استقبل صندوق بتكوين المتداول في البورصة التابع لشركة "بلاك روك" تدفقات استثمارية تفوق حاجز مليار دولار أميركي، ليسبق صناديق الاستثمار التسعة المتداولة الجديدة التي تحتفظ مباشرة بالعملة المشفرة في بلوغ هذه العتبة منذ بدء تداولها الأسبوع الماضي.
أودع المستثمرون 371 مليون دولار في الصندوق يوم الأربعاء، مما دفع "IBIT" لتجاوز عتبة مليار دولار، حسبما أظهرت البيانات التي جمعتها بلومبرغ. ويليه، جاء صندوق بتكوين المتداول "إف بي تي سي" التابع لشركة "فيدليتي إنفستمنتس" (Fidelity Investments) بعد أن استقبل تدفقات بقيمة 358 مليون دولار أمس، وهو أعلى رقم يومي منذ إطلاق الصندوق قبل أسبوع، ليصل إجمالي التدفقات التي استقبلها صندوق "فيدلتي" 880 مليون دولار.
قادت شركتا "بلاك روك" و"فيدليتي" الاستثمارات المبكرة في الأصل الجديد، حيث تلقت الشركتان 68% من إجمالي التدفقات عبر صناديق الاستثمار المتداولة التسعة الجديدة في السوق، والبالغ مجموعها حوالي ملياري دولار.
قال تود سون، الخبير الاستراتيجي لصناديق الاستثمار المتداولة في شركة "ستراتيجاس" (Strategas): "لا أتعجب من أنها (بلاك روك)، فلديهم الموارد.. لكن هذا يظهر مدى جديتهم بشأن هذا الأمر كفئة أصول. هناك الكثير من الفرص لعدم وجود بعض القوة وراء الإطلاق".
تدفقات خارجة من صندوق "غراي سكيل"
يأتي جزء كبير من التدفقات الداخلة من المستثمرين الذين يغادرون صندوق "GBTC" التابع لشركة "غراي سكيل إنفستمنتس" بعد أن وافقت هيئة الأوراق المالية والبورصة الأميركية على إطلاق صناديق الاستثمار المتداولة، وفقاً لـ"بلومبرغ إنتليجنس".
كان لدى صندوق بتكوين التابع لـ"غراي سكيل" والذي تم إنشاؤه في 2013، أكثر من 28 مليار دولار من الأصول الخاضعة للإدارة عندما تم تحويله إلى صندوق استثمار متداول، ولكنه شهد تدفقات خارجة بحوالي 1.6 مليار دولار منذ بدء التداول.
لدى صندوق بتكوين المتداول في البورصة التابع لـ"غراي سكيل" رسوم إدارة عالية للقطاع تبلغ 1.5%. تمثل رسوم الإدارة في "بلاك روك" و"فيدليتي" جزءاً صغيراً مقارنة برسوم "GBTC"، لكنهما لا يتمتعان بأدنى الرسوم بين مجموعة صناديق بتكوين المتداولة الجديدة، إذ يذهب هذا اللقب إلى "فرانكلين تمبلتون" (Franklin Templeton) برسوم إدارة بلغت 0.19%. ورغم رسومه المنخفضة في القطاع، استقبل "فرانكلين" أقل من 2% من التدفقات الواردة عبر مجموعة صناديق بتكوين المتداولة في البورصة الأوسع.
قد تستحوذ الشركتان الرائدتان في المجموعة على المزيد من الحصة السوقية في المستقبل نتيجة لشبكاتهما مترامية الأطراف التي تتضمن المؤسسات والأفراد على حد سواء.
تشهد "بلاك روك" اهتماماً من المستثمرين الأفراد القدامى، لكنهم يركزون أيضاً على جذب المستثمرين الجدد في هذه الفئة من الأصول، وفق راشيل أغيري، رئيسة المنتجات "آي شيرز" الأميركية لدى "بلاك روك".
أضافت أغيري: "أننا نرى بالفعل تدفقات تأتي من عدد من الاتجاهات المختلفة.. من الواضح أن الاهتمام الذي نشهده يأتي من الأفراد والمستثمرين الموجهين ذاتياً، وهناك البعض الذين كانوا على استعداد للاستثمار منذ اليوم الأول، ولكننا نركز أيضاً على هؤلاء المستثمرين الذين بدؤوا الآن أيضاً في النظر إلى هذا الأمر.. إنها فئة أصول جديدة ونحن متحمسون جداً لذلك".
