اكتسبت سوق العمل في الولايات المتحدة قوة إضافية في نوفمبر مع ارتفاع معدلات التوظيف والأجور، مما أضعف الآمال في أن يخفض مجلس الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة أوائل العام المقبل.
وتتعارض زيادة الأجور مع التقارير الأخيرة التي أظهرت تراجع وتيرة التوظيف، النتيجة التي يفضلها الاحتياطي الفيدرالي لأنها تساعد في كبح الطلب وترويض ضغوط الأسعار. ومازال متوقعاً أن يترك مسؤولو البنك المركزي أسعار الفائدة دون تغيير أثناء اجتماعهم في الأسبوع الحالي.
وفي أماكن أخرى، انكمش الاقتصاد الياباني في الربع الثالث بنسبة أكبر من التي أعلنت في البداية، في حين لم يحقق الاقتصاد البرازيلي نمواً يذكر خلال هذه الفترة. ويراهن الاقتصاديون على زيادة تباطؤ الاقتصاد في هونغ كونغ نظراً للتحديات التي تفرضها الصين وارتفاع أسعار الفائدة.
وفيما يلي بعض الرسوم البيانية التي نشرتها بلومبرغ عن آخر تطورات الاقتصاد العالمي:
الولايات المتحدة
زادت أعداد العاملين المدرجة في قوائم الأجور 199 ألف عامل في نوفمبر الماضي بعد زيادتها 150 ألفاً في أكتوبر. وساعدت عودة عمال السيارات المضربين في زيادة العدد 30 ألفاً.
قوة أرقام سوق العمل تحول الانتباه إلى أرقام التضخم هذا الأسبوع، حيث يقيس مسؤولو الاحتياطي الفيدرالي المدى الزمني الذي سيستغرقه الحفاظ على أسعار الفائدة عند ذروة هذه الدورة.
شهدت ثقة المستهلكين انتعاشاً قوياً في أوائل ديسمبر، متجاوزة جميع التوقعات مع خفض الأسر توقعاتها للتضخم للعام المقبل بأكبر قدر منذ 22 عاماً. ويتوقع المستهلكون ارتفاع الأسعار بمعدل سنوي 3.1% خلال العام المقبل، وهو أدنى مستوى منذ مارس 2021. وكان انخفاض هذه التوقعات بواقع 1.4 نقطة مئوية عن الشهر السابق هو الأكبر منذ أكتوبر 2001.
العالم
تباطأت زيادة أسعار المستهلكين في دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية في أكتوبر إلى أدنى مستوياتها منذ عامين، في إشارة إلى أن الاقتصادات المتقدمة تتغلب على أسوأ أزمة تضخم تشهدها منذ عقود. وانخفض المؤشر الرئيسي للمنظمة التي تضم 38 عضواً بينهم جميع اقتصادات مجموعة السبع، إلى 5.6% من 6.2% مع انخفاض ضغوط تكلفة الغذاء سريعاً وتراجع أسعار الطاقة في معظم البلدان.
قناة بنما هي الأعجوبة الهندسية التي يعود تاريخها إلى قرن من الزمن والتي أحدثت ثورة في التجارة العالمية، لكنها تتعرض حالياً لضغوط شديدة بسبب الجفاف، مما يجبر شركات الشحن العالمية على مواجهة خيار مؤلم. ولكل خيار تكلفة، في وقت يشهد معاناة الحكومات في مختلف أنحاء العالم من أجل ترويض التضخم.
أوقف البنك المركزي الإسرائيلي تدخلاته غير المسبوقة في العملة بشكل شبه كامل في نوفمبر، إذ انتعش الشيكل بالتزامن مع ارتفاع الأسهم الأميركية بينما تظل الحرب على غزة تحت السيطرة نسبياً. فاجأت كينيا الأسواق بأكبر ارتفاع في أسعار الفائدة منذ أكثر من عقد من الزمان. وتركت كندا وأستراليا وبولندا وناميبيا وأوغندا وصربيا والهند أسعار الفائدة دون تغيير.
أوروبا
تعثر الإنتاج الصناعي في ألمانيا وإيطاليا مع بداية الربع الأخير من العام، بعد أن أعلنت فرنسا وإسبانيا عن نتائج مماثلة، مما يشير إلى ركود محتمل في منطقة اليورو.
آسيا
انكمش الاقتصاد الياباني بأكبر وتيرة منذ ذروة الجائحة، وهو ما يعقد مسار السياسة النقدية لبنك اليابان وسط تزايد التكهنات بأنه يقترب من إلغاء آخر نظام لسعر الفائدة السلبي في العالم. وانكمش الناتج المحلي الإجمالي بوتيرة سنوية 2.9% في الأشهر الثلاثة حتى سبتمبر مقارنة بالربع السابق.
ارتفع إنفاق المستثمرين اليابانيين على شراء العقارات في الخارج بأعلى معدل في عقدين، دون أن يتأثروا بالركود العقاري العالمي وتراجع الين إلى أدنى مستوى له منذ 50 عاماً. ومع وفرة السيولة النقدية، وفي الاقتصاد المتقدم الوحيد الذي يتميز بإمكانية الحصول على تكلفة تمويل متدنية للغاية، فإن مشتريات المستثمرين تخفف من وقع الأزمة، حيث يؤدي ارتفاع عدد الوحدات الإدارية الشاغرة وأسعار الفائدة إلى ابتعاد المشترين الآخرين عن هذه السوق.
انخفضت الأصول التي تحتفظ بها الأسر في كوريا الجنوبية للمرة الأولى منذ عقد من الزمن بعد أن رفع البنك المركزي أسعار الفائدة بمعدلات سريعة، مما ساهم في حركة تصحيح في سوق العقارات.
من المرجح أن يتباطأ نمو اقتصاد هونغ كونغ عما كان متوقعاً في السابق هذا العام والعام المقبل، حيث تؤثر التحديات الناجمة عن تباطؤ الصين وتأثير أسعار الفائدة المرتفعة على المركز المالي. ويعكس التباطؤ ضعف التعافي الاقتصادي بعد جائحة كورونا، إذ تراجع النمو رغم الدعم الذي تلقاه هذا العام من انتعاش السياحة، مما يشير إلى أن المركز المالي الآسيوي لا تزال تنتظره أوقات صعبة.
الأسواق الناشئة
نما اقتصاد البرازيل على غير المتوقع في الربع الثالث مما أعطى دفعة مؤقتة للرئيس لويس إيناسيو لولا دا سيلفا وجهوده لتحسين مستويات المعيشة قبل فترة من النمو الضعيف.
