ارتفعت الأسهم الآسيوية مع ارتفاع بعض أكبر شركات التكنولوجيا في العالم، وتوقعات شركة تايوان لتصنيع أشباه الموصلات التي غذت الآمال في حدوث انتعاش عالمي في هذا القطاع.
كانت أسهم أشباه الموصلات من بين أكبر الرابحين مع ارتفاع المؤشرات القياسية في اليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا. وقفز سهم "تي إس إم سي" (TSMC) بأكثر من 5% في تايوان بعد أن ارتفعت شهادات الإيداع الأميركية بنسبة 10% تقريباً لتغلق عند أعلى مستوياتها منذ فبراير 2022.
تتوقع "تي إس إم سي"، موردة الرقائق الرئيسية لشركتي "أبل"، و"إنفيديا" (Nvidia Corp)، عودة إلى النمو القوي في هذا الربع، بينما تمضي قُدماً في خططها لإنشاء مصانع في اليابان وأريزونا وألمانيا، وسط نمو تغذيه الطفرة في تطوير الذكاء الاصطناعي. وحفزت أرباح الشركة أكبر ارتفاع في شركات صناعة الرقائق منذ أكثر من شهر، يوم الخميس، ودفعت مؤشر "ناسداك 100" الذي يضم شركات التكنولوجيا إلى الإغلاق عند أعلى مستوى على الإطلاق.
الرهان على التكنولوجيا
قال مات سيمبسون، كبير استراتيجيي السوق في سيتي إندكس: "أدت بعض التطورات الإيجابية إلى رفع وول ستريت بين عشية وضحاها، والذي كان من الواضح أنه كان بمثابة استراحة، بعد تراجع محافظي البنوك المركزية عن إجراء تخفيضات متعددة". وأضاف: "من المفترض أن تتفوق أسهم التكنولوجيا في الأداء على خلفية الارتفاع القياسي الذي سجله مؤشر ناسداك، ومن المحتمل أن تقوده الشركات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، نظراً لتوقعات إيرادات (تي إس إم سي) الإيجابية".
تراجعت الأسهم في البر الرئيسي للصين، ولم تتغير عقود الأسهم الأميركية إلا بنسبة طفيفة في التعاملات الآسيوية.
ارتفعت عوائد سندات الخزانة، واستقر الدولار بعد إعادة التسعير في وقت سابق من الأسبوع لتوقعات سياسة سعر الفائدة لمجلس الاحتياطي الفيدرالي. يرى المتداولون الآن أن احتمال خفض أسعار الفائدة في مارس ليس أكثر من مجرد رهان غير محسوم، وهبط من حوالي 80% في نهاية الأسبوع الماضي بعد تعليقات بنك الاحتياطي الفيدرالي المتشددة والبيانات التي تشير إلى استمرار مرونة الاستهلاك الأميركي.
لم يتغير الين كثيراً بعد صدور بيانات التضخم اليابانية التي أظهرت تباطؤاً في ديسمبر. يوفر ذلك لبنك اليابان سبباً آخر للانتظار إلى ما بعد اجتماع مجلس الإدارة الأسبوع المقبل قبل إنهاء سياسة سعر الفائدة السلبية.
تقييمات الفائدة الأميركية
حثّ رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا رافائيل بوستيك صناع السياسات النقدية على المضي قُدماً بحذر نظراً للتأثيرات المحتملة للأحداث غير المتوقعة من الانتخابات إلى الصراعات العالمية. وقال نظيره في فيلادلفيا باتريك هاركر إنه يتوقع أن يستمر التضخم في الانحدار نحو الهدف.
لا يزال الانفصال بين البيانات الواردة وحركة الأسعار يمثل تحديات في التنقل في سوق الأسعار الأميركية، وفقاً لإيان لينجن وبنجامين جيفري، استراتيجيي الأسعار في "بي إم أو كابيتال ماركتس" (BMO Capital Markets).
كتب الاستراتيجيان في مذكرة: "من غير المفاجئ أن تكون حركة الأسعار في شهر يناير متقلبة.. مع استمرار البيانات في دعم اتجاه عدم التخفيض في مارس، سيكون من الملحوظ الاستجابة عبر التقلبات السعرية".
في الوقت نفسه، بعد أن حقق أفضل سلسلة مكاسب أسبوعية له منذ عقدين، واجه مؤشر "إس آند بي 500" طريقاً مسدوداً في عام 2024، مع بقاء رقم الإغلاق القياسي الذي سجله قبل عامين بعيد المنال في الوقت الحالي، لكن المؤشر الفني الذي يقيس الزخم لشراء أو بيع الأسهم يشير إلى أن المضاربين على الارتفاع ما زالوا يتدخلون لشراء الأسهم.
في مكان آخر، استقر النفط بعد أن أغلق عند أعلى مستوى في ثلاثة أسابيع بسبب تصاعد التوترات في الشرق الأوسط، مع تبادل الولايات المتحدة والحوثيين المدعومين من إيران الضربات المتبادلة التي قلبت سوق الشحن العالمي رأساً على عقب. ويتجه الذهب نحو خسارة أسبوعية بعد إعادة تقييم رهانات خفض أسعار الفائدة من بنك الاحتياطي الفيدرالي.