سجلت أسعار المواد الغذائية العالمية أكبر انخفاض سنوي منذ 2015. رغم ذلك، فإن الاضطرابات في الممرات التجارية الحيوية بما فيها البحر الأحمر وقناة بنما ستواصل الضغط على السلع الأساسية التي تتضمن كافة الأشياء بداية من الحبوب وزيوت الطعام إلى النفط الخام والغاز. وفي أوروبا، تمنع مخزونات الغاز الطبيعي الأعلى من المعتاد الأسعار من الارتفاع حتى مع انحسار هبوب كتل الهواء الباردة على المنطقة.
فيما يلي نستعرض 5 رسوم بيانية مهمة ينبغي أخذها بعين الاعتبار في أسواق السلع الأساسية مع بدء أسبوع التداول:
قطاع الشحن
تجبر التوترات المستمرة في البحر الأحمر سفن شحن عديدة على تفادي الممر الرئيسي الذي يقلص أوقات النقل بين آسيا وأوروبا. وهذا يعني السفر مئات الأميال الإضافية -وتكاليف أعلى- بحثاً عن مياه أكثر أماناً، للابتعاد عن الضربات الصاروخية للمسلحين الحوثيين المدعومين من إيران.
استعراض قوة إيران في البحر الأحمر يفاقم مخاوف تعطل التجارة
منذ أواخر ديسمبر الماضي، زادت حركة المرور حول رأس الرجاء الصالح في أفريقيا، بحسب بيانات موقع "بورت ووتش" التابع لصندوق النقد الدولي. في هذه الأثناء، تراجعت أحجام عبور السفن لقناة السويس 28% مقارنة بالسنة السابقة خلال الـ10 أيام التي انتهت في الثاني من يناير الجاري.
توقعات الغاز الطبيعي
من الممكن أن تهبط درجات الحرارة في أوروبا، ما يزيد احتمالات ارتفاع الطلب على وقود التدفئة ومحطات الكهرباء، لكن المخزونات الوفيرة من المتوقع أن تكبح الأسعار في الأجل القريب. وتبلغ مستويات تخزين الغاز الطبيعي حالياً 86%، وهو أعلى من متوسط الأعوام الخمسة الأخيرة.
ارتفاع سعر الغاز في أوروبا بفعل البرد وتوترات الشرق الأوسط
رغم ذلك، فإن الوضع المحتدم في البحر الأحمر والأحوال الجوية غير المتوقعة يعرضان التجار للخطر، مع تقلب ضمني في العقود الهولندية الرئيسية التي تصعد ببطء مع بداية السنة الجديدة. جرى تداول العقود المستقبلية في نمط متأرجح بطريقة كبيرة خلال الأسابيع الأخيرة -وأقل من المتوسطات المتحركة الرئيسية- ما يشكل تناقضاً صارخاً مقارنة مع الصعود القياسي الذي حققته في 2022 أثناء أزمة الطاقة بالمنطقة.
أسهم الطاقة
تشير "بلومبرغ إنتلجينس" إلى أن احتمال استمرار الأداء الضعيف لمؤشر "ستاندرد أند بورز 500" للطاقة يتزايد من وجهة نظر تقنية. شكل معدل المقاييس مقابل مؤشر "ستاندرد أند بورز 500" الأوسع نطاقاً "نمط الرأس والكتفين عن طريق الإغلاق دون مستوى الدعم (الذي يجسده خط العنق في الشكل) بعد تسجيل 3 ارتفاعات، مع مستوى الذروة في القمة الوسطى فوق قمتي دعم أخريين.
أرباح "شيفرون" بالربع الثالث دون التوقعات
يشير ذلك إلى مزيد من توقعات الهبوط. وينبغي أن يبقى المعدل أقل من خط العنق حتى يظل المنحنى الهبوطي قائماً. مما يفاقم الضغط. وعانى المنحنى من الشكل الذي يطلق عليه اسم "صليب الموت" الشهر الماضي، وهو نمط يحدث عندما يكون المتوسط المتحرك لأجل 50 يوماً أقل من مقياس 200 يوم. وهبط مقياس لتتبع 23 شركة طاقة من بينها "إكسون موبيل" و"شيفرون" و"كونوكو فيليبس" 5% تقريباً السنة الماضية بعد صعوده 59% خلال 2022.
مخزونات النفط
تعيد وزارة الطاقة الأميركية ملء احتياطي البترول الاستراتيجي ببطء، والذي استُنزف خلال 2022 بعد إطلاق إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن التاريخي لـ180 مليون برميل سعياً لترويض أسعار النفط المرتفعة بعد غزو روسيا لأوكرانيا. يبلغ أكبر مخزون من إمدادات الطوارئ عالمياً حالياً 354.4 مليون برميل تقريباً، بحسب بيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية. لكن مع صعود العقود المستقبلية لخام غرب تكساس الوسيط وسط توترات الشرق الأوسط، فإن ذلك سيعرض إعادة بناء الاحتياطات لخطر تعطيله إذا صعدت الأسعار بصورة كبيرة. كانت الولايات المتحدة الأميركية تشتري الخام للمخزون الاستراتيجي البترولي بمتوسط 75 دولاراً للبرميل بعد بيع ملايين البراميل خلال 2022 بمتوسط 95 دولاراً للبرميل تقريباً. واستقر خام غرب تكساس الوسيط الأسبوع الماضي عند 73.81 دولار للبرميل.
تضخم أسعار الغذاء
من الممكن أن يشهد المستهلكون انفراجة قريبة في أسعار الغذاء، بعدما هبط مؤشر أسعار الغذاء التابع للأمم المتحدة، الذي يتعقب 5 مجموعات رئيسية من السلع الأساسية الخام التي يتم تصديرها، 10% السنة المنصرمة، ويبلغ حالياً أدنى مستوياته منذ 3 أعوام تقريباً. رغم ذلك، فإن تضخم أسعار الغذاء أمر واقع بصورة كبيرة، وما يزال المؤشر عند مستوى أعلى من متوسط 10 أعوام، ويتطلب الأمر وقتاً حتى تنعكس هذه التراجعات على عمليات البيع بالتجزئة في الأسواق المركزية، إذ ما زالت الأسعار مرتفعة حول العالم جراء تكاليف الطاقة والعمالة والنقل العالية.