تراجعت أسعار النفط، بعد ارتفاع الدولار الأميركي وعزوف المستثمرين عن المخاطرة ممَّا عوَّض المخاوف بشأن التوترات في الشرق الأوسط، بما في ذلك الهجمات المستمرة على السفن في البحر الأحمر من قبل المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران.
تراجع سعر خام برنت دون 78 دولاراً للبرميل بعد أن أنهى تداولاته على ارتفاع طفيف أمس الثلاثاء، مع اقتراب خام غرب تكساس الوسيط من 72 دولاراً. سجلت العملة الأميركية أكبر قفزة لها في يوم واحد منذ مارس من العام الماضي أمس، حيث أعاد المتداولون ضبط توقعاتهم بشأن الموعد الذي سيبدأ فيه بنك الاحتياطي الفيدرالي في خفض أسعار الفائدة، وهو ما يجعل السلع أقل جاذبية للمشترين في الخارج.
في الوقت نفسه، تظل التوترات في الشرق الأوسط في المقدمة وفي المركز. لا يزال المسلحون الحوثيون في اليمن يهددون الشحن في الممر المائي الحيوي قبالة سواحلهم، على الرغم من الضربات التي تشنها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة. هناك قلق من أن الحرب بين إسرائيل وحماس سوف تمتد إلى ما هو أبعد من غزة، ومن المحتمل أن تجر إيران مباشرة، مع إطلاق طهران صواريخ هذا الأسبوع على ما قالت إنها قاعدة تجسس إسرائيلية في العراق.
تحركات شركات التأمين
في علامة أخرى على تداعيات المواجهة، بدأت بعض شركات التأمين في تجنب تغطية السفن التجارية الأميركية والبريطانية ضد مخاطر الحرب عندما تبحر في جنوب البحر الأحمر. وتتجنب العديد من ناقلات النفط والغاز الآن الممر المائي بالكامل، مما يجبرها على اتخاذ طريق أطول حول الجنوب الأفريقي.
ظل النفط محصوراً في نطاق ضيق منذ بداية العام، حيث إن أزمة الشرق الأوسط لم تؤد حتى الآن إلى تأثير مباشر على الإنتاج المادي. سيحصل المتداولون على رؤى مزدوجة حول التوقعات في وقت لاحق من اليوم الأربعاء، حيث ستصدر منظمة البلدان المصدرة للبترول تقييمها الشهري للسوق، وتُصدر مجموعة صناعية أميركية تقديرات لمخزونات الخام المحلية.
قال فيفيك دار، المحلل في "كومنولث بنك أوف أستراليا" (Commonwealth Bank of Australia): "الأخبار الجيدة، والسبب المحتمل لعدم ارتفاع مؤشرَي النفط، هو أن إمدادات النفط العالمية لم تتأثر من الهجمات في البحر الأحمر ". وأضاف: "الأخبار السيئة هي أن الطريق البديل حول أفريقيا يستغرق وقتاً أطول بـ14 يوماً".
وفي الولايات المتحدة، أدت درجات الحرارة المتجمدة إلى الحد من عمليات التكرير في مركز المعالجة في تكساس، وأوقفت أكثر من نصف إنتاج النفط في داكوتا الشمالية. وقالت هيئة خط أنابيب داكوتا الشمالية إن ما يصل إلى 650 ألف برميل يومياً متوقف عن العمل، ارتفاعاً من 425 ألف برميل يوم الإثنين.