توقع خبراء استراتيجيون في "مورغان ستانلي" أن يتفوق أداء الأسهم والسندات الأميركية على نظيراتها في الأسواق الناشئة، وفقاً لمذكرة أُرسلت إلى العملاء.
وكتب الخبراء، ومنهم سيرينا تانغ وفيشواناث تيروباتور: "نتوقع تراجع أرباح الأسهم الأميركية إلى أدنى مستوياتها في مطلع 2024، ثم تعافيها لاحقاً. وقد يظل النمو أقوى نسبياً في الولايات المتحدة عن الدول الأخرى، فالنمو في الأسواق الناشئة قد يكون مخيباً للآمال على الأرجح".
يوصي مصرف "مورغان ستانلي" "باستراتيجية استثمار دفاعية جرسية (أي التنويع بين الأصول عالية وعديمة المخاطر فقط) والأسهم الدورية في المرحلة المتأخرة من الدورة الاقتصادية"، ويتوقع بلوغ مؤشر "إس أند بي 500" (S&P 500) 4500 نقطة في نهاية العام المقبل.
يُذكر أن المؤشر أغلق عند 4415.24 نقطة الجمعة الماضية. وأضاف البنك أن صناع السياسة النقدية سيحتاجون للموازنة بشكل صحيح بين "التشديد بالقدر الكافي والتسهيل بالسرعة الكافية".
تمثل التوقعات المتفائلة بشأن العام المقبل تحولاً في الرأي المراهن على هبوط الأسهم الأميركية، في ظل قلق المستثمرين من تداعيات الإبقاء على أسعار الفائدة المرتفعة لفترة أطول.
وحتى فترة قريبة، أكد مايكل ويلسون من "مورغان ستانلي"، وهو أحد أبرز الأصوات المرجحة للهبوط في "وول ستريت"، على توقع البنك بعيد الأمد بأن يبلغ مؤشر "إس أند بي 500" 3900 نقطة في نهاية العام الجاري.
زيادة جاذبية السندات الأميركية
مذكرة البنك، التي تحدثت أيضاً عن تخصيص الأصول (في المحافظ) في العام المقبل ووضع الولايات المتحدة مقارنة ببقية دول العالم، أضافت أن "الآية ستنقلب في 2024، وسيظهر عكس ما حدث خلال العامين الماضيين، حينما كان نمو بقية دول العالم أكبر مما في الولايات المتحدة. كما أن اتجاه العزوف عن المخاطرة في النصف الأول سيقود الطلب على التحوط بالدولار الأميركي والأصول المقومة به كملاذ آمن".
كما يرجح الاستراتيجيون زيادة جاذبية السندات الأميركية عما كانت عليه قبل عام، مدفوعة "بتيسير" السياسات النقدية. وقد تتراجع العائدات خلال 2024، وأن تصل عائدات سندات الخزانة لأجل 10 سنوات إلى 3.95%، مع استعداد الأسواق لبدء دورة خفض أسعار الفائدة. ويتوقعون أيضاً أن يقوم الاحتياطي الفيدرالي بأول خفض لأسعار الفائدة في يونيو المقبل.
في الوقت الراهن، يتوخى "مورغان ستانلي" الحذر تجاه الاستثمارات ثابتة العائد في الأسواق الناشئة، ويرى فرص تعافٍ محدودة في السندات المحلية للأسواق الناشئة دون انتعاش لسندات الخزانة.
كتب المحللون: "تبدو عائدات الأسواق الناشئة أقل جاذبية على مستوى الأسهم والائتمان ومعدلات عائد السندات المحلية. ستلقى الأوضاع الجيوسياسية بظلها على بعض الدول. وقد يمثل احتمال دخول الصين في دورة انكماش ناتجة عن عبء الدين رياحاً معاكسة لتحسن أداء الأسواق الناشئة".