قلص متداولو وول ستريت رهاناتهم على تخفيضات الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة وسط تكهنات بأن التحول للتيسير النقدي الذي شجع المراهنين على صعود الأسهم والسندات قد وصل حد المبالغة.
انخفضت أسعار الأسهم، في حين ارتفعت عوائد سندات الخزانة إلى جانب الدولار حيث بدا أن محافظ بنك الاحتياطي الفيدرالي كريستوفر والر يعارض توقعات خفض أسعار الفائدة التي وصلت إلى 6 ست مرات هذا العام. في حين أن والر لم يكن مناصراً للتشديد النقدي تماماً، فإن تصريحاته لم تمل للتيسير بشكل كبير أيضاً، مما أدى إلى إعادة معايرة الرهانات على أسعار الفائدة. قللت مقايضات بنك الاحتياطي الفيدرالي رهانها على احتمالية خفض أسعار الفائدة في شهر مارس إلى 65% من حوالي 80% يوم الجمعة.
والر قال إن الاحتياطي الفيدرالي يجب أن يتخذ نهجاً حذراً عندما يبدأ في خفض أسعار الفائدة، مضيفاً أنه لا يرى سبباً للتحرك بالسرعة التي كان عليها في الماضي، مشيراً إلى الصدمات الاقتصادية السابقة التي عجلت بتخفيضات سريعة في أسعار الفائدة.
نهج حذر
ترى كاثي جونز من "تشارلز شواب" (Charles Schwab)، أنه عندما تحصل على نقطة بيانات أو تصريح مثل تعليق والر، يبدو أن هذا يعني ضمنياً: "حسناً، ربما الأمر ليس بهذه السرعة".
قال كريشنا جوها من "إيفركور" (Evercore): "إننا نعتبر تصريحاته التي تؤكد على عدم الحاجة إلى التسرع بمثابة إشارة إلى أنه لا يرى إلحاحاً لخفض الفائدة في مارس، ونرى تعليقاته بشكل عام على أنها أكثر اتساقاً مع توقعاتنا الأساسية لإجراء أول خفض للفائدة في مايو أو يونيو".
ارتفعت عوائد السندات الأميركية لأجل 10 سنوات إلى 4%، وسجلت قيمة الدولار أقوى ارتفاع يومي منذ مارس، وفقد مؤشر "إس آند بي 500" (S&P 500) قوته. وهبط سعر سهم "مورغان ستانلي" وسط تحذير بشأن انخفاض هوامش أرباح قطاع إدارة الثروات، في حين ارتفع سعر سهم "غولدمان ساكس" بعد تفوق أرباحه على التقديرات. وهوت أسهم "بوينغ" بسبب تخفيض المحللين توصيتهم لسهم الشركة. تراجعت أسهم "أبل" بعد أن رفضت المحكمة العليا الأميركية النظر في استئنافها في دعوى مكافحة الاحتكار ضد متجر التطبيقات.
يقول إيبيك أوزكاردسكايا، أحد كبار المحللين في "سويس كوت" (Swissquote)، إنه في الربع الأول من هذا العام سندرك أنه من السابق لأوانه أن تقوم البنوك المركزية بخفض أسعار الفائدة.
في سياق متصل، قال بيتر بوكفار، مؤلف كتاب "ذا بوك ريبورت" (the Boock Report): "مع توفر معلومات اليوم، فإن الاحتياطي الفيدرالي عازم على خفض الفائدة ثلاث مرات هذا العام، ولن يخفض المزيد إلا إذا تدهور الوضع الاقتصادي وبدأ معدل البطالة يتجه نحو 4.5-5%، على ما أعتقد"، وسيكون ذلك مرتفعاً عن 3.7% في ديسمبر.
أما آرت هوغان من "بي ريلي ويلث" (B Riley Wealth)، فيرى أنه من المهم التركيز على سبب قيام الاحتياطي الفيدرالي بتخفيض أسعار الفائدة بدلاً من التركيز على التوقيت.
أوضح هوغان: "إذا تداعى الاقتصاد وشعر الاحتياطي الفيدرالي بالحاجة إلى الإسراع في التحفيز، فسيكون ذلك في غير محله.. توقيت خفض الفائدة سيكون عند اقتراب التضخم من هدف الاحتياطي الفيدرالي، لدرجة تجعل البنك المركزي يعتقد أنه بالغ في التقييد".
