بدأ موسم نتائج أعمال الشركات المدرجة في السوق المالية السعودية اليوم الإثنين، في وقت يترقب فيه المستثمرون إفصاحات الشركات لمعرفة أوضاعها المالية مع بداية العام الجديد. وبدا التفاؤل يسود البورصة مع بداية العام، مع تخطي المؤشر العام للسوق عتبة 12 ألف نقطة للمرة الأولى منذ منتصف سبتمبر 2022.
ومع ذلك، تشير التوقعات إلى تباين في أداء شركات القطاعات المختلفة في السوق خلال الربع الأخير من عام 2023. فبينما قد تحقق شركات الخدمات اللوجستية والطاقة والتجزئة والمرافق والنقل والإعلام تحسناً في ربحيتها، يتباطأ أداء شركات البتروكيماويات والإنشاءات والخدمات والصيانة، وفق تقديرات شركة "الراجحي المالية".
بالنسبة إلى قطاع البتروكيماويات السعودي، توقع التقرير أن يستمر في مواجهة الضغوط مع انخفاض أسعار منتجات البوليمر، وذلك على الرغم من التحسن الطفيف في أسعار منتجات الميثانول والإيثيلين. إضافة إلى تباطؤ الطلب العالمي، وخصوصاً من الصين، وارتفاع تكاليف المواد الخام، وهو ما سيُبقي فروق الأسعار منخفضة خلال هذا الربع.
وبحسب "الراجحي المالية" سيحافظ قطاع التجزئة على تعافيه في نتائج الربع الأخير من 2023.
تكلفة التمويل ووقف التوسع في مصر يهبطان بأرباح "إكسترا" السعودية 11%
تواصل الضغوط على قطاع الأسمنت
وتوقع التقرير استمرار الضغوط على شركات الأسمنت، إذ من المرجح أن يستمر الاتجاه الهابط لكميات الأسمنت المبيعة خلال الربع الرابع بعد تراجعها بنسبة 10.8% في أكتوبر وبنسبة 7.3% في نوفمبر. ويأتي ذلك نتيجة لضعف الطلب وتراجع إنجاز المشروعات، تزامناً مع تباطؤ الإقراض العقاري بنسبة 40% منذ بداية 2023 وحتى أكتوبر الماضي.
وبخصوص شركات مواد البناء الأولية الأخرى التي تتابعها "الراجحي"، تتوقع الشركة تحسناً طفيفاً في إيراداتها خلال الربع الرابع نتيجة القوة التشغيلية في بعض القطاعات. وعلى الرغم من ذلك، لا تزال مخاوف الطلب على أساس سنوي قائمة، حيث يُتوقع أن تسجل تلك الشركات انخفاضاً في إيرادات الربع الرابع بنسبة 12.8%، وتراجع صافي أرباحها بنسبة 38.8% على أساس سنوي.
وتتوقع "الراجحي المالية" أيضاً انخفاض صافي دخل شركات الاتصالات الثلاث، وهي "الاتصالات السعودية" (stc) و"موبايلي" و"زين"، خلال الربع الرابع بنسبة 31.9% على أساس فصلي، وبنسبة 4.8% على أساس سنوي، وذلك نتيجة انخفاض الدخل المتحصل من كل مستخدم، إضافة إلى ركود قاعدة المشتركين.
وفي قطاع الأغذية، توقع التقرير تأثيرات إيجابية على كبريات شركات الأغذية، مثل "تنمية" و"صافولا"، نتيجة انخفاض أسعار المواد الخام.
هدوء قطاع الرعاية الصحية
وبحسب تقرير "الراجحي المالية"، فإن التوقعات تشير إلى استقرار الخدمات الرئيسية لقطاع الرعاية الصحية، حيث يُعتقد أن تكون ذروة النتائج المالية قد جاءت في الربع الثالث، مع وجود تحول موسمي على ما يبدو. وتوقع التقرير أن تتحسن الخدمات الرئيسية بمقدار 0.8% فقط، مع انخفاض صافي الدخل بنسبة 1.9% على أساس ربع سنوي، متأثراً بضغط انخفاض الهامش المتوقع لـ"مجموعة سليمان الحبيب" بسبب التكاليف المتعلقة بافتتاح مستشفياتها الكبيرة. وعلى أساس سنوي، توقع التقرير أن يصل نمو الإيرادات إلى 6.2% بدعم من نمو الطلب على الخدمات مع ارتفاع الأسعار.
وفي قطاع المستحضرات الصيدلانية، توقع التقرير نمواً متواضعاً وانخفاضاً طفيفاً في الإيرادات بنحو 1.7% على أساس سنوي، كون الربع ضعيفاً موسمياً لشركات الأدوية، حيث من المتوقع تراجع الأرباح بنسبة 24% على أساس فصلي نتيجة التكاليف الثابتة مثل أجور الموظفين وتكاليف البحث والتطوير.
وفي المقابل، توقع التقرير أن تشهد شركات التأمين نمواً قوياً في الأرباح في الربع الرابع، بدعم من تراجع مطالبات الرعاية الصحية خلال هذا الربع الذي يُعتبر هادئاً موسمياً. وعلى الرغم من ذلك، فإن ارتفاع مطالبات تأمين السيارات قد يقلل إلى حد ما من النمو الناتج عن تراجع طلبات التأمين الصحي. وعلى أساس سنوي، يُتوقع أن تشهد الإيرادات زيادة بنسبة 25%، في حين يُتوقع أن يقفز صافي الدخل بنسبة 119%.
وفي القطاع اللوجستي، توقع التقرير نمواً في الإيرادات نتيجة ارتفاع عدد الحاويات. وبالمثل تشمل توقعات النتائج الإيجابية كلاً من قطاع النقل، والمرافق، والإعلام، والخدمات المالية.