ارتفعت أسعار النفط بعد أن شنت الولايات المتحدة وحلفاؤها ضربات جوية ضد جماعة الحوثيين في اليمن، رداً على الهجمات على السفن في البحر الأحمر، مما أدى إلى تعرض تدفقات الوقود والبضائع عبر الممر المائي الحيوي للخطر.
ارتفع سعر مزيج برنت 1.1%، ليستقر فوق مستوى 78 دولاراً للبرميل، في حين ارتفع سعر خام غرب تكساس الوسيط ليستقر فوق 72 دولاراً للبرميل. ارتفعت الأسعار في وقت مبكر من الجلسة قبل أن تقلص مكاسبها تماشياً مع الأسهم في ظل دراسة المستثمرين ما إذا كان التصعيد سيوسع نطاق الصراع في الشرق الأوسط.
الرئيس الأميركي جو بايدن قال يوم الخميس إن الضربات نُفذت ضد عدد من الأهداف التي تستخدمها الجماعة المدعومة من إيران. وكان لهذه الخطوة تأثير فوري على الشحن، حيث قال مالك ناقلة كبرى واحدة على الأقل إنها أوقفت رحلاتها مؤقتاً. ورداً على ذلك، قال الحوثيون إن جميع المصالح الأميركية والبريطانية أصبحت الآن أهدافاً مشروعة.
ناقلات نفط تتجنب البحر الأحمر بعد الغارات الأميركية والبريطانية على اليمن
ويختبر مزيج برنت الآن قدرته على تخطي متوسطه المتحرك لمدة 50 يوماً للمرة الأولى منذ أكتوبر. إذا استقرت الأسعار فوق هذا المستوى، فقد يحفز ذلك عمليات شراء إضافية من جانب الخوارزميات والمتداولين الفنيين.
قال دان غالي، استراتيجي السلع لدى "تي دي سيكيوريتيز" (TD Securities): "الارتفاع المستمر في المخاطر الجيوسياسية غير منعكس بشكل كاف في أسواق الطاقة.. إذا تمكن سعر مزيج برنت من تجاوز مستوى 81 دولاراً للبرميل، فقد يعزز ذلك عمليات الشراء، وإجبار الخوارزميات على البدء في بناء مراكز شراء صافية".
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، شن الحوثيون أكبر هجوم لهم حتى الآن على سفن الشحن في البحر الأحمر، مما أثار تحذيرات من واشنطن بالانتقام. كما استولت إيران على ناقلة قبالة سواحل عُمان، ما أجج الوضع. تصاعدت التوترات في الشرق الأوسط منذ هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر. بدأ الحوثيون مهاجمة السفن في منتصف نوفمبر، ليظهروا دعمهم لحماس، وقالوا إنهم لن يتراجعوا حتى تنهي إسرائيل هجومها على غزة.
ودفعت الهجمات العديد من شركات الشحن التجارية إلى إعادة توجيه السفن حول الطرف الجنوبي لأفريقيا، بدلاً من المخاطرة بالمرور عبر الممر المائي المؤدي إلى قناة السويس. وحتى الآن، تجنبت أسواق ناقلات النفط إلى حد كبير أسوأ ما في هذا التأثير.
ويراقب التجار عن كثب ما إذا كانت إيران ستنجر إلى الصراع لأنها قد تهدد إمدادات النفط في منطقة تنتج ثلث الخام في العالم. تراجعت علاوة مخاطر الحرب في السابق وسط وفرة الإنتاج من دول خارج "أوبك+" وتباطؤ نمو الطلب.