يعد هذا توقيتاً سيئاً لمحبي الشوكولاتة في ظل بلوغ أسعار الكاكاو أعلى مستوى في تاريخها. في هذه الأثناء، يبدو أن درجات الحرارة المرتفعة القياسية ستتواصل، ما يمثل تهديداً مستمراً للمحاصيل وإمدادات الطاقة والنقل.
على الجانب الآخر، من المقرر أن تنشر "منظمة البلدان المصدرة للبترول" (أوبك) ووكالة الطاقة الدولية تقريريهما الشهريين عن أسواق النفط. كما يوجد المزيد من تقارير الأرباح على وشك الصدور، بما فيها شركة التعدين العملاقة "باريك غولد"، وشركة تصنيع المعدات "ديري أند كو"، وشركتا النفط "إيني" و"أوكسيدنتال بتروليوم".
نستعرض في ما يلي 5 رسوم بيانية مهمة ينبغي أخذها في الاعتبار لأسواق السلع العالمية مع بدء أسبوع التداول.
زيادة أسعار السلع الأساسية
مع اقتراب عيد الحب، حان وقت إلقاء نظرة فاحصة على الكاكاو، المكوّن الرئيسي لتصنيع الشوكولاتة. بلغت العقود المستقبلية المتداولة في بورصة نيويورك مستوى قياسياً جديداً، وحققت أكبر زيادة أسبوعية منذ أكثر من 3 أعوام، بينما يدمر الطقس المتطرف في غرب أفريقيا المحاصيل.
فاقم ذلك -علاوة على صعود العقود المستقبلية للسكر- تكاليف مدخلات الإنتاج لشركات تصنيع الحلوى والشوكولاتة. وحذرت شركة "هيرشي" من أن إمدادات الكاكاو المتراجعة من ساحل العاج وغانا وهما أكبر منتجين على مستوى العالم، ستواصل ضغطها على الأسعار، وستزيد بدورها من التكاليف العالية للمستهلكين.
اقرأ المزيد: سعر الكاكاو بصدد تسجيل أكبر مكاسب سنوية منذ عقود
وفي الولايات المتحدة الأميركية، من المنتظر أن تكون الحلوى -من بينها الشوكولاتة- أفضل فئة هدايا، إذ يغدق الأميركيون بالهدايا على أحبابهم بعد غد، بحسب استطلاع رأي سنوي للاتحاد الوطني لشركات بيع التجزئة وشركة "بروسبير إنسايتس أند أنالاتيكس" (Prosper Insights & Analytics).
مخاطر تغير المناخ
بلغت درجات الحرارة المسجلة مستوى قياسياً آخر، وهذا لا يعني بالضرورة أنباء جيدة. كان الشهر الماضي رسمياً أشد شهور يناير حرارة بالتاريخ، بحسب خدمة "كوبرنيكوس" للتغيرات المناخية التابعة للاتحاد الأوروبي. كما أنه يمثل الشهر الثامن على التوالي الذي يشهد مستوى ذروة جديدة خلال هذه المدة الزمنية.
كبح الطقس الدافئ الطلب على الغاز الطبيعي خلال فصل الشتاء في نصف الكرة الشمالي، عندما كان من المعتاد أن يسجل مستوى ذروته. ويستعد العلماء فعلاً لما قد يكون أشد السنوات حرارة بالتاريخ، متجاوزة أقصى الدرجات المسجلة السنة الماضية. يعزى ذلك لخليط من المزيد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في الغلاف الجوي، وظاهرة "إل نينيو" -وهي ظاهرة دورية تغير حركة تيارات المحيطات وأنماط الطقس- ما يرفع الحرارة أكثر ويفاقم الجفاف في الدول الواقعة على العديد من دوائر العرض.
أسعار النفط
لم يكن إنتاج النفط الأميركي وحده الذي حقق رقماً قياسياً خلال 2023، حيث بلغت القيمة الإجمالية للمنتجات البترولية المصدرة أيضاً ذروتها، بعدما ارتفعت خلال ديسمبر إلى 17.3 مليار دولار، بحسب بيانات مكتب الإحصاء الأميركي. على مدى 2023، بلغ إجمالي شحنات التصدير 175 مليار دولار، مرتفعاً 8% عن السنة السابقة.
اقرأ أيضاً: إنتاج النفط الأميركي يبلغ مستوى قياسياً فوق 13 مليون برميل يومياً
عانت الولايات المتحدة الأميركية من عجز في ميزان الواردات والصادرات البترولية حتى 2020 عندما تغيرت إلى تحقيق فائض بواقع 16.6 مليار دولار للمرة الأولى، حسبما تكشف بيانات تعود إلى 1994. وخلال السنة الماضية، بلغ إجمالي الميزان التجاري للمواد البترولية 18.3 مليار دولار، ما يعد أيضاً رقماً قياسياً. ومع وجود توقعات بسنة أخرى من وفرة إنتاج النفط، ربما تواصل هذه الأرقام الارتفاع.
سوق المعادن
خلال السنة الماضية، بلغ إنتاج "باريك" من الذهب أدنى مستوياته منذ 2000 بعد سلسلة من الانتكاسات لعملياته التشغيلية. أسهمت أعمال الصيانة والإصلاحات في مناجمها بولاية نيفادا، والتوسع بمدينة بويبلو فيجو في جمهورية الدومينيكان، والإغلاق طويل الأمد لأحد الأصول الكبرى في بابوا غينيا الجديدة، في أكبر انخفاض خلال 23 سنة لإجمالي سبائك الذهب لثاني أكبر شركة تعدين ذهب حول العالم.
اقرأ أيضاً: طلب قياسي على الذهب بفضل انتعاش مشتريات البنوك المركزية
سيسعى المستثمرون للاطلاع بطريقة وثيقة على توقعات الإنتاج للعام الحالي عندما تعلن شركة إنتاج المعادن الكندية عن أرباح الربع الأخير بعد غد. ونشرت الشركة النتائج الأولية الشهر الماضي.
الزراعة
من المتوقع أن تتراجع المدفوعات الحكومية المباشرة لشركات الزراعة الأميركية إلى 10.2 مليار دولار وسط توقعات بتقليص المساعدات الإضافية وحالات الكوارث خلال 2024، بحسب بيانات وزارة الزراعة الأميركية الصادرة الأسبوع الماضي.
اقرأ أيضاً: أميركا تتعهد بـ50 مليون دولار للمحاصيل والتربة المتكيفة مع المناخ
إذا بلغت هذا الرقم؛ فسيكون الأدنى منذ 2014 ويشكل أقل من ربع المبلغ القياسي الموزع خلال 2020 وسط وباء كورونا ونزاعات تجارية.
الجدير بالذكر هنا أن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، سبق وأن روج لهذه المساعدة، التي تستهدف تعويض الخسائر المرتبطة بالخلافات التجارية، حينما كان يتودد للناخبين بالمناطق الريفية.