تزايد توقعات هبوط عوائد السندات
على صعيد آخر، تفوق المضاربون على صعود السندات على المراهنين على هبوطها في أحدث استطلاع "إم إل آي في بالس" (MLIV Pulse) وسط رهانات على خفض الاحتياطي الفيدرالي الفائدة هذا العام.
صعدت نسبة أولئك الذين يتوقعون انخفاض عوائد السندات لأجل 10 سنوات خلال الشهر المقبل إلى 57% من المشاركين، بزيادة من 51% في نوفمبر، وهي أعلى نسبة منذ أن بدأ استطلاع "إم إل آي في بالس" طرح هذا السؤال في أغسطس 2022.
تفاؤل حيال الأسهم
حفز التفاؤل بشأن خفض أسعار الفائدة المستثمرين على زيادة تعرضهم للأسهم الأميركية ليصل إلى أعلى مستوياته منذ أكثر من عامين، وفقاً لمسح مديري الصناديق التابع لـ"بنك أوف أميركا كورب".
وكتب فريق "بنك أوف أميركا" بقيادة مايكل هارتنت في مذكرة أن هناك "تفاؤلاً قياسياً بشأن تخفيضات أسعار الفائدة"، ويتوقع 79% من المشاركين في الاستطلاع أن يشهد الاقتصاد العالمي إما هبوطاً سلساً، أو لا هبوط على الإطلاق في 2024.
كان مصرف "يو بي إس غروب" (UBS Group) هو أحدث بنك يرفع توقعاته للأسهم الأميركية، حيث رفع توقعاته لأداء مؤشر "إس آند بي 500" خلال العام الحالي بنسبة 6% يوم الثلاثاء، إلى 5150 نقطة، بعد تحول نبرة الاحتياطي الفيدرالي نحو التيسير في ديسمبر. وتأتي هذه الخطوة بعد شهر تقريباً من وضع البنك السويسري هدفه للعام المقبل لمؤشر الأسهم الأميركية عند 4,850 نقطة.
كما رفعت "آر بي سي كابيتال ماركتس" (RBC Capital Markets) توقعاتها الأسبوع الماضي، في حين أجرى "غولدمان ساكس" ذلك في ديسمبر، بعد شهر من تحديدها.
في غضون ذلك، خُفضت تقديرات الأرباح بشكل كبير خلال الأشهر الثلاثة الماضية، لدرجة أن استراتيجيي وول ستريت يتوقعون الآن أن تتفوق نتائج معظم الشركات على توقعات المحللين بسهولة هذا الموسم.
ومع ذلك، ليس هناك سبب يدعو للابتهاج، إذ أشار استراتيجيو "مورغان ستانلي" إلى أن خفض تقديرات أرباح الربع الرابع 7% يعني أن نمو أرباح الشركات الأميركية قد يحقق ركوداً مقارنة بالعام السابق. وقال مايكل ويلسون إن هذا "يخلق تطلعاً منخفضاً، واحتمالاً أعلى" لتفوق ربحية الأسهم على التقديرات بنسبة تدور حول 5%.
قالت سوليتا مارسيلي من "يو بي إس غلوبال ويلث مانجمنت": "في حين أن الأسواق قد تشهد تقلبات هبوطية متواضعة خلال موسم نتائج الأعمال بعد الارتفاع القوي في نوفمبر وديسمبر، مازلنا نرى آفاق الصعود في الأسهم الأميركية، وسط سياسة نقدية أكثر تيسيراً وأرباح الشركات المتواصلة.. ومن وجهة نظرنا، نتوقع أن أي ضغوط بيع ستكون معتدلة إلى حد ما، وقد تمثل فرصة لزيادة التعرض للأسهم".
أداء أبرز المؤشرات:
- انخفض مؤشر "إس آند بي 500" بنسبة 0.4% في الساعة 4 مساء في نيويورك
- استقر مؤشر "ناسداك "
- صعد العائد على سندات الخزانة لأجل 10 سنوات بمقدار 12 نقطة أساس ليصل إلى 4.06%
- ارتفع مؤشر بلومبرغ للدولار الفوري 0.8%
- صعد سعر "بتكوين" 1.4% إلى 43280.61 دولار
- ارتفع سعر "إيثر" 2.7% إلى 2587.85 دولار
- تراجع سعر الذهب في المعاملات الفورية 1.4% إلى 2028.26 دولار للأوقية