عمّق الدولار الأميركي خسائره بعد أن أظهر المؤشر الأكثر متابعة من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي للتضخم الأساسي صعود طفيف في الأسعار، مما يؤكد تحول البنك المركزي نحو خفض أسعار الفائدة العام المقبل.
صعد مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسي، والذي يستبعد مكونات الغذاء والطاقة المتقلبة، بنسبة 0.1% عن الشهر السابق بعد زيادة معدلة بالخفض بلغت 0.1% في أكتوبر، وفقاً لمكتب التحليل الاقتصادي.
الإنفاق الاستهلاكي في الولايات المتحدة يدعم تحول الفيدرالي لخفض الفائدة
قال باريش أوبادهايا، مدير استراتيجيات الدخل الثابت والعملات لدى "أموندي أسيت مانجمنت" (Amundi Asset Management): "بدأت بالفعل مسيرة هبوط الدولار، ما لم نشهد عودة التضخم للصعود.. بيانات اليوم تدعم توقعات السوق بإجراء تخفيضات أكثر لأسعار الفائدة".
انخفض مؤشر بلومبرغ للدولار الفوري 0.3% يوم الجمعة إلى أدنى مستوى له منذ يوليو، مما أدى إلى تراجعه مقابل جميع أقرانه الرئيسيين تقريباً في العالم المتقدم. وارتفع سعر الفرنك السويسري إلى أقوى مستوى مقابل العملة الأميركية منذ 2015، بينما صعد سعر اليورو والكرونة النرويجية إلى أعلى مستوياتهما منذ أغسطس.
مسيرة متقلبة
مرّ الدولار بمسيرة متقلبة، بدأت بصعوده سريعاً في يوليو، قبيل أن يعكس مساره في الأسابيع الأخيرة، إذ أظهرت التقارير الاقتصادية تراجع التضخم وتباطؤ أسواق العمل في أكبر اقتصاد في العالم. واصل الدولار تراجعه في ديسمبر بعد أن أعطى الاحتياطي الفيدرالي أوضح إشارة حتى الآن على أن حملته الجريئة لرفع أسعار الفائدة قد انتهت، وتوقع عدة تخفيضات للفائدة في 2024.
توقعات بصعود اليورو 10% في 2024 وسط ضعف الدولار
انخفض الطلب على عقود الخيارات التي تستفيد من صعود سعر الدولار إلى أدنى مستوى منذ يونيو مقابل تلك التي تربح إذا ضعفت العملة الأميركية، وفقاً لمؤشر انعكاسات المخاطر لمدة عام واحد، مما يشير إلى مزيد من التراجع في العام المقبل. ويتوقع "غولدمان ساكس" أن تنخفض قيمة العملة بنسبة تصل إلى 3% خلال الأشهر الـ12 المقبلة.
يتناقض حذر الاحتياطي الفيدرالي مع صانعي السياسة النقدية في البنك المركزي الأوروبي، الذين حذروا المستثمرين من الرهان على تخفيضات وشيكة لأسعار الفائدة. وارتفع سعر اليورو نحو 3% مقابل الدولار هذا العام، مع اتجاه الأخير لتسجيل أول انخفاض سنوي له في ثلاث سنوات.
تفوق الفرنك السويسري
في غضون ذلك، قفز الفرنك السويسري إلى أعلى مستوياته مقابل الدولار منذ 2015، عندما تخلى البنك المركزي في سويسرا عن سياسته لاحتواء ارتفاع العملة، كما بلغ أعلى مستوياته في 9 سنوات مقابل اليورو، بعد أن بلغ نفس المستوى في وقت سابق من هذا الشهر.
يتفوق أداء الفرنك السويسري على كل عملات نظرائه في مجموعة الدول العشر، مدعوماً بالاعتقاد بأن تفضيل البنك الوطني السويسري قوة العملة المحلية سيمنع هبوط سعره.
صناديق التحوط تتحول للرهان على هبوط سعر الدولار الأميركي
قال رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في فيلادلفيا، باتريك هاركر، في وقت سابق من هذا الأسبوع إن البنك المركزي الأميركي يجب أن يبدأ في خفض أسعار الفائدة، ولكن ليس على الفور. ويرى الاقتصاديون أن الاحتياطي الفيدرالي سيؤجل خفضها حتى منتصف 2024، على عكس توقعات السوق بأن تبدأ دورة التيسير النقدي في وقت أقرب.
كتب شون أوزبورن، كبير استراتيجيي الصرف الأجنبي في "سكوتيا بنك" (Scotiabank): "فشل مسؤولو الاحتياطي الفيدرالي في تثبيط رهانات خفض أسعار الفائدة في مارس.. السوق تعكس بالفعل الكثير من الأخبار السيئة بالنسبة للدولار الآن، وقد يتيح ذلك مجالاً للارتفاع في أوائل 2024، ولكن ليس بعد".