ارتفعت الأسهم الآسيوية بعدما واصلت نظيرتها الأميركية في وول ستريت ارتفاعها، أمس الثلاثاء، مع تجاهل المتداولين تحذيرات صناع السياسات الذين يحاولون كبح التوقعات بتخفيض أسعار الفائدة من بنك الاحتياطي الفيدرالي.
ارتفعت مؤشرات الأسهم في هونغ كونغ عند افتتاح التداولات، في حين تقدمت المؤشرات القياسية في اليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا أيضاً. وسجل مؤشرا "ناسداك 100" و"داو جونز" الصناعي أعلى مستوياتهما على الإطلاق أمس الثلاثاء، في حين أضاف مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" 0.6%، ليقترب بسرعة من مستوى قياسي.
قال رافائيل بوستيك، رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا، إنه ليس هناك حاجة ملحة لخفض أسعار الفائدة، لكن هذا لم يؤثر كثيراً على توقعات السوق. وأظهر مسح أجراه "بنك أوف أميركا"، الثلاثاء، أن التكهنات بشأن تيسير بنك الاحتياطي الفيدرالي تجعل المستثمرين أكثر تفاؤلاً منذ بداية عام 2022. كما يصفي المتداولون رهاناتهم على ارتفاع العوائد في الولايات المتحدة على المدى القصير، مع تراجع رغبة المستثمرين في رفض اتجاه تيسير السياسة النقدية.
بداية جديدة في الأسواق العالمية
أبقت البنوك الصينية على أسعار الإقراض القياسية، اليوم الأربعاء، بعد قرار البنك المركزي بعدم خفض أسعار الفائدة في وقت سابق من هذا الشهر.
قال فيشنو فاراثان، رئيس قسم الاقتصاد والاستراتيجية في آسيا في بنك "ميزوهو" في سنغافورة: "إن تراجع الدولار الأميركي، وضعف العوائد الأوروبية، والارتفاع الجيد في وول ستريت الليلة الماضية إشارة إلى تمهيد الطريق لبداية جيدة. كما كان ضعف الين الياباني على خلفية قرار بنك اليابان المركزي الذي أدى إلى ارتفاع مؤشر نيكاي أمراً رائعاً أيضاً بالنسبة للمضاربين على صعود الأسهم في آسيا ليشكلوا علامة على الارتفاعات في الولايات المتحدة".
تعثر التعافي في اليابان
تراجعت صادرات اليابان للمرة الأولى منذ ثلاثة أشهر في نوفمبر، في إشارة جديدة إلى تعثر التعافي الاقتصادي. وفي الوقت نفسه، أدى قرار بنك اليابان بالإبقاء على آخر سعر فائدة سلبي في العالم إلى دفع الين للانخفاض لليوم الرابع، وهي أطول سلسلة خسائر منذ منتصف نوفمبر. وتراجعت العملة بأكبر قدر منذ أواخر أكتوبر أمس الثلاثاء.
انخفض العائد على السندات الحكومية اليابانية لأجل 10 سنوات إلى أقل من 0.6% للمرة الأولى منذ أغسطس، مع تراجع التكهنات بشأن خروج البنك المركزي على المدى القريب من سعر الفائدة السلبي.
بنك اليابان يتمسك بأسعار الفائدة السلبية دون إشارات للتشديد
وعزز رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في ريتشموند، توماس باركين، لهجته الأكثر تشاؤماً، مما يشير إلى أن البنك المركزي الأميركي سيخفض أسعار الفائدة إذا استمر التقدم الأخير بشأن التضخم. ومع ذلك، فقد عارض صناع السياسة الآخرون بقوة أكبر رهانات خفض أسعار الفائدة. وأشار رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في شيكاغو أوستان جولسبي ولوريتا ميستر من بنك الاحتياطي الفيدرالي في كليفلاند يوم الاثنين إلى أن التوقعات سابقة لأوانها.
وأثارت رسائل بنك الاحتياطي الفيدرالي انتقادات من الاقتصادي محمد العريان الذي حذر من أن البنك المركزي يسمح للسوق بالسيطرة على السردية المتعلقة بأسعار الفائدة.
بيانات أميركية جديدة
ينتظر المستثمرون قراءات البيانات من الولايات المتحدة، بما في ذلك مبيعات المنازل القائمة اليوم الأربعاء، وقراءة الناتج المحلي الإجمالي للربع الثالث غداً الخميس وطلبات السلع المعمرة ونفقات الاستهلاك الشخصي يوم الجمعة - وهو المقياس المفضل للتضخم لدى بنك الاحتياطي الفيدرالي - لتعزيز رهاناتهم على أسعار الفائدة.
أظهرت بيانات أمس الثلاثاء زيادة غير متوقعة في بناء المنازل الجديدة في الولايات المتحدة في نوفمبر مع استمرار شركات البناء في الاستفادة من المعروض المحدود من مبيعات المنازل القائمة.
ارتفع النفط لليوم الثالث مع ترقب التجار وشركات الشحن لاحتمال حدوث المزيد من الاضطرابات في البحر الأحمر، فيما انخفض سعر الذهب.