تباين أداء الأسهم الآسيوية يوم الجمعة، بعد أن أدت ضغوط البيع إلى إضعاف الأسهم والسندات الأميركية، حيث أثرت الإشارات القوية من سوق العمل على التوقعات بتخفيض أسعار الفائدة.
وارتفعت الأسهم في اليابان مدعومة بضعف الين، لكنها ظلت متماسكة أو أقل في الأسواق الرئيسية الأخرى بالمنطقة. وحافظت مؤشرات الأسهم في أستراليا وكوريا الجنوبية والبر الرئيسي للصين على نطاقات ضيقة، في حين افتتحت مؤشرات الأسهم في هونغ كونغ على انخفاض. ولم تتغير العقود الآجلة للأسهم الأميركية إلا قليلاً.
جاءت هذه التحركات بعد انخفاض مؤشر "إس آند بي 500" يوم الخميس لليوم الرابع على التوالي، بينما انخفض مؤشر "ناسداك 100" للتكنولوجيا لليوم الخامس، وهو أسوأ أداء له منذ ديسمبر 2022، في إشارة إلى ضغوط البيع بين أسهم التكنولوجيا الرابحة في العام الماضي. ودفعت الخسائر مؤشر الأسهم العالمية للانخفاض لليوم الثالث.
الصين و"الفيدرالي" والانتخابات.. ماذا سيحرك أسهم آسيا 2024؟
لم تتغير أسعار سندات الخزانة الأميركية إلا بشكل طفيف في التعاملات الآسيوية المبكرة، حيث أعاد المستثمرون تقييم توقعات خفض أسعار الفائدة من بنك الاحتياطي الفيدرالي بناءً على بيانات الوظائف القوية. بلغ العائد على السندات لأجل 10 سنوات 4% بعد أن أظهرت البيانات أن الشركات الأميركية زادت التوظيف في ديسمبر، وجاءت طلبات إعانة البطالة أقل من التقديرات.
ترقب لتقرير الوظائف
قالت سيلفيا شنغ، الخبيرة الاستراتيجية العالمية للأصول المتعددة لدى "جيه بي مورغان" لإدارة الأصول، على تلفزيون "بلومبرغ": "توقعاتنا الأساسية هي حوالي أربعة تخفيضات هذا العام ابتداءً من منتصف العام". وأضافت: "نعتقد أن التعليقات الصادرة عن بنك الاحتياطي الفيدرالي، بما في ذلك محضر الاجتماع هذا الأسبوع، ربما تعارض التخفيض المبكر جداً هذا العام".
ارتفع معدل الفائدة الأساسي للسندات أجل عشر سنوات بحوالي 12 نقطة أساس منذ بداية العام، ويستعد بعض التجار لمزيد من البيع بعد بيانات الوظائف اليوم الجمعة.
وتستهدف إحدى صفقات الخيارات الكبرى، والتي تنتهي الجمعة بعد صدور أرقام التوظيف، عائداً يصل إلى 4.15%.
أبرز 5 استنتاجات من محضر اجتماع "الفيدرالي" في ديسمبر
يرى تجار عقود المقايضة الآن أن هناك فرصة بنسبة 65% تقريباً لخفض بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة بحلول اجتماع مارس المقبل، بانخفاض من حوالي 85% قبل أسبوع. قد توفر بيانات الوظائف الأميركية الرئيسية اليوم عن شهر ديسمبر مزيداً من الوضوح بشأن المسار المستقبلي لأسعار الفائدة. من المرجح أن يكون عدد الوظائف غير الزراعية قد زاد بمقدار 175000 الشهر الماضي، بينما من المتوقع أن يرتفع معدل البطالة بشكل طفيف إلى 3.8%، وفقاً لخبراء اقتصاديين استطلعت "بلومبرغ" آراءهم.
وتتوقع فيرونيكا كلارك، الخبيرة الاقتصادية في "سيتي غروب"، أن يثبط التقرير الرهانات على التخفيضات (لسعر الفائدة) في المدى القريب لشهري يناير ومارس.
وكتبت: "حتى مع التخفيف الأخير للأوضاع المالية، فإن المخاطر المتعلقة بنمو الوظائف الشهرية لا تزال تميل نحو الاتجاه الهبوطي أكثر من الاتجاه الصعودي، ومن المرجح أن تكون الأسواق أكثر تفاعلاً مع البيانات الأضعف".
تراجع الين
واصل الين هبوطه، بعد أن سجّل تراجعه الثاني بنسبة 1% تقريباً مقابل الدولار يوم الخميس، مما دفع العملة اليابانية نحو 145 مقابل الدولار. وجاءت هذه الخطوة في أعقاب تكهنات بأن بنك اليابان سيجد صعوبة أكبر في حل سياسة سعر الفائدة السلبية في أعقاب الزلزال الذي وقع في وقت سابق من هذا الأسبوع.
وفي آسيا، تشمل البيانات المقرر إصدارها ثقة المستهلكين في اليابان، والتضخم في تايوان وتايلاند والفلبين، وتوقعات النمو في الهند لعام 2024.
كما سيراقب التجار عن كثب بيانات التضخم وأسعار المنتجين في منطقة اليورو التي ستصدر في وقت لاحق من اليوم، والتي ستساعد في تشكيل التوقعات بشأن سياسة البنك المركزي الأوروبي.
"الفيدرالي" يرى أن أسعار الفائدة ستظل مرتفعة لبعض الوقت قبل خفضها في 2024
واستقرت أسعار النفط بعد انخفاض يوم الخميس، عندما انخفض خام غرب تكساس الوسيط بنسبة 0.7%. وانخفضت الأسعار مع ارتفاع مخزونات البنزين في الولايات المتحدة مما يشير إلى صورة هشة للطلب، ويقوض تأثير اضطرابات الإنتاج في ليبيا.
وفي أخبار الشركات، تراجعت أسهم شركة "أبل" بعد تخفيض تصنيفها للمرة الثانية هذا الأسبوع، حيث أعربت شركة "بايبر ساندلر" عن قلقها بشأن مستويات مخزون "أيفون". انخفضت أسهم شركة "إنديفور ماينينغ" (Endeavour Mining Plc) في تداولات تورونتو بعد أن قامت الشركة بطرد رئيسها التنفيذي بسبب سوء السلوك الخطير. كما ضعفت أسهم شركة ماكدونالدز بعد أن قالت سلسلة الوجبات السريعة إنها تضررت من عمليات المقاطعة في الشرق الأوسط.