ارتفع الين وانخفضت الأسهم اليابانية، مع تصعيد المتداولين الرهانات على أن بنك اليابان يقترب من نهاية سياسة أسعار الفائدة السلبية.
ارتفعت العملة اليابانية بما يصل إلى 1.1% في ظل سيولة ضئيلة قبل تقليص ارتفاعها، وأدى ذلك إلى انخفاض أسهم البلاد لليوم الثاني، بينما انخفضت السندات. ارتفعت الأسهم في كوريا وتايوان بعد ارتفاع مؤشر "ناسداك 100"، وسط تجدد التفاؤل بشأن الذكاء الاصطناعي، بينما انخفضت الأسهم في هونغ كونغ.
قال أياكو سيرا، استراتيجي السوق في بنك "سوميتومو ميتسوي ترست": "كانت تقلبات أسعار الصرف دراماتيكية للغاية، لذا فمن المحتم أن تنخفض الأسهم اليابانية بسبب ارتفاع قيمة الين". وبالمقارنة مع حركة العملة المتقلبة، منذ ارتفاع الين القوي، فإن الأمر ليس سيئاً لجميع الشركات اليابانية، ومن المرجح أن يكون انخفاض الأسهم محدوداً إلى حد ما.
سيراقب المتداولون أي توضيح من المحافظ كازو أويدا للتعليقات التي أدلى بها للمشرعين بأن مهمته ستكون أكثر صعوبة اعتباراً من نهاية العام، مما يساعد على تغذية التكهنات بأن بنك اليابان سيبدأ في رفع سعر الفائدة الرئيسي دون الصفر قريباً. ساعد ذلك في دفع الين إلى أقوى مستوياته منذ أغسطس مع تراجع الرهانات ضد العملة.
انكمش الاقتصاد الياباني بأكثر من المتوقع في الربع الثالث، مما يشير إلى أن التعافي أكثر هشاشة مما كان يُعتقد، وقد يعطي بنك اليابان سبباً لتأخير تطبيع السياسة النقدية.
يقول كريشنا جوها، من "إيفركور"، إنه لا "يقتنع بفكرة" أن بنك اليابان سيفكر بجدية في رفع الفائدة بشكل مفاجئ في ديسمبر، وقد يكون أكثر عقلانية في اتخاذ هذه الخطوة في أوائل العام الجديد. وأشار إلى أنه "بينما يؤكد البنك على خيار جدي للمضي قدماً في يناير، فإنه في الواقع يميل أكثر إلى رفع أسعار الفائدة في وقت لاحق في إبريل". وأضاف: "لذا، في حين أن الاتجاه الحالي صحيح، فمن المرجح أن تكون التداولات التكتيكية يوم الخميس قد زادت عما ينبغي".
موقف المركزي الهندي
على صعيد آخر في آسيا، ينتظر المستثمرون قرار البنك المركزي الهندي بشأن السياسة النقدية. ومن المتوقع أن يحافظ البنك على موقفه المتشدد بشأن السياسة، حيث إن النمو الاقتصادي القوي والفوز الذي حققه رئيس الوزراء ناريندرا مودي في الانتخابات لا يمنح صناع السياسات سبباً كافياً للنظر في تخفيضات أسعار الفائدة حتى الآن.
سيتحول الاهتمام قريباً إلى تقرير الوظائف غير الزراعية في الولايات المتحدة، اليوم الجمعة، حيث يبحث المتداولون عن المزيد من الأدلة على تباطؤ سوق العمل لتقييم نتائج اجتماع سياسة الاحتياطي الفيدرالي الأسبوع المقبل. وأظهرت بيانات هذا الأسبوع أن الطلبات المستمرة للحصول على إعانات البطالة انخفضت بأكبر قدر منذ يوليو، على الرغم من أنها ظلت بالقرب من أعلى مستوى في عامين، وسط أدلة متزايدة على تباطؤ سوق العمل.
قال خوسيه توريس، كبير الاقتصاديين في شركة "إنترأكتيف بروكرز" (Interactive Brokers): "من المرجح أن يقدم تقرير الوظائف مؤشرات إضافية على تراجع سوق العمل، وهي علامة ترحيب لأصحاب العمل". وأضاف: "ومع ذلك، فإن تأثيرها على الأسواق سيعتمد على ما إذا كان المستثمرون ينظرون إلى البيانات على أنها نقطة انطلاق لخفض أسعار الفائدة في مارس والهبوط السلس، أو تأثير سلبي على الإنفاق الاستهلاكي وتباطؤ اقتصادي أكثر حدة".
تفاؤل بشأن الذكاء الاصطناعي
مع ذلك، تجاهل المتداولون أي توتر يحيط بالتقرير القادم مع عودة التفاؤل حول الذكاء الاصطناعي إلى الظهور، وارتفاع سهم شركة "ألفابت" بنسبة 5.3% بعد يوم من إطلاق "غوغل" لـ"جيميناي" (Gemini)، وهو "نموذج الذكاء الاصطناعي الأكبر والأكثر قدرة" الذي بنته على الإطلاق. أدى ذلك إلى إشعال موجة الصعود في الأسهم، حيث ارتفع مؤشر "ناسداك 100" بنسبة 1.5% وارتفع مؤشر "إس آند بي 500" بنسبة 0.8%، وكانت تلك أولى مكاسبه هذا الأسبوع.
وقال يونغ يو ما، من شركة "بي إم أو" لإدارة الثروات إن "الذكاء الاصطناعي لديه القدرة على زيادة الإنتاج إلى مستوى أعلى بشكل حاد في عام 2024 وما بعده". وأضاف: "كانت المرونة والقدرة على التكيف والابتكار من السمات المميزة للاقتصاد في عام 2023، ونرى أن هذه العوامل تحملنا في عام 2024 أيضاً".
بدأ المتداولون في الاستعداد لتقلبات السوق الجامحة خلال الأسبوع المقبل، مع ظهور بيانات الوظائف والتضخم الرئيسية في الولايات المتحدة بالإضافة إلى اجتماع سياسة بنك الاحتياطي الفيدرالي في ديسمبر. وقفز مؤشر يقيس توقعات تقلبات العملة خلال الأسبوع المقبل في آسيا إلى أعلى مستوى له منذ مارس، وفقاً للبيانات التي جمعتها "بلومبرغ".
موقف معقد
حذّر ماركو كولانوفيتش، من بنك "جيه بي مورغان" العملاء من أن الأسهم والأصول الخطرة الأخرى لن تكون قادرة على الحفاظ على أي ارتفاعات محتملة دون تخفيضات كبيرة في أسعار الفائدة من قبل البنوك المركزية، ولا يتوقع ذلك ما لم تنخفض الأسواق بشدة أو يتعثر الاقتصاد. ولهذا السبب، قال إنه يجب على المستثمرين تفضيل النقد أو السندات على الأسهم.
قال "كولانوفيتش": “هذا موقف معقد.. هذا يعني أننا سنحتاج أولاً إلى رؤية بعض الانخفاضات والتقلبات في السوق خلال عام 2024 قبل تخفيف السياسة النقدية وارتفاع أكثر استدامة".
وفي أسواق أخرى، ارتفع النفط ليقلص خسائر الأسبوع، مع تداول منخفض القناعة، وتزايد المخاوف بشأن فائض الإمدادات، مما دفع المتداولين الذي يستخدمون الخوارزميات إلى اتخاذ القرار. كما استقر الذهب قبل صدور تقرير الوظائف.