تُغري أسوأ عمليات البيع بأسعار منخفضة لعملات الأسواق الناشئة منذ بداية الجائحة بعض أكبر مديري الأموال في العالم لتعزيز رهاناتهم على الأوراق المالية المتهالكة.
وفي هذا السياق، قال "بيير إيف بارو"، رئيس وحدة ديون الأسواق الناشئة في شركة "جي بي مورغان أست منجمنت" ومقرها لندن، إن القضية مقنعة بشكل خاص بالنسبة للعملات الحساسة للسلع الأساسية، والتي تبدو مهيأة للارتداد، مضيفا في مقابلة أُجريت معه: "انتظروا بعض قفزات الدولار الأمريكي واشتروا بالأسعار المنخفضة".
ويُعد "بارو" جزءاً من المستثمرين الذين يراهنون على أن الاضطرابات الأخيرة في الدول النامية ستكون مجرد صورة عابرة على خلفية متفائلة بخلاف ذلك.
وشهد يوم الإثنين الماضي توجه مقياس عملات الأسواق الناشئة لدى شركة "إم إس سي آي" (MSCI) إلى أكبر انخفاض له منذ 23 مارس؛ حيث انخفض المؤشر، الذي انزلق إلى أدنى مستوى له في أربعة أشهر، متجاوزاً متوسطه المتحرك لمدة 100 يوم، مما يشير إلى احتمال حدوث مزيد من التدهور في المستقبل.
إمكانية اللحاق بالركب
وانخفضت قيمة 21 من أصل 24 عملة رئيسية في الأسواق الناشئة تتبعها "بلومبرغ" هذا العام، يقودها انخفاض الريال البرازيلي، والبيزو المكسيكي، والبيزو الأرجنتيني، أما الدولار التايواني، والروبل الروسي، واليوان الصيني فتعتبر العملات الوحيدة التي حققت المكاسب حتى الآن.
ومع ذلك، فقد أثبتت عملات الدول النامية عموماً أنها مرنة نسبياً في مواجهة الارتفاع الحاد في عوائد سندات الخزانة الأمريكية، وذلك وفقاً لمجموعة "غولدمان ساكس غروب" كما كتب الخبراء الاستراتيجيون، بمن فيهم "زاك باندل" و"كاماكشيا تريفيدي"، في تقرير لهم أن هذا الواقع يأتي نتيجة لبيئة أفضل للنمو العالمي، وأسعار أقوى للسلع، وتحسن التوازن الخارجي في الاقتصادات النامية.
وأوصى الخبراء بالأصول المرتبطة بالسلع الأساسية، مضيفين الروبل الروسي إلى سلة عملات الأسواق الناشئة التي تشمل البيزو المكسيكي، والراند الجنوب أفريقي، والروبية الهندية.
في غضون ذلك، أبقى "معهد بلاك روك انفستمنت"، الذي يقدم الاستشارات لمديري الأموال، على موقفه الحيادي بشأن ديون الأسواق الناشئة بالعملة المحلية بالنظر إلى احتمال ضعف الدولار الأمريكي، فضلاً عن السياسة النقدية العالمية السهلة.
وفي هذا الصدد، كتب الخبراء الاستراتيجيون، بمن فيهم "وي لي" و"إلغا بارتش"، يوم الاثنين: "نرى إمكانية اللحاق بالركب، وذلك مع تخلف فئة الأصول عن تعافي الأصول الخطرة".