استقرت أسعار النفط بعد أن أغلقت عند أعلى مستوى في ثلاثة أسابيع بسبب تصاعد التوترات في الشرق الأوسط، مع تبادل الولايات المتحدة والحوثيين، المدعومين من إيران، الضربات المتبادلة التي تسبب في إزعاج لحركة الشحن العالمي.
استقر خام برنت بالقرب من 79 دولاراً للبرميل بعد ارتفاعه بنسبة 1.6% أمس الخميس، في حين تجاوز خام غرب تكساس الوسيط 74 دولاراً، مع انخفاض المخزونات الأميركية مما يوفر المزيد من الدعم. شنت الولايات المتحدة هجمات متعددة على أهداف للحوثيين في اليمن، لكن الجماعة تواصل تهديد الشحن قبالة الساحل، حيث وجهت ضربة أخرى لسفينة في خليج عدن. وقال الرئيس جو بايدن إن الضربات الأميركية ستستمر.
كافح النفط الخام لتحديد اتجاه مستدام حتى الآن في عام 2024 – حيث يشهد ارتفاعاً وانخفاضاً بشكل متناوب على مدار أسابيع – مع مواجهة التوترات في الشرق الأوسط من خلال تراجع المتداولين عن رهاناتهم على أن بنك الاحتياطي الفيدرالي سيبدأ في خفض أسعار الفائدة قريباً، مما يعزز الدولار ويضر بالأصول التي تحمل مخاطر استثمارية. بالإضافة إلى ذلك، تتوقع وكالة الطاقة الدولية أن الإمدادات في السوق تبدو جيدة هذا العام بالنظر إلى الإنتاج من الولايات المتحدة والبرازيل وكندا وغيانا.
المخزونات التجارية الأميركية
انخفضت مخزونات الخام التجارية الأميركية بمقدار 2.5 مليون برميل الأسبوع الماضي إلى أدنى مستوى لها منذ أكتوبر، وفقاً لإدارة معلومات الطاقة. وبينما كانت صادرات النفط قوية، فإن الواردات مستمرة في الارتفاع أيضاً، حيث تحقق مصافي التكرير أقصى استفادة من الإمدادات الكندية الرخيصة والوفيرة. ومن بين الأمور التي تم التركيز عليها أيضاً أن الطقس المتجمد أدى إلى كبح بعض إنتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة، بما في ذلك من منطقة "باكن".
قالت فاندانا هاري، مؤسسة شركة "فاندا إنسايتس" في سنغافورة: "قد تكون عمليات سحب مخزونات النفط الخام الأميركية هي التي أجبرت السوق أخيراً على توقع تراجع الإمدادات في "باكن"، وبالتالي، إسناد علاوة مخاطر أكبر قليلاً لأزمة الشرق الأوسط أيضاً".
وأضافت أنه في البحر الأحمر، "قد يصبح أي حادث يتسبب في أضرار جسيمة في الأرواح والممتلكات، في البحر أو على الأرض، نقطة التحول".
يتمثل القلق الشامل بشأن التوترات في الشرق الأوسط - بما في ذلك الحرب بين إسرائيل وحماس والضربات بين إيران وباكستان هذا الأسبوع - في أن طهران سوف تنجر مباشرة إلى الصراع. وقد يعرض ذلك إنتاج النفط الخام للخطر أو يزيد من إعاقة تدفقات البضائع من المنطقة التي تمثل نحو ثلث الإمدادات العالمية.