ارتفعت الأسهم الآسيوية والعقود المستقبلية للأسهم الأميركية والأوروبية قبيل صدور بيانات التضخم الأميركية المنتظرة في وقت لاحق من اليوم الخميس، والتي ستساعد في توضيح المسار المستقبلي لسياسة بنك الاحتياطي الفيدرالي.
صعدت مؤشرات الأسهم في أستراليا واليابان وكوريا الجنوبية، فيما جرى تداول مؤشرات الأسهم في هونغ كونغ والبر الرئيسي الصيني ضمن نطاقات ضيقة في الجلسة الافتتاحية.
تقدمت العقود المستقبلية للأسهم الأميركية، مما ضاعف المكاسب التي سجلتها أمس الأربعاء عندما أغلق مؤشر "إس أند بي 500" مرتفعاً بنسبة 0.6%، وصعد مؤشر "ناسداك 100" بنسبة 0.7%.
مددت هذه التحركات انتعاش أسهم شركات التكنولوجيا التي شهدت عمليات بيع مكثفة الأسبوع الماضي، كما تأتي قبل موسم إعلان أرباح الربع الرابع، والذي يبدأ على نطاق واسع مع عدد كبير من نتائج البنوك غداً الجمعة. كما ارتفعت عقود مؤشر "يورو ستوكس 50" على مستوى المنطقة اليوم الخميس.
انخفاض الين يدعم أسهم اليابان
وضعت المكاسب التي حققتها الأسهم اليابانية مؤشرات الأسهم الرئيسية في البلاد على طريق إعادة اختبار أعلى مستوياتها في ثلاثة عقود، والتي سجلتها في الجلسة السابقة. وتعكس قوة الأسهم اليابانية جزئياً ضعف الين، الذي انخفض إلى أدنى مستوى خلال شهر مقابل الدولار أمس الأربعاء، وكان أقوى بشكل معتدل فقط في وقت مبكر من اليوم الخميس مع ضعف مؤشر الدولار.
على صعيد متصل، ارتفع اليوان في المعاملات الخارجية بشكل طفيف، حيث قرر البنك المركزي الصيني تحديد السعر المرجعي للعملة عند أقوى مستوى منذ نوفمبر مقارنة بالتقديرات، في علامة على الدعم من البنك المركزي بعد التراجع الأخير.
وفي زاوية أخرى من السوق، وافقت هيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية على صناديق الاستثمار المتداولة التي تستثمر بشكل مباشر في بتكوين. وارتفعت العملة المشفرة بما يصل إلى 3.8% لتتجاوز 47700 دولار في وقت مبكر من يوم الخميس قبل أن تقلص مكاسبها لتتداول حول 46700 دولار.
أداء سندات الخزانة الأميركية
كانت سندات الخزانة ثابتة على نطاق واسع في التعاملات الآسيوية المبكرة بعد الانخفاضات التي مُنيت بها في الجلسة السابقة. واستقر العائد على السندات لأجل 10 سنوات فوق 4% يوم الأربعاء. وارتفعت عوائد السندات الأسترالية والنيوزيلندية في وقت مبكر من تعاملات اليوم.
يستعد المستثمرون لتداولات مضطربة عندما تصدر بيانات أسعار المستهلكين الأميركية في وقت لاحق اليوم. وقلص تجار السندات رهاناتهم على مكاسب سندات الخزانة هذا الشهر، وتظهر سوق عقود المقايضة فرصاً أقل لتخفيضات بنك الاحتياطي الفيدرالي المتوقعة لأسعار الفائدة بحلول مارس المقبل، مقارنة بالتقديرات في أواخر العام الماضي.
يتوقع الاقتصاديون الذين استطلعت "بلومبرغ" آراءهم انخفاض التضخم الأساسي على أساس سنوي إلى 3.8% في بيانات ديسمبر من 4% في الشهر السابق.
قال مات إيغان، مدير المحفظة لدى شركة "لوميس سايلز" (Loomis, Sayles & Co)، في مذكرة، إن البيانات من المرجح أن تكون "متماشية مع إجماع المحللين. ونتوقع استمرار انخفاض التضخم الرئيسي بشكل دوري إلى ما دون 3%، وربما إلى 2.5%، وأن يبدأ بنك الاحتياطي الفيدرالي بعد ذلك في خفض أسعار الفائدة في وقت ما خلال الأشهر الستة المقبلة".
خفض أسعار الفائدة
من جانبه، قال رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك، جون ويليامز، إن مسؤولي البنك بحاجة إلى رؤية المزيد من علامات التباطؤ في الاقتصاد قبل خفض أسعار الفائدة، لكنه أشار إلى أن مستويات السياسة النقدية الحالية كافية لإعادة التضخم إلى هدف البنك المركزي.
وفي آسيا، ارتفع الميزان التجاري الأسترالي لشهر نوفمبر أكثر من المتوقع مع انخفاض الواردات ونمو الصادرات بما تجاوز التوقعات. ومن بين البيانات الأخرى التي سيتم إصدارها مؤشر ثقة المستهلك في اليابان، وبيانات الإقراض الجديدة لشهر ديسمبر، فضلاً عن بيانات المعروض النقدي في الصين المتوقع صدورها اليوم، كما سيقوم البنك المركزي في كوريا الجنوبية بإصدار قرار السياسة النقدية.
في سياق آخر، انتعشت أسعار النفط بعد تراجعها، يوم الأربعاء، وسط مؤشرات على أن ارتفاع مخزونات الخام الأميركية سيعوض آثار التوترات في البحر الأحمر التي تهدد بتقليص الإمدادات. واستقر سعر الذهب ليتداول حول 2027 دولاراً للأونصة بعد انخفاضه في الجلسة السابقة.
