لامس سعر النحاس أعلى مستوياته في 10 أسابيع لفترة وجيزة، بعدما أظهر إغلاق منجم كبير في بنما التحديات المستقبلية التي تواجهها إمدادات المعدن الأحمر، في ظل تسارع وتيرة تحول الطاقة.
قالت حكومة بنما إنها ستغلق منجم كوبريه، الذي تملكه شركة "فيرست كوانتوم مينرالز" (First Quantum Minerals)، لتنهي بذلك الآمال في تمكن الشركة من التوصل إلى اتفاق جديد حول مواصلة تشغيله.
ينتج المشروع، الذي قوبل باحتجاجات عارمة من المدافعين عن البيئة والنقابات العمالية، نحو 1.5% من الإمدادات العالمية للمعدن الصناعي.
قال كريغ لانغ، كبير المحللين بشركة "سي آر يو غروب" للبحوث (CRU Group): "هذا حدث مهم، ويفاقم حالة عدم اليقين المحيطة بتوقعات العرض. يُرجح أن يؤجج ذلك الضغوط الهبوطية في سوق ركاز النحاس، فيما تسعى شركات السبك والتجارة إلى تعويض إمدادات بنما عبر مصادر بديلة للمعدن".
هل تأثرت أسعار النحاس بإغلاق منجم بنما؟
رغم ذلك، سجل سعر النحاس انخفاضاً طفيفاً بعد تجاوزه 8,500 دولار للطن في وقت سابق، حيث تراجع بنسبة 0.3% إلى 8452 دولاراً للطن في بورصة لندن للمعادن في تمام الساعة 8:31 صباحاً بالتوقيت المحلي.
يشير عدم حدوث رد فعل كبير في الأسعار على إغلاق المنجم إلى أن المخاطر المتعلقة بالمشروع كانت متوقعة، أو أن المستثمرين ينتظرون مزيداً من الوضوح بشأن ما سيحدث.
قال بنك "سيتي غروب" إن السيناريو الأساسي الذي يتوقعه هو إغلاق منجم كوبريه في الفترة الحالية إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية في بنما، المرتقب إقامتها في مايو المقبل. وتوقع محللو البنك في مذكرة أن تدرس الحكومة الجديدة إعادة تشغيل المنجم، نظراً لإسهامه المالي الكبير في اقتصاد البلد، مع ذلك، قد تمتد أي إعادة تفاوض على شروط العقد لفترة طويلة.
انخفض سعر النحاس عن أعلى مستوياته خلال وقت سابق من العام الجاري، في ظل تراجع الطلب الصناعي من المصادر التقليدية، لكن يتزايد القلق بشأن توقعات نقص الإمدادات على المدى الطويل؛ إذ يُنتظر أن يرتفع استهلاك المعدن المستخدم في ألواح الطاقة الشمسية، وخلايا الرياح، وخطوط نقل الكهرباء، وتخزين الطاقة، فيما يسعى العالم إلى خفض الانبعاثات الكربونية.
الإضرابات تفاقم مخاطر إمدادات النحاس
مع ذلك؛ فإن احتجاجات المدافعين عن البيئة، والتكاليف المرتفعة، وتأميم الموارد الطبيعية، تعقّد تطوير المشر وعات الجديدة. وتفاقمت التحديات مع ظهور ميل لزيادة الإضرابات؛ فبدأ عمال منجم النحاس الذي تملكه شركة "إم إم جي" في بيرو إضراباً مفتوحاً يوم الثلاثاء، وهددوا بتعطيل الإنتاج. رغم أنه أحد أكبر المناجم في العالم من حيث القدرة الإنتاجية، إلا أن أداءه كان سيئاً نتيجة مشكلات العمالة.
قال لانغ: "في السنوات الخمس الماضية، تجاوز معدل توقف العمل بالمنجم متوسط القرن الجاري".
تأتي تلك الأحداث في الوقت التي تجري فيها شركات السبك والتعدين محادثات حول عقود التوريد في العام المقبل، حيث أبرمت شركة التعدين التشيلية "أنتوفاغستا" عقوداً مع شركة "جينتشوان غروب" الصينية للسبك، في وقت سابق من هذا الشهر لتوريد ركاز النحاس لعام 2024 تحدد تكلفة أقل لمعالجة المعدن.
تذبذبت أسعار المعادن الأخرى في بورصة لندن، فبينما تراجع سعر الألمنيوم 0.3%، ارتفع سعر النيكل 1.3%، بعد صعوده 4.3% في جلسة التداول السابقة.