كثفت صناديق التحوط رهانها على صعود الدولار هذا الشهر، رغم تراجعه نتيجة ضعف بيانات الاقتصاد الأميركي، وزيادة التوقعات باقتراب نهاية أعنف جولة لرفع أسعار الفائدة يقودها الاحتياطي الفيدرالي منذ جيل واحد.
ارتفع مؤشر صافي رهانات الصناديق الممولة بالديون على ارتفاع العملة الخضراء مقابل 8 عملات إلى أعلى مستوياته منذ فبراير 2022 يوم 21 نوفمبر، بحسب البيانات الصادرة عن لجنة تداول السلع الآجلة (CFTC) التي جمعتها "بلومبرغ".
بلغ صافي رهانات الشراء 103,042 عقداً، في ارتفاع طفيف عن أعلى مستوى سابق منذ بداية العام سُجل في أبريل، بعد أن انخفض إلى أدنى مستوياته في مارس الماضي، مسجلاً صافي رهانات بيعية بلغت 72 ألف عقد.
تأتي الزيادة في الرهانات على ارتفاع الدولار فيما يتجه مؤشر "بلومبرغ" للعملة الأميركية إلى تسجيل أسوأ شهر له منذ نوفمبر الماضي، عندما باغت الانخفاض المفاجئ للعملة الخضراء المستثمرين بشكل مشابه، بعد ارتفاع استمر لشهور.
إقبال على المخاطرة
في وقت سابق من الشهر الجاري، سجل مؤشر "بلومبرغ" للدولار الفوري أسوأ أسبوع له منذ يوليو الماضي، ماحياً المكاسب التي حققها منذ بداية العام، فيما زاد المتعاملون رهاناتهم على انتهاء الاحتياطي الفيدرالي من رفع أسعار الفائدة، وعدلوا توقعات موعد خفض البنك المركزي لأسعار الفائدة إلى موعد أقرب.
مع ذلك، فهناك تباين في ثقة المستثمرين تجاه مختلف العملات؛ فالزيادة في الرهانات على ارتفاع الدولار كانت مدفوعة، بشكل أساسي، بتغير الرهانات على الجنيه الإسترليني، والدولار الأسترالي، والبيزو المكسيكي، فيما تراجعت الرهانات على ارتفاع العملة الخضراء مقابل الدولار الكندي، والين الياباني، واليورو.
قال دومينيك بانينغ، مدير بحوث أسعار الصرف في أوروبا ببنك "إتش إس بي سي"، يوم الإثنين في مذكرة قبل إصدار نتائج لجنة تداول السلع الآجلة، إن الإقبال الأكبر على المخاطر، في صورة ارتفاع أسواق الأسهم العالمية، دفعت الدولار إلى التراجع. لكن ميزة العائد الأكبر التي يتسم بها الدولار الأميركي لم تضعف، وقد تمنع حدوث انخفاض أكبر في الدولار بنهاية المطاف.