تستعد أسعار النفط لتحقيق أول مكسب أسبوعي لها منذ ما يقرب من شهرين، بعد إشارات حذرة من مجلس الاحتياطي الفيدرالي، يوم الأربعاء، أطلقت العنان لاتجاه صعودي في الأسواق.
يُتداول خام برنت، المعيار العالمي، دون 77 دولاراً للبرميل بعد ارتفاعه بأكثر من 4% في الجلستين السابقتين، في حين تجاوز خام غرب تكساس الوسيط 71 دولاراً. وارتفعت سندات الخزانة، فيما ضَعف الدولار منذ أن قال رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول إن صناع السياسات النقدية يحولون تركيزهم الآن على موعد خفض تكاليف الاقتراض. ويؤدي ضعف الدولار إلى تعزيز جاذبية السلع المسعرة بالعملة.
يأتي هذا الصعود المتواضع بعد سبعة أسابيع متتالية من الانخفاضات التي أوصلت العقود الآجلة إلى أدنى مستوياتها منذ يونيو قبل اجتماع بنك الاحتياطي الفيدرالي مباشرة. ويؤدي ارتفاع الصادرات من الدول غير الأعضاء في أوبك بما في ذلك الولايات المتحدة، والمخاوف بشأن ضعف توقعات الطلب، إلى الضغط على الأسعار، في حين أن هناك أيضاً بعض الشكوك حول ما إذا كان جميع أعضاء أوبك سيلتزمون بالتخفيضات الطوعية الأعمق.
توقعات متحفظة
قال رافيندرا راو، رئيس أبحاث السلع الأساسية في شركة "كوتاك" للأوراق المالية في مومباي: "على الرغم من الانتعاش الأخير، لا تزال أسعار النفط الخام قريبة نسبياً من أدنى مستوياتها الأخيرة" مع تراجع توازن العرض والطلب العالمي. وأضاف: "حتى مع تخفيضات الإنتاج الأخيرة من قبل (أوبك+)، فإن توقعات ارتفاع العرض من خارج أوبك بقيادة الولايات المتحدة قد تكون بمثابة عامل مقيد لمزيد من مكاسب الأسعار".
أضافت وكالة الطاقة الدولية أمس الخميس إلى التوقعات الهبوطية، حيث خفضت تقديراتها لنمو الطلب العالمي على النفط هذا الربع بنحو 400 ألف برميل يومياً مع ضعف النشاط الاقتصادي. وتواصل المنظمة، ومقرها باريس، توقع انخفاض النمو إلى النصف تقريباً في العام المقبل، إلى حوالي 1.1 مليون برميل يومياً.
لا تزال الفوارق السعرية بين العقود ذات الآجال المختلفة تظهر علامات الضعف، مع وجود برنت وخام غرب تكساس الوسيط في حالة كونتانغو، التي تتداول فيها العقود الأبعد آجلاً بعلاوة سعرية عن العقود الفورية، حتى منتصف العام المقبل. وبلغت العلاوة السعرية لخام برنت لمدة ستة أشهر 38 سنتاً للبرميل في آخر مرة، مقارنة بـ1.67 دولار للبرميل في حالة "باكورديشن" قبل شهر.
