استقطبت الاكتتابات العامة الأولية في منطقة الخليج العربي شهية المستثمرين التي لم تظهر أي علامات على التراجع، حيث بلغت القيمة الإجمالية لطلبات شراء الأسهم التي طرحتها إحدى شبكات البث في الشرق الأوسط وشركة للرعاية الصحية 87 مليار دولار.
أعلنت مجموعة "إم بي سي" (MBC)، وهي أكبر شبكة بث في الشرق الأوسط اليوم الثلاثاء، أنها جذبت طلبات من مؤسسات استثمارية بقيمة 54.5 مليار ريال (14.5 مليار دولار) لطرحها العام الأولي في الرياض بقيمة 222 مليون دولار–ليصل حجم تغطية الاكتتاب حوالي 66 مرة. لم تبدأ الشركة بعد في قبول طلبات الشراء من مستثمرين أفراد، مما يعني أن إجمالي دفتر الطلبات سيكون أكبر.
في اليوم نفسه، قالت شركة "بيورهيلث هولدينغ" (PureHealth Holding)، المملوكة لأحد الصناديق السيادية في أبوظبي وأكبر شركاتها، إنها اجتذبت طلبات بقيمة تتجاوز 265 مليار درهم (72 مليار دولار) لإدراجها في سوق الأوراق المالية بالعاصمة الإماراتية بقيمة 986 مليون دولار.
قالت الشركة إن المستثمرين المحترفين في الإمارات والمنطقة قدموا طلبات شراء تفوق 54 مرة قيمة الأسهم المتاحة في الطرح العام الأولي لشركة "بيورهيلث"، في حين فاقت طلبات المستثمرين الأفراد عدد الأسهم المطروحة بالاكتتاب بـ483 مرة.
الشرق الأوسط نقطة مضيئة
يتناقض هذا الوضع بشكل صارخ مع مشهد الطروحات العامة الأولية الخافت في معظم أنحاء العالم الأخرى. فقد حظيت منطقة الشرق الأوسط بمكانة مميزة كنقطة مضيئة في هذا الصدد، حيث واصلت الاكتتابات مسيرتها لاستقطاب المشترين الذين تمكنوا في مقابل ذلك من جني عائدات قوية في الغالب بمجرد بدء تداول الأسهم.
أظهرت البيانات التي جمعتها "بلومبرغ" أن أسهم الشركات -التي جمعت ما لا يقل عن 50 مليون دولار من خلال الاكتتابات العامة الأولية في الخليج هذا العام- ارتفعت 38% في المتوسط بعد بدء التداول عليها، متفوقة بقوة على نظيراتها في أوروبا والولايات المتحدة وآسيا.
ازدهرت سوق الاكتتابات الأولية في المنطقة على خلفية ارتفاع أسعار النفط، وتزايد اهتمام المستثمرين، وبرامج الخصخصة الحكومية. وحتى الآن هذا العام، جمعت الشركات 9.3 مليار دولار من خلال الاكتتابات العامة الأولية في الشرق الأوسط، وهو ما يمثل حوالي 40% من إجمالي أحجام الاكتتابات في جميع أنحاء أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا.
من المؤكد أن الحصص المطروحة للبيع محدودة في كثير من الحالات، مما يعني أن الطلب يفوق العرض بكثير. فقد طُرحت نسبة 10% فقط من أسهم كلٍ من "إم بي سي" و"بيورهيلث".