المسار الأطول مسافة والأعلى تكلفة للسفن يرجح زيادة الطلب على الشحن الجوي مع تراجع السعر النسبي

شركات طيران المنطقة أبرز المرشحين للاستفادة من أزمة البحر الأحمر

طائرة شحن تابعة لشركة "لوفتهانزا" في مطار فرانكفورت. 27 نوفمبر 2020 - المصدر: بلومبرغ
طائرة شحن تابعة لشركة "لوفتهانزا" في مطار فرانكفورت. 27 نوفمبر 2020 - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

الشرق

يتوقع أن تكون شركات الطيران في الشرق الأوسط من بين أبرز المستفيدين من اضطرابات البحر الأحمر، إذ إن الطلب على الشحن الجوي مرشح للزيادة في ظل التنافس السعري، بحسب "بلومبرغ إنتليجنس".

في حال استمرت أزمة البحر الأحمر حتى الربع الثاني من العام الجاري، فقد تشهد شركات الطيران في الشرق الأوسط والصين الزيادة الأكبر في حجم الشحن الجوي، خصوصاً بعد تراجع معدل السعر النسبي بين طريقتي الشحن إلى أقل من مستوياته قبل جائحة كورونا، إذ تهيمن هذه الشركات على مسارات الشحن الجوي من آسيا والشرق الأوسط إلى أوروبا.

تسببت هجمات الحوثيين في البحر الأحمر بتحويل السفن إلى مسار أطول مسافة وأعلى تكلفة، وارتفعت أسعار شحن الحاويات الفورية عبر المسارات المتضررة إلى مستوى قياسي جديد خلال 52 أسبوعاً، ما قد يؤدي إلى زيادة الطلب على الشحن الجوي مع انخفاض السعر النسبي.

تراجع كبير في السعر النسبي

شهد حجم الشحن الجوي ارتفاعاً في أول أسبوعين من 2024، الفترة التي عادة ما تنخفض خلالها الأسعار. وقفز حجم الحمولة الخاضعة للرسوم من الشرق الأوسط إلى أوروبا 17%، ومن آسيا إلى أوروبا عبر المحيط الهادئ 12%، مقارنة بالأسبوعين السابقين، وفقاً لبيانات شركة "ورلد إير كارغو داتا" (WorldACD) التي جمعتها "بلومبرغ إنتليجنس".

أدى الارتفاع في أسعار شحن الحاويات من آسيا إلى أوروبا إلى قفزة في مؤشر "دريوري" العالمي للحاويات لأسعار الشحن من شنغهاي إلى روتردام بمقدار 4.2 مرات (أي 320%) من ديسمبر وحتى 18 يناير، ويُتوقع أن يعزز ذلك من التنافسية السعرية للشحن الجوي، ويساعد على بقاء الأسعار أعلى من مستوياتها خلال موسم الذروة الذي حل في الربع الماضي.

سجل السعر النسبي المحتسب باستخدام أسعار الشحن الجوي في ديسمبر وأحدث أسعار الشحن البحري في 18 يناير هبوطاً كبيراً في مستويات 2018 و2019 من 47 مرة إلى 28 مرة، وفقاً لحسابات "بلومبرغ إنتليجنس". يشير ذلك إلى احتمال مواصلة أسعار الشحن الجوي الارتفاع في حال استمرار زيادة حجم الشحنات مع استمرار الأزمة. يذكر أن مستوى السعر النسبي هذا سُجل في 2022، عندما حققت شركات الشحن الجوي من آسيا إلى المحيط الهادئ أرباحاً قياسية أو شبه قياسية.

شركات الشرق الأوسط المستفيد الأكبر

تهيمن شركات الطيران في الشرق الأوسط والصين على حمولة طائرات الشحن من شرق آسيا والشرق الأوسط إلى أوروبا، وبالتالي، قد تكون أكبر المستفيدين في ظل استمرار الأزمة وزيادة الطلب على الشحن الجوي أو سبل الشحن التي تجمع بين النقل البحري والجوي.

واستأثرت شركات الطيران الخليجية مثل الخطوط الجوية القطرية وطيران الإمارات بنحو 65% من رحلات الشحن الجوي المخطط لها في يناير، إذ أصبحت المنطقة نقطة تحويل لمسارات الشحن البحري إلى جوي خلال الأزمة، فيما حازت "سينغابور إيرلايرنز" (Singapore Airlines) ما نسبته 6%. أما أقسام الشحن في شركات "تشاينا ساذرن إيرلاينز" و"إير تشاينا" و"تشاينا إيسترن إيرلاينز"، فاستحوذت على 40% تقريباً من رحلات الشحن المقررة في يناير من شرق آسيا إلى أوروبا، بحسب بيانات شركة "سيريوم" (Cirium)، التي جمعتها "بلومبرغ إنتليجنس".

على الصعيد الأوروبي، قد تشهد "لوفتهانزا" التي تبلغ حصتها في الشحن الجوي من شرق آسيا إلى أوروبا 8%، و"كارغو لوكس" (Cargolux)، الزيادة الأكبر في حجم الشحن الجوي بين شركات الشحن الأوروبية.

تصنيفات

قصص قد تهمك