بدأت الهجمات التي تشنها جماعة الحوثيين على السفن في البحر الأحمر تؤثر على أسعار الغذاء، والسلع الاستهلاكية، والطاقة في أوروبا، بحسب وكالة "إس آند بي غلوبال".
يشكل البحر الأحمر وقناة السويس ممراً ملاحياً حيوياً يسهل حركة التجارة بين أغلب دول آسيا والشرق الأوسط وأوروبا. رغم الأثر المحدود لتلك الهجمات على التجارة العالمية بشكل عام، فإن التأثير على المستهلكين الأوروبيين هو الأشد.
لفتت وكالة "إس آند بي غلوبال كوموديتي إنسايتس" في تقرير إلى أن تكلفة الشحن من الخليج العربي إلى البحر المتوسط بلغت أعلى مستوياتها خلال 4 أشهر في مطلع فبراير الجاري. ويرفض عديد من شركات الشحن عبور البحر الأحمر، ويفضلون سلوك المسار الأطول والأعلى تكلفة حول رأس الرجاء الصالح.
بدأ ظهور تبعات أزمة البحر الأحمر في بعض أسواق النفط، مع تراجع الشحنات المتجهة إلى أوروبا في الأشهر الماضية، وارتفاع تكلفة التأمين الإضافي على السفن التي تعبر البحر الأحمر بنحو دولار للبرميل.
غير أن التأثير تجاوز أسواق الطاقة بشكل كبير، ليطال سوق تجزئة الأثاث في أوروبا، الذي يعتمد بشكل كبير على آسيا في التصنيع. وكانت المقاعد والأرائك والأسِرّة والمصابيح الأشد تضرراً من أزمة البحر الأحمر، وفق الوكالة. وفيما يتعيّن على تجار التجزئة التأقلم مع تأخر التسليمات، يدرسون بشكل متزايد خيارات العودة إلى الإنتاج في الوطن لتجنب التداعيات الجيوسياسية على التجارة.