توقعت وكالة الطاقة الدولية أن تتحول سوق النفط العالمية إلى فائض في الإمدادات في بداية عام 2024، في ظل التوقعات بتباطؤ نمو الطلب، مشيرة إلى أن توازن السوق سيظل عرضة للمخاطر الاقتصادية والجيوسياسية المتزايدة.
في تقريرها الشهري الذي أصدرته اليوم الثلاثاء، قالت الوكالة، ومقرها في باريس، إن الطلب الحالي على النفط لا يزال يتجاوز الإمدادات المتاحة مع اقتراب فصل الشتاء في نصف الكرة الشمالي، وأيضاً بعد إعلان أكبر مصدرين للنفط في العالم، السعودية وروسيا، في أوائل الشهر الجاري، عن تمديد الخفض الطوعي الإضافي للإنتاج حتى نهاية العام، وهو ما سيُبقي السوق في حالة عجز كبير حتى نهاية 2023، إذ يضخ تحالف "أوبك+" 900 ألف برميل في اليوم أقل من الطلب على نفطه الخام بحسب التقرير.
"الطاقة الدولية": الطلب على النفط يبلغ ذروته العقد الحالي
وكالة الطاقة الدولية رفعت في تقريرها توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط في العامين الجاري والمقبل، على الرغم من التباطؤ المتوقع في النمو الاقتصادي لمعظم الاقتصادات الكبرى، مشيرة إلى أن هذا الطلب تلقى خلال 2023 دعماً من قوة عمليات التسليم الأميركية، والطلب القياسي من الصين في سبتمبر.
بالنسبة إلى 2023، رفعت الوكالة توقعاتها لنمو الطلب على النفط إلى 2.4 مليون برميل يومياً من 2.3 مليون برميل يومياً في توقعاتها السابقة، لتقترب بذلك من توقعات منظمة "أوبك" بنمو قدره 2.46 مليون برميل يومياً. أما بالنسبة إلى 2024، فقد رفعت الوكالة توقعاتها لنمو الطلب بشكل طفيف إلى 930 ألف برميل يومياً من 880 ألف برميل يومياً في السابق. إلا أن ذلك يظل أقل بكثير من توقعات "أوبك" بأن يسجل نمو الطلب 2.25 مليون برميل يومياً.
الطلب الصيني
أشار تقرير وكالة الطاقة الدولية إلى أن الطلب الصيني على النفط تزايد إلى مستوى قياسي جديد بلغ 17.1 مليون برميل يومياً في سبتمبر. ويُتوقع أن تستحوذ الصين على نحو 1.8 مليون برميل يومياً من الزيادة الإجمالية التي ترفع الطلب إلى 102 مليون برميل يومياً في 2023.
لماذا تتفاوت توقعات الطلب على النفط في 2024؟
كما يُتوقع أن يتباطأ النمو الإجمالي للطلب إلى 930 ألف برميل يومياً في 2024، لا سيما وأن دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD) ستتاثر بشكل واضح ومتزايد بالعوامل الاقتصادية، إذ يُتوقع ان يتحول الطلب الخفيف فيها خلال العام الجاري إلى انكماش في 2024.
الأسعار
قالت وكالة الطاقة في تقريرها إن سعر خام برنت تراجع إلى نحو 82 دولاراً للبرميل من أعلى مستوى مستوى له هذا العام والمسجل في سبتمبر عند حوالي 98 دولاراً، مضيفة أن ذلك يعكس المخاوف بشأن النمو الاقتصادي والطلب، على الرغم من الدعم الذي قدمته تخفيضات الإمدادات من دول "أوبك" وحلفائها، إلى جانب التوترات في الشرق الأوسط، خصوصاً تلاشي المخاوف بشأن توسع الصراع الذي اندلع بعد الهجوم الذي شنته "حماس" على إسرائيل.