تراجعت أسعار النفط بأكبر قدر في حوالي شهر الذي سجلته أمس وسط مؤشرات على ضعف السوق، خاصة بعد التخفيض الكبير في الأسعار من قبل المملكة العربية السعودية التي تقود تحالف "أوبك+".
تم تداول خام برنت فوق 76 دولاراً للبرميل بعد انخفاضه بنسبة 3.4% يوم الاثنين ليمحو جميع مكاسب الأسبوع السابق، مع اقتراب خام غرب تكساس الوسيط الأميركي من 71 دولاراً. وخفّضت السعودية أسعارها أكثر مما كان متوقعاً، مع انخفاض أسعار خامات الشرق الأوسط الأخرى أيضاً.
كان من الملامح البارزة للضعف، قيام المضاربين بزيادة توقعاتهم بهبوط أسعار النفط، بأكبر حجم منذ سنوات مع بداية عام 2024. وأضاف المستثمرون حوالي 61000 صفقة بيع مجمعة لخام برنت وخام غرب تكساس الوسيط في الأسبوع المنتهي في 2 يناير، وفقاً لبيانات بورصة "انتركونتنينتال"(InterContinental Exchange Inc)، وبيانات لجنة تداول العقود الآجلة للسلع. وكانت هذه أكبر زيادة منذ مارس، وثاني أكبر زيادة منذ عام 2017.
يتعافى النفط الخام من أول انخفاض سنوي له منذ عام 2020، مع خسائر مدفوعة بارتفاع الإمدادات من خارج "أوبك+"، والمخاوف من تباطؤ الطلب هذا العام بما في ذلك الصين التي تعد أكبر مستورد. ومع ذلك، فإن الحرب بين إسرائيل وحماس، والهجمات ذات الصلة على السفن في البحر الأحمر من قبل المتمردين الحوثيين، وانقطاع الإمدادات الأخيرة في ليبيا، جاءت كعوامل مجتمعة لتوفير بعض الدعم.
وفي الشرق الأوسط، قالت جماعة حزب الله إن قائداً كبيراً قُتل في جنوب لبنان وسط مخاوف متزايدة من تصاعد الحرب في غزة. وجاء ذلك بينما كان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن يقوم بجولة في المنطقة في محاولة لتخفيف التوترات، محذراً من أن الحرب قد تتحول إلى صراع أوسع.
سيحصل المتداولون في وقت لاحق من اليوم الثلاثاء على مزيد من المعلومات حول آفاق النفط الخام خلال الأرباع القادمة عندما تنشر إدارة معلومات الطاقة توقعاتها للسوق على المدى القصير. ستكون تقديرات إنتاج النفط الأميركي من بين النقاط الرئيسية بعد أن تضخم العرض إلى مستوى قياسي في العام الماضي.