تتجه أسعار النفط نحو تكبد خسائر للأسبوع الرابع على التوالي، بعد أن دخلت في نطاق سوق هابطة، إذ تشير البيانات إلى توفّر كميات كبيرة من النفط مع ارتفاع المخزونات، وذلك على الرغم من جهود قادة منظمة "أوبك+" مثل السعودية وروسيا للحد من هذا التراجع.
سجّل سعر خام غرب تكساس الوسيط ما يقرب من 73 دولاراً للبرميل منخفضاً بأكثر من 20% من أعلى مستوى سجله في سبتمبر. وانخفض المعيار العالمي خام برنت بنسبة تقارب 5% يوم الخميس. جاءت هذه الانخفاضات بعد زيادة في مخزونات النفط الخام الأميركية، وربما تم تعزيزها بشكل أكبر بفعل برامج البيع الآلي.
أسعار النفط التي تتجه للهبوط لرابع أسبوع على التوالي -وهي أطول موجة خسائر منذ شهر مايو - تأتي على الرغم من الخفض الجماعي والطوعي في الإمدادات من قبل منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" وحلفائها. كما ساهم في الانخفاضات انحسار مخاطر الحرب بين إسرائيل وحماس، حيث لم تتحقق المخاوف من توسّع الصراع أو إعاقة إمدادات النفط حتى الآن.
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، قالت وكالة الطاقة الدولية إن نمو الإنتاج يعني أن السوق العالمية لن تكون ضيقة، كما كان متوقعاً هذا الربع، مما يزيد الضغط على "أوبك+" قبل اجتماع بشأن سياسة المعروض في 26 نوفمبر.
وقال محللو "غولدمان ساكس"، بما في ذلك دان سترويفن وكالوم بروس، في مذكرة: "نعتقد أن أوبك ستضمن أن تنتهي أسعار خام برنت في نطاق 80 إلى 100 دولار في عام 2024 من خلال ضمان عجز معتدل والاستفادة من قوتها التسعيرية". وأضافوا أنه من المتوقع أن تشهد السوق تشدداً بوتيرة معتدلة في العام المقبل، نظراً لنمو الطلب القوي وانخفاض إمدادات "أوبك".
أظهرت بيانات منتصف الأسبوع أن مخزونات النفط الخام الأميركية على مستوى البلاد زادت للأسبوع الرابع لتصل إلى أعلى مستوى منذ أغسطس. وجاءت بعض هذه الزيادة في مركز "كوشينغ" الرئيسي بولاية أوكلاهوما، حيث نمت المخزونات بأكثر من 8%.
غيوم في أفق الطلب
ما تزال بعض الغيوم تظهر في آفاق الطلب. وأظهرت بيانات من الصين، أكبر مستورد للنفط الخام في العالم، أن شركات التكرير خفضت معدلات المعالجة اليومية في أكتوبر مع انخفاض الطلب الواضح على النفط عن الشهر السابق. وفي الوقت نفسه، ارتفعت إعانات البطالة الأميركية إلى أعلى مستوى في عامين تقريباً، مما يشير إلى تباطؤ لدى أكبر مستهلك للنفط الخام في العالم.
وقال هان تشونغ ليانغ، استراتيجي الاستثمار في بنك "ستاندرد تشارترد": "إن سلسلة البيانات الكلية الضعيفة، إلى جانب ارتفاع مخزونات الخام الأميركية، أدت إلى انخفاض أسعار النفط". وأضاف أنه من المرجح أن تكون أسعار خام غرب تكساس الوسيط بطيئة على خلفية تباطؤ الاقتصاد العالمي.
تشير أنماط التسعير في منحنى العقود الآجلة أيضاً إلى ظروف أكثر مرونة. وتأرجح الفارق بين أقرب عقدين لخام برنت حول 9 سنتات للبرميل في الحالة التي تعرف باسم "كونتانغو" - حيث تكون الأسعار على المدى القريب أقل من الأسعار الأطول أجلاً - مقارنة بأكثر من دولار واحد للبرميل في حالة "باكورديشين" قبل شهر.