شهدت وول ستريت جلسة متقلبة، وتراجعت أسعار الأسهم والسندات بعد أن أدت أرقام التضخم الأعلى من المتوقع إلى تقليص الرهانات على خفض الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة في مارس.
يسود الاعتقاد في جميع أرجاء وول ستريت بأن تقرير مؤشر أسعار المستهلك لشهر ديسمبر لم يكن رائعاً، لكنه لم يحرك بوصلة توقعات مسار الاحتياطي الفيدرالي. بمعنى آخر، يرى معظم المستثمرين أن مسؤولي السياسة النقدية انتهوا من رفع أسعار الفائدة، وسيقومون بتيسير السياسة النقدية في 2024، حتى لو حدث ذلك في وقت متأخر قليلاً عن تنبؤات الأسواق.
تسارع التضخم الأميركي في ديسمبر يقلل دوافع خفض الفائدة قريباً
قال كوينسي كروسبي، من "إل بي إل فاينانشال" (LPL Financial): "إن ما يسمى بـ"الميل الأخير" يتطلب المزيد من الوقت للوصول إلى الهدف النهائي.. يشير تقرير مؤشر أسعار المستهلك اليوم إلى أن التخفيض الأول لسعر الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي قد يكون متأخراً عما تأمله السوق".
تأرجح مؤشر "إس آند بي 500" (S&P 500) بين الصعود والهبوط. وحامت عوائد السندات الأميركية لأجل 10 سنوات بالقرب من 4%. وتتوقع مقايضات الفائدة لدى الاحتياطي الفيدرالي قدراً أقل من التيسير النقدي في 2024. وقلصت "بتكوين" مكاسبها بعد أن وصلت إلى 49000 دولار، مع بدء تداول صناديق أميركية متداولة في البورصة تستثمر مباشرة في العملة المشفرة. وارتفعت أسعار النفط بعد احتجاز إيران ناقلة نفط في خليج عمان.
استبعاد خفض الفائدة في مارس
قالت رئيسة بنك الاحتياطي الفيدرالي في كليفلاند، لوريتا ميستر، إن شهر مارس ربما يكون مبكراً جداً لخفض أسعار الفائدة. وأكد نظيرها في ريتشموند توماس باركين أنه لا يزال يبحث عن مزيد من الأدلة على أن التضخم يتجه نحو الهدف.
أمّا مايكل شاول من "ماركفيلد أسيت مانجمنت" (Marketfield Asset Management) فيرى أنه لا يوجد شيء مثير للقلق حقاً في أحدث بيانات التضخم بصرف النظر عن حقيقة أنها لا تزال تشير إلى أن مؤشر أسعار المستهلك سيكون "ثابتاً" فوق مستوى 3%. وأوضح أن هذا لا يشير إلى أن موجة من التخفيضات السريعة في أسعار الفائدة على وشك أن تنطلق.
وقالت سيما شاه من "برينسيبال أسيت مانجمنت": "يعزز تقرير التضخم اليوم فكرة أن السوق بالغت قليلاً بشأن توقيت تخفيضات أسعار الفائدة.. بيانات ديسمبر ليست سيئة، لكنها تظهر أن التقدم في مكافحة التضخم لا يزال بطيئاً ومن غير المرجح أن يكون خطاً مستقيماً يصل إلى 2%".
وأضافت أنه في حين أن السوق ربما أفرطت في الحماس في توقعاتها الأولية، إلا أن الظروف ربما تتهيأ أخيراً في منتصف العام تقريباً بما يمكّن الاحتياطي الفيدرالي من خفض الفائدة.
أبرز 5 استنتاجات من تقرير التضخم الأميركي في ديسمبر
قال كريس زاكاريلي من "إندبندنت أدفايزور أليانس" (Independent Advisor Alliance): "الأمر الأكثر أهمية بالنسبة للمستثمرين هو أن الاحتياطي الفيدرالي قد انتهى من رفع أسعار الفائدة (وهذا التقرير لا يغير ذلك على الإطلاق).. لذا، سواء خفضوا الفائدة في مارس، أو في يونيو، وسواء خفضوا أربع مرات، أو ثلاث مرات، أو مرتين فقط، فلا ينبغي أن يهم كثيراً".
من جهته، يرى ديفيد راسل من "تريد ستيشن" (TradeStation) أن بيانات التضخم تعتبر مخيبة للآمال بالنسبة للمضاربين على الصعود، لكنها قد لا تكون لها التأثير الأكبر لأن الاهتمام سيتحول قريباً إلى الأرباح الفصلية. وأشار إلى أن القليل من الأشياء في سوق الأسهم أو الاقتصاد تتحرك في خط مستقيم، مضيفاً: "أنها ليست أخباراً رائعة للأسهم، لكنها قد لا تكون قاتلة أيضاً".
أداء أبرز المؤشرات:
- مؤشر "إس آند بي 500" لم يشهد تغيراً يذكر في الساعة الرابعة مساءً بتوقيت نيويورك
- صعد مؤشر "ناسداك 100" بنسبة 0.2%
- انخفض مؤشر بلومبرغ للدولار الفوري 0.1%
- تراجع العائد على سندات الخزانة لأجل 10 سنوات بمقدار خمس نقاط أساس إلى 3.98%
- صعد سعر "بتكوين" 0.7% إلى 46249.78 دولار
- ارتفع سعر "إيثر" 2.6% إلى 2593.58 دولار