بدأت أعراض الضعف تظهر على موجة صعود الأسهم في الولايات المتحدة، وينصح محللو بنك "سيتي غروب" المستثمرين بالاستعداد لشراء هذه الأسهم عند أي هبوط.
كتب فريق من البنك، ومن بينهم سكوت كرونرت، في مذكرة أن 19 من بين 24 مجموعة صناعية وصلت أسهمها إلى نقطة التشبع الشرائي أو اقتربت منها في الوقت الحالي. وقالوا "وهذا يعني أن نتوقع تراجع أسعار الأسهم ونستعد لشرائها".
اشتعلت موجة صعود الأسهم الأميركية منذ أواخر أكتوبر وسط حالة من التفاؤل بأن بنك الاحتياطي الفيدرالي سوف يبدأ في تخفيض أسعار الفائدة العام المقبل فيما يتجنب الاقتصاد الوقوع في أزمة خطيرة.
غير أن مكاسب الأسهم بلغت مستوى متطرفاً وفق بعض المعايير، حتى كشف مؤشر القوة النسبية أن "ستاندرد أند بورز 500" سجّل عند نقطة معينة تشبعاً شرائياً بأعلى مستوى منذ 2020.
بدأت علامات التراجع في الظهور بعد هبوط مؤشرات "ستاندرد أند بورز 500" و"ناسداك 100" و"راسل 2000" يوم الأربعاء، حيث لم تعد المؤشرات الثلاثة في منطقة ذروة الشراء كما يبين مؤشر القوة النسبية.
اقرأ أيضاً: سيتي غروب: صفقات الشرق الأوسط يمكن أن تصمد حال احتواء الحرب
توصية بشراء أسهم التكنولوجيا والبنوك
تكهن بعض اللاعبين في السوق بأن عقود الخيارات التي انتهت صلاحيتها في نفس اليوم، والتي تم تداولها يوم الأربعاء، ساعدت في تسريع عمليات البيع، حيث باع المتعاملون مزيداً من الأسهم لإعادة موازنة مراكزهم قبل انتهاء صلاحية العقود. وترتفع اليوم الخميس أسعار العقود الآجلة للأسهم الأميركية.
اقرأ أيضاً: توقف صعود الأسهم والسندات في آسيا مع اقتراب نهاية العام
توقع كرونرت أن ينهي مؤشر "ستاندرد أند بورز 500" السنة المقبلة عند مستوى 5100 نقطة، مرتفعاً بنسبة 8.5% عن الإغلاق الأخير، مدعوماً بنمو الأرباح على مستوى كل قطاع وامتداد الموجة الصعودية إلى ما وراء أسهم التكنولوجيا العملاقة.
على هذه الخلفية، فإن أسهم التكنولوجيا والشركات الصناعية من بين الأسهم التي يوصي بشرائها المحلل المالي، الذي رفع أيضاً توصيته لأسهم البنوك موصياً بزيادة وزنها بالمحفظة الاستثمارية وسط تقييمات جذابة ومؤشرات أساسية قوية بما يدعو إلى الدهشة، فيما رُفعت التوصية إلى زيادة أوزان أسهم تجارة التجزئة والسلع المعمرة بالمحفظة مع احتمال وضع مخاوف المستهلكين في الاعتبار.
وفي مذكرة منفصلة، حذّر أقرانه من المحللين، ومن بينهم هونغ لي، من ملاحقة الأسهم التي ترتفع فيها المخاطرة "في ضوء الطبيعة الهشة لدورة التذبذب الأخيرة". وأكدوا على تفضيل أسهم النمو في أوائل عام 2024.
وقال كرونرت إن الثقة في احتمال إحراز الاقتصاد هبوط سلس والتفاؤل بشأن انخفاض أسعار الفائدة ساعدا في دفع حركة السوق ونحن نتجه نحو نهاية العام. وقال: "ينطوي ذلك على توقع حدوث تقلبات في المستقبل، ولكن مع تحول السياسة النقدية لبنك الاحتياطي الفيدرالي في نهاية المطاف كبوصلة تحدد الاتجاه".