أسعار أسهم الشركات التي خالفت تقديرات المحللين منذ أبريل هبطت 6%

المستثمرون العابرون يعاقبون اليابان إثر أرباح أقل من التوقعات

رجل ينظر إلى شاشة تعرض أسعار الأسهم داخل مبنى بورصة أوساكا للأوراق المالية، اليابان، يوم الخميس، 25 أبريل 2019 - المصدر: بلومبرغ
رجل ينظر إلى شاشة تعرض أسعار الأسهم داخل مبنى بورصة أوساكا للأوراق المالية، اليابان، يوم الخميس، 25 أبريل 2019 - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

سببت تقارير نتائج الأعمال الأخيرة في اليابان انخفاضاً ملحوظاً وأسوأ من المتوقع في أسعار أسهم الشركات التي خالفت التوقعات. بالنسبة إلى المتداولين ذوي الخبرة، يمثل ذلك إشارة تحذيرية تفيد بتدفق المستثمرين "العابرين" غير المتعمقين إلى السوق، لا سيما أولئك الذين يتخذون قراراتهم بناء على تأثيرات قصيرة المدى.

الشركات التي لم تحقق منذ بداية السنة المالية الحالية في أبريل الماضي توقعات المحللين، شهدت تراجعاً في أسعار أسهمها بنحو 6%، بزيادة نقطتين مئويتين عن متوسط الأعوام الـ10 الماضية، بحسب تحليل ري نيشيهارا، كبيرة الخبراء الاستراتيجيين للأسهم اليابانية في مصرف "جيه بي مورغان تشيس آند كو". وقالت إنه في المقابل، جاءت ردود الفعل متماشية مع المتوسط التاريخي بالنسبة إلى الشركات التي تجاوزت التوقعات.

خيبة أمل

يعتقد المخضرمون ذوو الخبرة بأن عمليات الهبوط الكبيرة ناجمة عن خيبة الأمل بين المضاربين الجدد نسبياً في السوق، والذين كانت لديهم ربما توقعات مبالغ فيها بصورة غير واقعية. ويقول هؤلاء إن العديد من المستثمرين العالميين تحديداً، ينغمسون في سوق الأسهم اليابانية للمرة الأولى، أو بعد فترات انقطاع طويلة للغاية، وذلك على الأغلب لأنهم ينظرون إلى الأسهم اليابانية على أنها بديلة عن الأسهم الصينية المتراجعة.

وقال ريتشارد كاي، مدير المحفظة في "كوميستر أسيت مانجمنت" (Comester Asset Management): "هناك الكثير من المشترين للمرة الأولى للأسهم اليابانية خلال العام الجاري.. وبمجرد عدم تلبية الأرباح للتوقعات، ينتاب القلق هؤلاء المشترين ويتخذون قرارات بالتخارج من هذه الأسهم".

بصفة عامة، كانت النتائج إيجابية، إذ تجاوز ما نسبته 56% من الشركات المدرجة على مؤشر "توبكس" تقديرات المحللين للأرباح، مقابل 39% جاءت أرباحها أقل من التوقعات، بحسب بيانات جمعتها بلومبرغ. كانت أرباح شركات تصنيع السيارات بشكل خاص جاءت قوية، وذلك عائد جزئياً للدعم الذي تلقته من الين الضعيف.

مع ارتفاع مؤشر "نيكاي 225" بنسبة 28% هذا العام وتداوله قرب أعلى مستوياته منذ 1990، ربما كان بعض المستثمرين يبحثون عن أرباح أكثر إثارة. يُنظر إلى المستثمرين الأجانب الذين ضخوا أكثر من 35 مليار دولار في الأسهم اليابانية في 2023 بعد سنوات من التردد، على أنهم مستثمرون متطلبون بشكل استثنائي.

مستثمرون جدد

علاوة على ذلك، يُنظر إلى المستثمرين الذين دخلوا السوق للمرة الأولى، والذين لم يكن لديهم الوقت للتدقيق في العوامل التي تؤثر على الأسهم المختلفة بصورة فردية، على أنهم أكثر عرضة للتركيز على عدد صغير من الشركات المعروفة، وهو ما يسفر في الغالب عن تداولات كثيفة تزيد من زخم ردود الفعل في السوق.

وكانت شركة "اجينوموتو" (Ajinomoto Co) لصناعة التوابل إحدى ضحايا هذه الظاهرة، حيث انخفضت أسهمها 10% بعد تحقيق أرباح فصلية أقل من التوقعات بقليل. وشهدت الشركة زيادة بواقع 5 نقاط مئوية في ملكية الأجانب خلال الأشهر الثلاثة الماضية.

كذلك، فإن أسهم شركة "بايكورينت كونسلتينغ" التي تقدم خدمات استشارية في مجال تكنولوجيا المعلومات، والتي حظيت باهتمام المتعاملين الأجانب بعد المكاسب الكبيرة خلال الأعوام الأخيرة، انخفضت 15% في أعقاب إعلان الشركة عن تحقيق أرباح تشغيلية أقل 2.5% فقط من التوقعات.

تدفق المستثمرون العالميون على السوق اليابانية على أمل تحول مسار الأسهم من الهبوط إلى الصعود، مع توقعات بارتفاع عوائد المساهمين في ظل الجهود التي تبذلها بورصة طوكيو لرفع التقييمات، وتأخر تعافي الاقتصادي من قيود وباء كوفيد. كما كانت هناك طفرة في دخول المستثمرين اليابانيين الشباب إلى السوق، بفضل الإعفاءات الضريبية الجديدة للحسابات الاستثمارية.

قدامى اللاعبين

يظل المتعاملون المحليون القدامى حذرين بشأن المدة التي سيظل فيها هؤلاء المستثمرون الجدد "العابرون" في السوق. ويعتقد بعض المحللين على الأقل أن استجابة السوق ستكون معتدلة مع اكتساب هؤلاء المتعاملين الجدد الخبرة.

قال ماساشي أكوتسو، كبير محللي الأسهم في "بنك أوف أميركا سيكيوريتيز" (BofA Securities): "كان هناك رد فعل مبالغ فيه نوعاً ما تجاه أرقام الأرباح لم يجرِ تحليلها بعمق". وأضاف: "ربما كانت ردود الفعل متقلبة مع دخول أولئك الذين ليسوا على دراية بالسوق، لأنهم لم يكونوا على استعداد للأمر. لكنني أعتقد أن الأوضاع ستعود إلى طبيعتها".

اضغط هنا لقراءة المقال الأصلي
تصنيفات

قصص قد تهمك