ارتفعت الأسهم الآسيوية، اليوم الجمعة، بعد أن استأنفت الأسهم الأميركية ارتفاعها بدافع من بيانات جديدة تسلط الضوء بشأن الضغط على مجلس الاحتياطي الفيدرالي لتقديم المزيد من تخفيضات أسعار الفائدة خلال 2024 عمّا أشار إليه الأسبوع الماضي.
ارتفعت الأسهم الأسترالية واليابانية، كما ارتفعت أيضا العقود الآجلة للأسهم في هونغ كونغ. وتأتي هذه التحركات في أعقاب مكاسب بنسبة 1% لمؤشر "إس آند بي 500" أمس الخميس، مما يضع المؤشر القياسي على وتيرة سلسلة انتصارات مدتها ثمانية أسابيع، والتي ستكون الأطول منذ أكثر من خمس سنوات. لم تتغير عقود الأسهم الأميركية إلا بشكل طفيف في التعاملات الآسيوية المبكرة.
جرى تداول السندات الأسترالية والنيوزيلندية بشكل ثابت في الغالب بعد أن ظلت سندات الخزانة في نطاقات ضيقة يوم الخميس، مما أدى إلى ارتفاع على نطاق واسع خلال الأسابيع القليلة الماضية. وشهدت سندات الخزانة الأميركية تغيراً طفيفاً مرة أخرى في التعاملات الآسيوية يوم الجمعة.
بيانات الناتج المحلي
خفضت أحدث البيانات الرسمية معدل نمو الناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحدة إلى 4.9% في الربع الثالث، وهو ما يقل عن التوقعات، كما جاءت بيانات الاستهلاك الشخصي للربع الثالث أضعف من المتوقع.
قال كريس لاركين، المدير الإداري للتداول والاستثمار في "إي تريد" (E*Trade) التابعة لـ"مورغان ستانلي" إن الأرقام "تتوافق مع السردية القائلة بأن تباطؤ الاقتصاد سيبقي بنك الاحتياطي الفيدرالي على المسار الصحيح لخفض أسعار الفائدة في المستقبل غير البعيد". وأضاف: "لقد لعبت هذه المعنويات دوراً كبيراً في الارتفاع الأخير للسوق".
لم يطرأ تغير يذكر على الين بعد أن جاءت بيانات التضخم اليابانية لشهر نوفمبر متوافقة مع التوقعات. واستقرت العملات الرئيسية الأخرى أيضاً على نطاق واسع بعد ضعف الدولار أمس الخميس، عندما انخفض مؤشر العملة الأميركية بنسبة 0.6%.
سيراقب المستثمرون عن كثب مقياس التضخم المفضل لدى بنك الاحتياطي الفيدرالي المقرر صدوره في وقت لاحق اليوم الجمعة، وهو ما يسمى بمؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسي، والذي من المتوقع أن يصل إلى هدف البنك المركزي البالغ 2%. ويسعر متداولو عقود المقايضات تخفيضاً للفائدة بحوالي 150 نقطة أساس في العام المقبل، أي ضعف ما أشار إليه البنك المركزي.
تأثيرات قرار الصين
قال إيان لينغن من "بي إم أو كابيتال ماركتس" (BMO Capital Markets): "يظل التماسك هو الدافع الأكثر أهمية للسوق، والذي يقترب بسرعة من نهاية العام". وأضاف: "ستكون حركة الأسعار في الأسبوع المقبل غير متصلة إلى حد كبير مع افتراض محدودية السيولة وقناعات أكبر بالصعود".
وفي سياق آخر، سيقوم المتداولون بقياس تأثير قرار الصين بوقف بعض صادرات تقنيات المعالجة المرتبطة بمعادن أرضية نادرة، وهي الخطوة الأخيرة في الخلاف الجيوستراتيجي بين الدولة الآسيوية والولايات المتحدة. تعد الصين هي المورد المهيمن في العالم للمعادن الأرضية النادرة.
وفي أخبار الشركات، وسّعت شركة "نايكي" خسائرها إلى أكثر من 10% في تعاملات ما بعد السوق بعد توقعات ضعيفة للإيرادات، كما حددت شركة الملابس العملاقة رسوم إعادة الهيكلة قبل خصم الضرائب تصل إلى 450 مليون دولار مرتبطة بتكاليف إنهاء خدمة موظفين.
وفي سوق السلع، ارتفع الذهب إلى أعلى مستوى في ثلاثة أسابيع. وتراجعت أسعار النفط بعد ثلاثة أيام من المكاسب، حيث أدى ارتفاع الإنتاج الأميركي إلى تقليص خطر هجمات الحوثيين على السفن في أحد أهم الممرات المائية في العالم. وأعلنت أنغولا خروجها من منظمة أوبك وسط خلاف حول حصص إنتاج النفط.