تباين أداء الأسهم الآسيوية بعد توقف الارتفاع في الولايات المتحدة وتراجع شركات التكنولوجيا الكبرى. وتراجعت أسهم شركة "إنفيديا" في تداولات ما بعد إغلاق السوق بعد الإعلان عن الأرباح.
انخفضت أسعار أسهم البر الرئيسي الصيني عند الافتتاح، بينما ارتفعت أسهم التكنولوجيا في هونغ كونغ، مدعومة جزئياً بشركة "بايدو" التي ارتفعت بأكثر من 5%، بعد الإعلان عن نتائج الربع الثالث الأفضل من المتوقع. انخفضت أسعار العقود الآجلة للأسهم الأميركية بعد أن انخفض مؤشر "ناسداك 100" بنسبة 0.6%، أمس الثلاثاء، مع انخفاض شركات "أبل"، و"مايكروسوفت"، و"أمازون".
تراجعت أسعار أسهم شركات الذكاء الاصطناعي في آسيا بعد أن تجاوزت مجموعة نتائج "إنفيديا" الأخيرة متوسط تقديرات المحللين، لكنها حصلت على رد فعل فاتر من المستثمرين الذين راهنوا بشدة على طفرة الذكاء الاصطناعي. وقالت الشركة أيضاً إنها تتوقع انخفاض المبيعات في الصين بشكل ملحوظ في الربع الرابع وسط القيود الأميركية على الصادرات إلى البلاد.
الأسهم الآسيوية ترتفع بدعم من صعود أسواق أميركا
لا تزال التوترات الجيوسياسية في بؤرة التركيز أيضاً، بعد اتفاق إسرائيل مع حماس على إطلاق سراح حوالي 50 رهينة مقابل توقف القتال في قطاع غزة لمدة أربعة أيام، كما سيتم إطلاق سراح بعض الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية.
رهان على خفض الفائدة
في الوقت نفسه، واصل اليوان في الخارج سلسلة مكاسبه لليوم الخامس بعد أن حدد البنك المركزي الصيني تثبيت العملة عند أقوى مستوى منذ يونيو. وقفز اليوان إلى ما هو أبعد من السعر المرجعي اليومي للمرة الأولى منذ يوليو في الجلسة السابقة.
من بين مجالات التركيز في آسيا التحقيق الأخير الذي أجرته الصين مع المديرين التنفيذيين للشركة بعد اعتقال مؤسس شركة "دويو" (DouYu International Holdings Ltd) لبث الألعاب، تشين شاوجي، بتهم غير محددة. وتسببت سلسلة من الاعتقالات غير المبررة للمسؤولين التنفيذيين في خلق حالة من التوتر في القطاع الخاص في البلاد.
ما تزال المؤشرات القياسية الأميركية مرتفعة لعام 2023. وأضاف مؤشر "إس أند بي 500" نحو 6 تريليونات دولار من القيمة السوقية على خلفية طفرة الذكاء الاصطناعي، ومرونة الشركات الأميركية، والرهانات على أن بنك الاحتياطي الفيدرالي سيركز على تخفيضات أسعار الفائدة في العام المقبل. وأصبح المؤشر الآن على بُعد حوالي 5% من استعادة أعلى مستوى له في التاريخ.
يُظهر محضر اجتماع بنك الاحتياطي الفيدرالي الصادر، أمس الثلاثاء، أن صناع السياسة متحدون حول استراتيجية "المضي قدماً بحذر" في تحركات أسعار الفائدة المستقبلية، وإسناد أي تشديد إضافي إلى التقدم نحو هدف التضخم. تحدد عقود المبادلة المرتبطة باجتماعات بنك الاحتياطي الفيدرالي حالياً احتمالاًً بنسبة 25% تقريباً لخفض سعر الفائدة الفيدرالي لأول مرة في مارس.
الصين تعيد "مورغان ستانلي" للتشاؤم بشأن عملات الأسواق الناشئة
وكتب فيليب ماري، كبير الاستراتيجيين الأميركيين في "رابوبنك"، في مذكرة: "لا ينبغي لنا أن نعلق أهمية كبيرة بعد الآن على الارتفاع المتوقع الذي يعكسه المخطط النقطي لشهر سبتمبر". أضاف: "إذا رأينا بيانات اقتصادية وتضخمية أقوى قبل اجتماع ديسمبر، فمن المرجح أن تنتعش أسعار الفائدة طويلة الأجل وتحل محل رفع أسعار الفائدة. ولذلك لا نتوقع المزيد من الارتفاعات".
استقرت أسعار سندات الخزانة في بدايات التداول الآسيوية بعد ارتفاعها، أمس الثلاثاء، بقيادة السندات قصيرة الأجل. تم تداول الدولار في نطاقات ضيقة مقابل نظرائه في مجموعة العشرة. وارتفع الين قليلاً.
رهان كبير على أسهم التكنولوجيا
تحتفظ صناديق التحوط برهاناتها التي تعتبر الأكثر تركيزاً على الإطلاق على الأسهم الأميركية خلال الـ22 عاماً الماضية، وفقاً لبيانات من "غولدمان ساكس" (Goldman Sachs Group Inc). وتظل الرهانات الأكثر شعبية على أسهم شركات التكنولوجيا الضخمة، متركزة في "مايكروسوفت"، و"أمازون"، و"ميتا بلاتفورمز" التي جاءت ضمن قائمة "غولدمان" لكبار مستثمري صناديق التحوط الربع الجاري.
بالنسبة لسافيتا سوبرامانيان من بنك أوف أميركا، فإن مؤشر "إس أند بي 500" مهيأ لتسجيل مستوى مرتفعاً جديداً في عام 2024، نظراً لأن الشركات الأميركية تكيفت مع أسعار الفائدة الأعلى، وتغلبت على اهتزازات الاقتصاد الكلي. وتتوقع أن يصل المؤشر إلى مستوى قياسي يبلغ 5000 نقطة بحلول نهاية عام 2024، أي أعلى بنحو 10% من إغلاق يوم الثلاثاء. وقالت إن العام المقبل سيكون "جنة منتقي الأسهم".
أحجم المستثمرون عن بيع سندات الخزانة لأجل 10 سنوات، مع تراجع الطلب بسبب الارتفاع الكبير هذا الشهر، والتدفقات الخارجة من الصناديق المتداولة في البورصة التي تتبع القطاع.
من ناحية أخرى، استقرت أسعار النفط، مع وجود علامات على تراكم مخزون آخر في الولايات المتحدة قبيل اجتماع "أوبك+" بشأن العرض خلال عطلة نهاية الأسبوع.
أما أسعار العملات المشفرة، فقد تراجعت مع اعتراف شركة "بينانس" (Binance Holdings Ltd) ورئيسها التنفيذي شانغبينغ تشاو بالذنب في جرائم مكافحة غسيل الأموال وانتهاك العقوبات الأميركية بموجب تسوية شاملة مع الولايات المتحدة. وتسمح الصفقة لـ"بينانس" بمواصلة العمل، على الرغم من تنحي "تشاو" عن منصبه كرئيس تنفيذي، وسيتم استبداله بريتشارد تنغ. وانخفضت عملة بتكوين بما يقرب من 3.2% إلى 35663 دولاراً، وانخفضت "إيثريوم" بنسبة 2.8% إلى 1930.75 دولار.