ارتفعت أسعار الأسهم الأوروبية، اليوم الجمعة، لتختتم أفضل عام لها منذ 2021، إذ غذى التفاؤل بشأن توجهات البنوك المركزية موجة صعود قوية في نهاية العام.
أنهى مؤشر "ستوكس يوروب 600" (Stoxx Europe 600) آخر جلسة تداول لعام 2023 مرتفعاً 0.2%، لتصل مكاسبه السنوية إلى نحو 13%. وتفوق أداء قطاعات المنتجات الاستهلاكية وأسهم وسائل الإعلام في التعاملات اليومية، في حين تخلف أداء أسهم العقارات. أغلقت سوق الأسهم في المملكة المتحدة مبكراً بآخر يوم تداول من 2023، وكان أداؤها أقل من المؤشرات القياسية الأخرى في المنطقة بمكاسب بلغت 3.8% لهذا العام.
تفوق إيطاليا وإسبانيا
ومن بين الدول الأخرى، تفوق أداء إيطاليا وإسبانيا هذا العام، بينما ارتفع مؤشر "داكس" الألماني 20%، مسجلاً أقوى أداء سنوي له منذ 2019. وعلى صعيد الأسهم، كان سهم "نوفو نورديسك" (Novo Nordisk) هو الرابح الأكبر على مؤشر "ستوكس 600" من حيث النقاط، وسط زخم حول أدوية إنقاص الوزن، يليه سهم شركة تصنيع معدات الرقائق "إيه إس إم إل هولدينغ" (ASML Holding)، وشركة البرمجيات الألمانية "إس إيه بي" (SAP)، والمقرض البريطاني "إتش إس بي سي هولدينغز".
صعدت أسعار الأسهم الأوروبية مع الأسهم العالمية هذا العام بعد 2022 الكئيب، في ظل تزايد ثقة المستثمرين في أن البنوك المركزية ستخفض أسعار الفائدة العام المقبل. كما أدى تباطؤ التضخم وتجنب الاقتصادات الإقليمية للانكماشات القوية إلى رفع المعنويات، مما تغلب على المخاوف بشأن التعافي غير المتكافئ في الصين.
وعلى صعيد القطاعات، تفوقت مجالات التجزئة والتكنولوجيا والبناء في 2023، لتمحو خسائر العام الماضي مع تراجع المخاوف من ارتفاع أسعار الفائدة. وفي الوقت نفسه، تفوق أداء أسهم البنوك أيضاً على المؤشر القياسي بمكاسب بلغت 20%، لتتعافى من الضغوط البيعية التي استهدفتها في مارس وسط أزمة "كريدي سويس". فيما هبط قطاعا الأغذية والمشروبات والتبغ، والموارد الأساسية.
وحتى مع ارتفاع الأسهم الأوروبية هذا العام، فإن أداءها لا يزال أقل من نظيراتها الأميركية التي استفادت من اقتصاد أقوى من المتوقع والتطورات في الذكاء الاصطناعي التي دفعتها أسعارها إلى صعود فاجأ بعض أكبر المحللين في "وول ستريت".
رؤى متباينة
تتباين توقعات الاستراتيجيين للأسهم الأوروبية في العام المقبل. يرى محللو "غولدمان ساكس" و"سيتي غروب" أن مؤشر "ستوكس 600" سيصل إلى مستوى قياسي بحلول نهاية 2024 وسط ذروة أسعار الفائدة. وعلى الجانب الآخر، يتوقع استراتيجيو "بنك أوف أميركا" انخفاض المؤشر 18% بحلول منتصف 2024 مع تلاشي العوامل الإيجابية الحالية، بينما يرجح استراتيجيو "سوسيتيه جنرال" انخفاضه بنحو 6% بحلول نهاية العام وسط خطر التباطؤ.
قال راجيف دي ميلو، مدير المحافظ الكلية العالمية لدى "غاما أسيت مانجمنت" (Gama Asset Management) : "يمكن للأسواق الأوروبية أن ترتفع أكثر خلال العام، مدعومة بانخفاض أسعار الفائدة، وتراجع أسعار الطاقة، واستقرار النمو في الصين".
وتوقع أيضاً تسجيل رقم قياسي جديد في 2024، ولكن ليس من المرجح للمؤشر تكرار نفس الأداء القوي المسجل هذا العام. وقال دي ميلو: "أنا متفائل بشكل معتدل فقط لأن آثار التشديد النقدي السابق لا تزال تتسرب إلى الاقتصاد بينما سيتم تشديد الميزانيات الحكومية".