توقع تقرير بحثي أجرته "إس آند بي غلوبال كوموديتي إنسايتس" أن تبقى أسعار الكوبالت منخفضة خلال العام المقبل، مع زيادة المعروض وضعف الطلب، نتيجة تحول مصنعي البطاريات إلى خيارات أقل سعراً.
انخفض سعر الكوبالت في بورصة لندن للمعادن لثلاثة أشهر بنسبة 35.7% على أساس سنوي ليصل إلى 33,420 دولاراً للطن حتى الأول من ديسمبر. وواصل تراجعه بشكل أكبر إلى 29,135 دولاراً للطن المتري اعتباراً من 22 ديسمبر الجاري.
وفرة المعروض
التقرير المنشور بتاريخ 27 ديسمبر الجاري، أظهر أن سوق الكوبالت بعد أن سجل عجزاً قدره 8 آلاف طن متري في 2021، تمكن من تحقيق فائض بمقدار 8 آلاف طن متري في 2022، وذلك نتيجة لزيادة الإنتاج، بالتزامن مع تحول شركات صناعة السيارات الكهربائية إلى استبدال الكوبالت في بطارياتها إلى بدائل أرخص.
وفي تقرير سابق أعده فريق أبحاث المعادن في "إس آند بي غلوبال كوموديتي إنسايتس" في 27 نوفمبر الماضي، توقع أن تنمو إمدادات الكوبالت المكرر بنسبة 15.8% على أساس سنوي إلى 257 ألف طن متري في 2024، ارتفاعاً من نحو 222 ألف طن متري خلال العام الجاري.
ارتفاع المعروض
أعلنت العديد من الشركات عن خطط للتوسع في معالجة هذا المعدن. فمثلاً، تخطط شركة "إراميت" (Eramet) لبناء مصنع مع "سويز غروب" (SUEZ Groupe) في فرنسا، بهدف معالجة البطاريات منتهية الصلاحية، لإنتاج ألف طن متري سنوياً من الكوبالت على شكل أملاح معدنية.
كما توسعت ميزانيات استكشاف الكوبالت أيضاً، حيث سجلت ارتفاعاً للسنة الثالثة بمجموع بلغ 74 مليون دولار، وارتفعت ميزانية استكشاف الكوبالت المخصصة لأستراليا بنسبة 78% بمقدار 13 مليون دولار، لتصل إلى 30 مليون دولار لعام 2023.
اقرأ أيضاً: الكونغو تتوقع توسع استثمارات الإمارات في التعدين
تراجع الطلب
أشار التقرير إلى أن التحديات أمام منتجي الكوبالت تفاقمت، مع تراجع استخدام المعدن في تصنيع البطاريات، حيث يقوم المصنعون بتطوير كيمياء جديدة تستخدم كمية أقل من المعدن، كما تعمل شركات صناعة السيارات الأميركية والأوروبية على تجنب الكوبالت القادم من جمهورية الكونغو الديمقراطية بسبب مزاعم عن انتهاكات عمالية وبيئية. تجاوز إنتاج الكونغو الديمقراطية 73% من إنتاج العالم من الكوبالت في عام 2022.
وبشكل خاص، أصبحت بطاريات الليثيوم والحديد والفوسفات، التي لا تستخدم الكوبالت، شائعة في الصين، كما بدأت شركات صناعة السيارات في الولايات المتحدة في اعتمادها أيضاً. وضعت شركة "تسلا" خطة في عام 2021 لتحويل بطاريات سياراتها الكهربائية إلى الليثيوم والحديد والفوسفات، كما تقوم شركة "فورد" ببناء مصنع لبطاريات لا تعتمد على "الكوبالت" بقيمة 3.5 مليار دولار في ميشيغان.
وبحسب تقرير سابق لـ"إس آند بي غلوبال كوموديتي إنسايتس"، فقد ارتفع إنتاج البطاريات التي لا تعتمد على الكوبالت في الصين بنسبة 50% في الأشهر السبعة الأولى من 2023 على أساس سنوي.
اقرأ أيضاً: إنفوغراف: الليثيوم المعدن الأهم في صناعة بطاريات السيارات الكهربائية
لا يزال مطلوباً
تتوقع هيئة مراقبة السلوكيات المالية (FCA) أن تظل البطاريات المعتمدة على الكوبالت هي التكنولوجيا الأكثر تقدماً، خاصة لأغراض السيارات الكهربائية.
يقول ديفيد ستورمز، رئيس قسم مشاركة الشركات والشراكات في "فير كوبالت ألاينسز" Fair Cobalt) Alliance)، وهي مجموعة تجارية لسلسلة توريد الكوبالت، إنه "مع استقرار الأسعار كنتيجة لزيادة حجم الإنتاج، سيظل لاستخدام الكوبالت في صناعة البطاريات جدوى اقتصادية"، مضيفاً أن مخاوف المستهلك بخصوص مدى البطارية، ستدفعه إلى استخدام البطاريات التي تحتوي على الكوبالت، "كونها الأطول مدى".
ونوّه إلى أن احتمالية استخدام الكوبالت في قطاعات أخرى غير السيارات الكهربائية آخذ في الارتفاع، ما يجعل الاستثمارات مجدية على المدى الطويل.