوبر" المالي
تمثل خطة توزيع رأس المال علامة أخرى على الصحة المالية لشركة "أوبر" بعد أن رزحت تحت وطأة 30 مليار دولار من العجز المتراكم على مدى سنوات من الإنفاق الحر في سعيها للحصول على حصة في السوق والدخول إلى أسواق جديدة. لكن الرئيس التنفيذي دارا خسروشاهي قال الأسبوع الماضي إن عام 2023 كان "نقطة انعطاف" وأشار إلى أنه سيعيد رأس المال إلى المساهمين. أعلنت شركة مشاركة وتوصيل الرحلات ومقرها سان فرانسيسكو عن أول عام كامل من الأرباح كشركة عامة وتوقعت استمرار النمو في عام 2024.
في ديسمبر، تمت إضافة "أوبر" إلى مؤشر "إس آند بي 500" المعياري، وقالت إنها تسير على مسار واضح للغاية للحصول على تصنيف ائتماني من الدرجة الاستثمارية.
وقال بيير فيراغو، محلل لدى شركة "نيو ستريت ريسيرش" (New Street Research)، لـ"بلومبرغ سيرفيلانس": "إذا كنت آلة نقود ولا يزال الشارع حذراً نسبياً في الطريقة التي يقيم بها أعمالك، فإن أحد أفضل الخيارات لاستخدامات النقد الذي يمكنك القيام به هو إعادة شراء أسهمك الخاصة. هذه أخبار سارة للغاية".
توقعات بارتفاع الإيرادات
أضاف فيراغو، الذي يوصي بشراء أسهم الشركة، أن "أوبر" تلعب حقاً بالطريقة التي كنا نتوقعها من خلال الظهور كأقوى لاعب في سوق خدمات نقل الركاب.
أعلنت الشركة، التي كانت تعقد اجتماعاً مع المستثمرين يوم الأربعاء، أنها تتوقع نمو إجمالي الحجوزات على مدى السنوات الثلاث المقبلة بين 15% و19%. كذلك من المتوقع أن تنمو الأرباح المعدلة قبل خصم الفوائد والضرائب والإهلاك والاستهلاك بنسبة تتراوح بين 30% و40%.
في تقريرها عن أحدث نتائجها المالية الأسبوع الماضي، كشفت "أوبر" عن ربع رابع على التوالي من التدفق النقدي الحر الإيجابي بقيمة 768 مليون دولار. وعلى مدى السنوات الثلاث المقبلة، تتوقع أن ينمو التدفق النقدي الحر كنسبة مئوية من الأرباح المعدلة قبل الفوائد والضرائب والإهلاك والاستهلاك بأكثر من 90% على أساس سنوي، وفقاً لشرائح العرض التقديمي من حدث يوم المستثمر.
محطات في تاريخ "أوبر"
شهدت "أوبر" الكثير من التحولات في عهد خسروشاهي. تولى الرئيس التنفيذي السابق لشركة "إكسبيديا غروب" (Expedia Group) زمام الأمور في عام 2017 خلفاً للمؤسس المشارك ترافيس كالانيك، الذي ألحق أسلوب قيادته المتهور بشركة "أوبر" سمعةً سيئة في البداية بسبب الإنفاق المفرط، ومشاكل العلاقات العامة، وبيئة العمل السيئة، والمشاكل مع السلطات المحلية.
دفع خسروشاهي (54 عاماً) "أوبر" إلى أعمال جديدة تتجاوز نطاق مشاركة الرحلات الأساسية، إلى المطاعم وتوصيل البقالة والإعلان، مما ساعد على تحسين هوامش الربح.
مع انتشار الوباء، اضطرت "أوبر" لإعادة النظر في عملها بسبب بقاء الناس في المنازل وتوقفهم عن استخدام خدمات النقل المشترك. انتقلت الشركة إلى نموذج أعمال خفيف الأصول، حيث تخلصت من أعمالها الخاسرة في مجال الدراجات والسكوتر وقامت بتقليص قسم المركبات ذاتية القيادة الذي يتطلب رأس مال كثيف. سمح الاستثمار في أعمال توصيل الطعام "أوبر إيتس" (Uber Eats) للشركة بالاستفادة من عمليات الإغلاق الناجمة عن الوباء حتى مع توقف الطلب على الرحلات المشتركة.
تمكنت "أوبر" من الاستفادة من وفورات الحجم في العديد من أسواقها في الولايات المتحدة وخارجها، ولا تزال تخطط للنمو بشكل أكبر في مجالات أخرى مثل التوصيل، والرحلات المشتركة منخفضة التكلفة كالدراجات ذات العجلتين وخدمات النقل المخصصة للشركات.
