يتوقع الرئيس التنفيذي لشركة "ستيلكو هولدينغز" (Stelco Holdings Inc) انتعاشاً تاريخياً في المستقبل، ما سيؤدي إلى ارتفاع الطلب على الحديد الصُّلب، وهو الأمر الذي لم يكن يتوقعه منتصف شهر فبراير الماضي.
وفي مقابلة عبر الهاتف، قال آلان كيستينبوم، الرئيس التنفيذي لشركة "ستيلكو": "أنا متفائل منذ أسبوعين، ولكن أهم ما لحظته مؤخراً هو الحجم الكبير للطلب في السوق النهائية. الطلب موجود، وأعتقد أننا سنشهد انتعاشاً تاريخياً تزامناً مع خروج الناس لممارسة حياتهم الطبيعية مرة أخرى".
أسباب التفاؤل
تحمل كلمات الرئيس التنفيذي لشركة صناعة الصُّلب في مدينة هاميلتون بولاية أونتاريو الكندية، نبرة حماسية تتفوق على تفاؤله السابق بشأن الطلب خلال مكالمة أرباح الشركة في 18 فبراير. وينسب كيستينبوم الفضل في تعديل نظرته تلك إلى الرؤية الإيجابية بشأن المبيعات المستقبلية للسيارات الأمريكية، وانتعاش التنقيب عن النفط.
وستبدأ مبيعات السيارات في الارتفاع في الربع الثالث من 2021 مع توقعات بارتفاع مطّرد في الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام، مع بدء عودة الأمريكيين الشماليين إلى الحياة الطبيعية بعد توزيع لقاحات كورونا على أكبر عدد من السكان، وفقاً للرئيس التنفيذي. متوقعاً أيضاً ارتفاع مبيعات السيارات بحدّ أدنى إلى متوسط بمقدار 20 مليون سيارة خلال عام 2022، وهو رقم أكثر تفاؤلاً من تقديرات قطاع صناعة السيارات الأخيرة والتي قدّرت ارتفاع المبيعات بحوالي 17 مليون سيارة.
وتنخفض مخزونات الأنابيب في الوقت الذي تزداد فيه الطلبات لدى شركة "ستيلكو" من قِبل شركات النفط، فيما تزداد مجدداً أعداد الحفارات. واعتبر كيستينبوم أن القفزة البالغة 9% تقريباً والتي تحققت في أسعار اللفائف المدرفلة الساخنة منذ تقرير أرباح "ستيلكو" في فبراير، ستستمر بالتأكيد حتى شهر مايو.
وكشف الرئيس التنفيذي أيضاً أنه تلقى مكالمات من مُصنّعي الصلب البرازيليين للحصول على أسعار الحديد المسكوب، وهو البديل الأقل جودة من خام الحديد، ويستخدم في عملية تصنيع الصلب، مضيفاً بأن هذا يشير إلى قوة على نطاق عام في الطلب على مدى القطاع.
الاتجاه واحد
في المقابل، صاحَبَ ارتفاع الأسعار أيضاً بعض التحديات، لاسيما لناحية استمرار ارتفاع تكلفة المواد الخام لصناعة الصُلب. كما تحتفظ العقود الآجلة لخام الحديد بمعدلات تقترب إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق. في حين أن أسعار خردة الصُلب في الولايات المتحدة لا تزال مرتفعة بعد صعودها بنحو 60% في العام الماضي.
وتوقّع مارك ميليت، الرئيس التنفيذي لشركة "ستيل دايناميكس" (Steel Dynamics Inc)، في مقابلة عبر الهاتف، أن تكتسب أسعار الخردة ما بين 40 إلى 60 دولاراً أخرى للطن في مارس الحالي، نظراً للزيادات الحادة الأخيرة في الطلب العالمي. وتدير شركته أفران القوس الكهربائي التي تعالج الصُلب المستعمل بشكل أساسي. ويتوقع المحللون أن تظل أسعار الخردة مرتفعة مع توجه المزيد من هذه المصانع لبيع منتجاتها عبر الإنترنت في الولايات المتحدة هذا العام، وقد يؤدي قرار الصين برفع الحظر على واردات الخردة إلى زيادة الطلب في أكبر بلد منتج للصُلب بالعالم.
وفي حين يرى كيستينبوم، الذي يستخدم خام الحديد كمادة وسيطة رئيسة في مصهر الصلب المتكامل لديه، أن أفران القوس الكهربائي قد تواجه مشكلة في الإمداد، فإنه يؤكد أن شركته لن تواجه ذلك. لكن كل ذلك يشير إلى اتجاه واحد: "الطلب العالمي ممتاز، وكل مُصنّع صُلب بحاجة لمواد خام".
بينما يفصح ميليت: "بصراحة، كنا نحاول التحكم في حركة الطلب لأنه كان قويا جداً على كافة المستويات. ونعتقد أن السوق أمامها مسار طويل عليها قطعه".