واصلت الأسهم الأميركية صحوتها التاريخية، ليغلق مؤشر "إس آند بي 500" (S&P 500) مقترباً بقوة من مستوى 5000 نقطة.
صعدت أسعار الأسهم يوم الأربعاء بقيادة شركات التكنولوجيا العملاقة، كما أدى الطرح القوي لسندات الخزانة لأجل 10 سنوات إلى تقليص المخاوف بشأن العرض. ولم تشهد أسعار السندات تغيرات ملحوظة.
واصلت أسعار الأسهم ارتفاعها الحاد من أدنى مستوياتها في أكتوبر 2022 على خلفية احتمالات استمرار تعزيز الاقتصاد القوي أرباح الشركات. تجاهل المتداولون المخاوف بشأن التقييمات المرتفعة، والضعف الموسمي للتعاملات في فبراير، والتعليقات الحذرة من مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي، ليسجل مؤشر "إس آند بي 500" مستويات مرتفعة قياسية جديدة.
أسعار الأسهم الأميركية تصل لمستويات قياسية مدعومة بقوة الاقتصاد
وقال مارك هاكيت من "نيشن وايد" (Nationwide): "واصلت السوق تخطي حاجز القلق، بما في ذلك تغير آفاق الاحتياطي الفيدرالي، والتوترات الجيوسياسية، وظروف السوق وهي في ذروة الشراء.. رغم أن السوق مقبلة على فترة ركود موسمي، إلا أن لديها زخماً قوياً".
وتواصلت المعنويات الإيجابية في الأسهم بعد أن باعت الحكومة الأميركية سندات لأجل عشر سنوات بمبلغ قياسي بلغ 42 مليار دولار بعائد أقل من المتوقع، في إشارة على الثقة في أن الاحتياطي الفيدرالي سيركز على خفض أسعار الفائدة هذا العام.
وقال بيتر بوكفار، مؤلف "ذا بوك ريبورت" (the Boock Report): "كان مزاد بيع الأوراق المالية لأجل 10 سنوات جيداً للغاية".
تصريحات مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي
كما استقبلت وول ستريت أيضاً تصريحات من عدد من مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي، أشاروا فيها جميعهم إلى عدم التسرع في خفض أسعار الفائدة.
عرضت محافظة الاحتياطي الفيدرالي أدريانا كوغلر نظرة متفائلة لاستمرار تباطؤ التضخم، في حين أشارت إلى عدم وجود حاجة ملحة لخفض تكاليف الاقتراض.
باول يستبعد خفض الاحتياطي الفيدرالي الفائدة في مارس
قالت رئيسة الاحتياطي الفيدرالي في بوسطن، سوزان كولينز، إنها تبحث عن مزيد من الأدلة على أن التضخم سيتحرك بشكل مستدام صوب الهدف (عند 2%) قبل التحرك لخفض أسعار الفائدة، رغم أن هذه الخطوة من المرجح أن تكون "في وقت لاحق من هذا العام".
أما نظيرها في مينيابوليس، نيل كاشكاري، فقال لشبكة "سي إن بي سي" إن المسؤولين بحاجة إلى فحص بيانات "بضعة أشهر أخرى" من التضخم قبل تيسير السياسة النقدية.
معنويات إيجابية تسود الأسهم الأميركية
قالت سوليتا مارسيلي، من "يو بي إس غلوبال ويلث مانجمنت" (UBS Global Wealth Management): "لا نزال نتوقع وفق السيناريو الأساسي أن نتجه صوب الهبوط السلس بحيث يتباطأ النمو على مدار السنة، لكنه يظل صحياً بشكل عام، في حين لا يُظهر التضخم ارتفاعاً بشكل مستدام.. ونعتقد أن هذه البيئة ستسمح لمجلس الاحتياطي الفيدرالي بالبدء في خفض أسعار الفائدة بحلول مايو، وبمقدار 100 نقطة أساس حتى نهاية العام".
ارتفع مؤشر "إم إس سي آي" (MSCI) العالمي لأسهم الأسواق المتقدمة أيضاً إلى مستوى قياسي، مقتفياً أثر جميع مؤشرات الأسهم الأميركية الرئيسية.
الأسهم تحافظ على مكاسبها بدعم البيانات الاقتصادية القوية
ويُرجح أن يدعم النمو الاقتصادي القوي في الولايات المتحدة والانتعاش المتوقع في أوروبا الأسهم، حتى في وقت تبدو بعض أجزاء سوق الأسهم "مكتفية"، وفقاً لاستراتيجيين في بنك "باركليز" بقيادة إيمانويل كاو.
في حين أن أحد أكبر الصناديق المتداولة في البورصة حول العالم يقع عند نقطة انعطاف حاسمة بعد ارتفاع حاد بلغ 22% منذ أواخر أكتوبر، فقد يكون هناك المزيد من المكاسب في الأسابيع المقبلة. يُتداول صندوق Invesco QQQ Trust Series 1" (QQQ)"، البالغة قيمته 244 مليار دولار، والذي يتتبع مؤشر "ناسداك 100" ، بالقرب من مستويات المقاومة الرئيسية منذ ثلاث سنوات مقارنة بصندوق SPDR S&P 500 ETF الأوسع، والمعروف بـ"SPY".
وإذا اخترق (الصندوق) مستوى مقاومة فبراير 2021 بشكل حاسم، فإن أداء صندوق "QQQ" سيتفوق بشكل كبير مقارنة ً بـ"SPY" في الفترة المقبلة. ومع التأكيد الصعودي لـ"QQQ" على أساس مطلق، سيرتفع إلى مستوى قياسي جديد، وفق أنطوني فيلد من "بلومبرغ إنتليجنس".
أداء أبرز المؤشرات:
- ارتفع مؤشر "إس آند بي 500" بنسبة 0.8% حتى الساعة 4 مساءً بتوقيت نيويورك.
- صعد مؤشر "ناسداك 100" بنسبة 1%.
- ارتفع مؤشر "إم إس سي آي العالمي" 0.6%.
- العائد على سندات الخزانة لأجل 10 سنوات ارتفع نقطتَي أساس إلى 4.12%.
- ارتفع سعر "بتكوين" 2.3% إلى 44161.79 دولار.