مشترو المعدن الأساسي لتصنيع البطاريات يتوقفون عن زيادة طلباتهم في 2024 بعد معاناتهم في 2023

الحذر يسود مشتريات الليثيوم العالمية خلال موسم التعاقدات

أحواض التبخر الملحي في مشروع "كيو 3" لتعدين الليثيوم التابعة لشركة "لياكس" بالقرب من فيامبالا، بمقاطعة كاتاماركا. الأرجنتين - المصدر: بلومبرغ
أحواض التبخر الملحي في مشروع "كيو 3" لتعدين الليثيوم التابعة لشركة "لياكس" بالقرب من فيامبالا، بمقاطعة كاتاماركا. الأرجنتين - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

يبدو أن مشتري الليثيوم ينظرون بحذر إزاء الآفاق المستقبلية للمعدن الرئيسي المستخدم في صنع البطارية خلال السنة المقبلة، حتى بعد الهبوط الكبير في الأسعار.

انخرطت الشركات المنتجة مؤخراً في محادثات مع العملاء - أغلبهم من آسيا- لوضع بنود العقود لسنة 2024. في حين صعدت أحجام المبيعات خلال السنتين الماضيتين وسط طفرة السيارات الكهربائية، إلا أنها تبدو هذه المرة وكأنها ثابتة، بحسب أشخاص على دراية بالأمر طلبوا عدم الإفصاح عن هوياتهم. تجري أيضاً مناقشة الصفقات بخصومات أسعار أكبر من السنة الماضية.

تأتي الحالة الأكثر حذراً خلال المحادثات بعد فترة ازدهار أعقبها انهيار للسوق، حيث بلغت أسعار الليثيوم مستوى قياسياً خلال السنتين حتى عام 2022 بفضل هوس الشراء. لكن المعدن انهار بنسبة 80% تقريباً السنة الجارية استجابة للتوسع السريع بالإنتاج ووصول الطلب على البطاريات إلى مستويات دون التوقعات.

تضرر شركات الليثيوم

ترتب على انحدار الليثيوم تداعيات حادة لكل من المشترين والبائعين. هبطت أسهم كبرى الشركات المنتجة على غرار شركتي "البيمارل" و"غانفينغ ليثيوم غروب" العام الحالي. وخلال الوقت الحالي تنتج بعض الشركات أكثر مما يمكنها بيعه. في هذه الأثناء، بالنسبة للمستهلكين على غرار "تسلا" و"فورد"، فإن التحول إلى سوق مناسبة للمشترين "سيجعلهم يتنفسون الصعداء بعد أن ألحق صعود أسعار البطاريات الضرر بالأرباح السنة الماضية - رغم أنهم يتعرضون حالياً لتباطؤ لا تحمد عقباه في مبيعات السيارت الكهربائية.

حتى أعوام قليلة ماضية، تفاوض قطاع الليثيوم على عقود توريد طويلة الأمد بأسعار ثابتة. تبدل ذلك الأمر إذ تسببت تقلبات الأسعار الكبيرة في حدوث متاعب على صعيد التكلفة لشركات البطاريات وشركات تصنيع السيارات. أحدث ذلك التحول للاتفاقيات السنوية المبرمة تاثيراً مماثلاً لمعادن أخرى على غرار النحاس خلال فترة "النشاط الموسمي للتعاقدات"، مع توقيع صفقات بعلاوات سعرية أو خصومات على مؤشر الأسعار الفورية.

مازالت محادثات عقود الليثيوم جارية، والتي عادة ما تتواصل من نوفمبر حتى نهاية السنة. لم يتغير حجم المعروض الذي تجري مناقشته كثيراً عما كان عليه قبل سنة، بحسب أشخاص مطلعين على جزء من المفاوضات.

أوضح الأشخاص أن هذه الصفقات تجري مناقشتها أيضاً بخصومات تتراوح بين 5% و10% تقريباً على مؤشر الأسعار الفورية. يأتي هذا بالمقارنة مع الخصومات الأقل التي اُتفق عليها في المرة الأخيرة والعلاوة السعرية في السنة الماضية. قد تنطبق بعض الخصومات المقترحة فقط على الإمدادات لجزء من السنة المقبلة وربما تتغير.

عقود سنوية لمشتريات الليثيوم

تعتبر آسيا أكبر مشتر لليثيوم بفارق كبير، إذ تشكل العقود السنوية قدراً كبيراً من مشتريات غالبية المستهلكين من كوريا الجنوبية واليابان والصين.

وصلت أسعار الليثيوم حالياً إلى أدنى مستوياتها منذ 2021، وهو تحول صارخ مقارنة بالسنة الماضية عندما ساور قطاع السيارات القلق إزاء نقص المعروض لفترة طويلة.

مع بدء تجاوز الإنتاج الجديد حجم الطلب بشدة، يملك المستهلكون مخزونات كافية للاستفادة منه ولا يتعرضون لضغوط لتوفير الإمدادات، لا سيما وأن بعض صناع السيارات الكهربائية يعيدون التفكير في خططهم للنمو.

ورغم أن بعض المحللين أشاروا إلى أن تراجع الليثيوم يقترب من نهايته، إلا أنه من غير المرجح حدوث تحول كبير. ومن المنتظر أن ينمو الطلب العالمي على البطاريات بنسبة 38% السنة المقبلة، متراجعاً مقارنة بحوالي 53% السنة الحالية، بحسب شركة "ريستاد إنرجي" (Rystad Energy).

اضغط هنا لقراءة المقال الأصلي
تصنيفات

قصص قد تهمك