اتبعت الأسهم الآسيوية مسار السوق الأميركية التي تراجعت عقب صدور بيانات التضخم الأميركية، في حين أطلق تراجع الين بما يتجاوز 150 لكل دولار تحذيراً من جانب سوق اليابان.
انخفضت الأسهم في كوريا الجنوبية واليابان وأستراليا، فيما حين ارتفعت الأسهم الصينية المتداولة في هونغ كونغ بعدما حققت خسائر في بداية تداولات أولى الجلسات بعد عطلة السنة القمرية الجديدة إذ يتطلع المستثمرون إلى إجراءات من الصين لدعم سوق الأسهم. وحذر ماساتو كاندا، كبير مسؤولي العملة في اليابان، من أن التحركات الأخيرة في سوق الصرف الأجنبي كانت سريعة، وأن السلطات مستعدة لاتخاذ خطوات إذا لزم الأمر.
وقال كييتشي إيغوتشي، كبير الاستراتيجيين في شركة "ريسونا هولدنغز" إن هناك "زيادة في المخاوف بخصوص التدخل اللفظي من قبل السلطات اليابانية، مما يتطلب من المشاركين في السوق تقييم حدة هذه التحذيرات". وأشار إلى أن "هذه المخاوف قد تؤدي إلى توتر بين المستثمرين".
شهدت عوائد سندات الخزانة الأمريكية ارتفاعاً بعد زيادتها يوم الثلاثاء، نتيجة لتقليص المتداولين لرهاناتهم على خفض أسعار الفائدة الأمريكية مبكراً. كما ارتفع عائد السندات الحكومية اليابانية لمدة 10 سنوات إلى أعلى مستوياته منذ ديسمبر، بينما تم تداول مؤشر الدولار بالقرب من أعلى مستوى له في ثلاثة أشهر، وزادت أيضاً عوائد أوراق الدين الأسترالية والنيوزيلندية.
خفض توقعات الفائدة
انخفض مؤشر "غولدن دراغون" للشركات الصينية المتداولة في الولايات المتحدة بنسبة 2.7% يوم الثلاثاء، وهو أكبر انخفاض له منذ شهر تقريباً، بينما كانت سوق الصين مغلقة بسبب عطلة السنة القمرية الجديدة. خفض متداولو عقود المقايضة توقعاتهم لخفض الاحتياطي الفيدرالي قبل يوليو المقبل، في حين ارتفع "مؤشر الخوف" في سوق الأسهم بأكبر قدر منذ أكتوبر الماضي. ولم تتغير العقود الآجلة للأسهم الأميركية إلا قليلاً.
ويرى كريس زاكاريللي من "اندبندنت أدفايزور أليانس" (Independent Advisor Alliance) أن "تقرير مؤشر أسعار المستهلك فاجأ اليوم الكثير من الناس". وقال: "كان العديد من المستثمرين يتوقعون أن يبدأ بنك الاحتياطي الفيدرالي في خفض أسعار الفائدة، وكانوا يقضون الكثير من الوقت في القول بأن بنك الفيدرالي يستغرق وقتاً طويلاً للغاية للبدء، ولم يقدروا أن التضخم يمكن أن يكون ثابتاً وألا يستمر في الانخفاض".
خيبة أمل المستثمرين
بيانات مؤشر أسعار المستهلك كانت بمثابة خيبة أمل للمستثمرين بعد التراجع الأخير في ضغوط الأسعار الذي ساعد في بناء التوقعات بخفض أسعار الفائدة هذا العام. أعطت الأرقام أيضاً مصداقية لنهج الانتظار والترقب الذي أظهره جيروم باول ومجموعة من المتحدثين باسم الاحتياطي الفيدرالي.
انهارت عقود المقايضة المرتبطة باجتماعات الاحتياطي الفيدرالي، والتي توقعت بالكامل حتى منتصف يناير خفض سعر الفائدة في مايو، وإجمالي 175 نقطة أساس بحلول نهاية العام. وهوت احتمالات الخفض في مايو إلى نحو 32%، من نحو 64% قبيل صدور بيانات التضخم، بإجمالي دون 90 نقطة أساس للعام الحالي.
من جهته، قال غريغ ويلينسكي من "جانوس هندرسون إنفستورز" (Janus Henderson Investors): "إذ كان باب خفض الفائدة في شهر مارس مغلقاً فعلياً في ظل تعليقات الاحتياطي الفيدرالي الأخيرة وتقارير الوظائف، فاليوم، أغلق الاحتياطي الفيدرالي الباب وفقد المفتاح".
وفي أسواق أخرى، انخفض الذهب إلى أقل من 2000 دولار للأوقية للمرة الأولى منذ ديسمبر مع تلاشي الآمال في خفض مبكر لسعر الفائدة في الولايات المتحدة، بينما تم تداول عملة بتكوين بالقرب من مستوى 50 ألف دولار، كما تراجع النفط.