تفاقمت معاناة اللبنانيين مع الانهيار المتسارع في سعر صرف الليرة أمام الدولار، في السوق السوداء الذي تتم فيه المعاملات حاليا بعدما توقفت المصارف عن صرف الدولار للمودعين بها، ما أدى لارتفاع كبير في أسعار السلع الغذائية والضرورية بمعدلات لا تستطيع الأسر التعاطي معها.
وقال عدد من اللبنانيين لقناة "الشرق" إنهم لم يعودوا قادرين على شراء احتياجاتهم الضرورية، وباتوا يخفضون من مستوى الطعام الذي يأتون بها لأسرهم، ويبحثون دائماً عن السلع الأقل سعراً، وعبروا عن جام غضبهم من تردي أوضاعهم المعيشية على كافة المستويات، وتحدث البعض منهم عن عدم قدرتهم على المواصلة بدون مساعدات أبنائهم وأقاربهم العاملين بالخارج.
فمنذ صيف عام 2019، استقلت الليرة اللبنانية سلم الهبوط الكهربائي أمام الدولار، وسط أزمة سيولة حادة، دفعت المصارف للتوقف عن تزويد المودعين بأموالهم بالدولار، ليفقد أكثر من 280% خلال عام واحد، بينما لا يزال سعر الصرف الرسمي عند 1507 ليرات للدولار.
اقتصاد يعاني من الفراغ السياسي
وانكمش اقتصاد لبنان بمعدل 19.2% خلال العام 2020 بسبب التداعيات السلبية لجائحة كورونا على اقتصاد الدولة وانفجار مرفأ بيروت، فيما تعاني البلاد من فراغ سياسي وبدون حكومة منذ أغسطس الماضي على وقع تداعيات الانفجار المدمر الذي وقع في مرفأ لبنان، ما أدى لعدم التوصل لاتفاق مع المؤسسات الدولية حتى الآن على آلية إنقاذ.
كان لبنان قد علَّق في مارس 2020 سداد ديونه الخارجية، فيما يتخطى حجم الدين العام حاجز 93 مليار دولار بنهاية سبتمبر 2020