إيطاليا تصدر سندات خضراء للمرة الأولى وإقبال قياسي على الشراء

غزت إيطاليا للمرة الأولى سوق السندات الخضراء، لتكون أحدث مُصدِّر رئيسي للديون يستفيد من أحد أسرع قطاعات التمويل نمواً.

وتلقت الحكومة الإيطالية طلبات بأكثر من 80 مليار يورو (97 مليار دولار) من عروض لبيع سندات خضراء بقيمة 8.5 مليار يورو بآجال تصل إلى 2045 تم بيعها عبر البنوك، وتمثل الطلبات على السندات الإيطالية ضعف ما شهدته ألمانيا في عرضها الأول لمثل هذه السندات في العام الماضي، لنشهد تزاحم الدول الأوروبية على هذا السوق لتمويل عمليات التعافي من الوباء بصورة أكثر صداقة للبيئة.

وقال جينس بيتر سورنسين، كبير المحللين في "دانسك بنك": "لا يزال المستثمرون يشترون كما لو أنه ليس هناك من غد، وتستمر قاعدة المستثمرين في السندات الخضراء بالنمو".

وساهم الطلب القوي على طرح إيطاليا في تخفيض التسعير ببضع نقاط أساسية، ليكون ذلك أحدث دليل على الإقبال على ما يسمى "غرينيوم" (Greenium ) وهو توجه الاستثمارات نحو الأصول الخضراء.

وتمكنت البلدان والشركات التي تُصدر مثل هذه الديون، التي يكون الإنفاق فيها محصوراً بالمشاريع البيئية، غالباً، من تحقيق تمويل أرخص من السندات التقليدية.

تفاؤل بماريو دراغي

وتواصل معنويات المستثمرين تحسنها تجاه إيطاليا بعد تعيين الرئيس السابق للبنك المركزي الأوروبي ماريو دراغي رئيساً للوزراء في وقت سابق من هذا العام، كما لا تزال الإصدارات الإيطالية من بين الديون السيادية الأعلى عائداً في المنطقة.

وتشهد الإصدارات الإيطالية اهتماما قوياً من المستثمرين رغم تراجع العائد، بعد ارتفاع استمر لعام.

وتتصدر أوروبا إصدارات الديون المرتبطة بالأنشطة الأكثر استدامة، حيث باع الاتحاد الأوروبي سلسلة من السندات الاجتماعية المرتبطة ببرنامج الوظائف، ومن المقرر أن يصبح أكبر مُصدر للديون الخضراء بعد أن يبدأ صندوق التعافي في طرح إصداراته بوقت لاحق من هذا العام.

وأعلنت إيطاليا إطار عملها لإصدار السندات الخضراء في الأسبوع الماضي، وقالت إنها ستتماشى قدر الإمكان مع معيار السندات الخضراء في الاتحاد الأوروبي، المقرر تطبيقه في الأشهر المقبلة.

ومن المقرر استخدام حصيلة السندات في تمويل مشاريع متنوعة بدءاً من الكهرباء المتجددة وحتى التنوع البيولوجي، بينما سيخصص جزء منها لإعادة تمويل المشاريع السابقة بين 2018-2020.

تراجع التكلفة

خفضت إيطاليا سعر البيع الإرشادي إلى 12 نقطة أساس للسندات المستحقة في 2041، بعد أن كانت 15 نقطة أساس في البداية.

وكانت ألمانيا صاحبة الرقم القياسي لقيمة طلبات شراء سندات خضراء مع وصولها لنحو 33 مليار يورو في سبتمبر الماضي وهو الأكبر حتى تاريخه، وفق البيانات التي جمعتها بلومبرغ.

وعمل كل من "كريد أغريكول" و"إنتيسا سان باواو" كمستشارين للترويج، وقاد "بي إن بي باريبا" و"جيه بي مورغان تشايس أند كو" و"نات ويست ماركتس" عملية البيع.

وقالت ألثيا سبينوزي، محللة الدخل الثابت في "ساكسو بنك": "يحدث هذا في الوقت المثالي، فمن خلال السندات الخضراء، تضمن إيطاليا حصولها على اهتمام أكبر في السوق، وبالتالي ستكون مقاييس العرض أفضل مقارنة بالإصدارات التقليدية. الجميع فائزون هنا".