تراجع زخم صعود نوفمبر بالنسبة للأسهم الأميركية التي حققت مكاسب محدودة في نهاية تعاملات الأربعاء، في ظل ترقب المتداولين تصريحات جيروم باول لمعرفة ما إذا كان سيخفف من حدة توقعات تيسير السياسة النقدية في وول ستريت، وارتفعت السندات في أسبوع مزدحم بمبيعات الديون.
سجل مؤشر "إس آند بي 500" (S&P 500) صعوداً للجلسة الثامنة على التوالي، مضيفاً 0.1% فقط يوم الأربعاء، انخفضت عائدات سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات إلى حوالي 4.5% بعد عقد مزاد بقيمة 40 مليار دولار -رغم المقاييس المختلطة- والذي تضمَّن عائداً أعلى قليلاً من المتوقع والبالغ 4.519%: وهو ما يعد علامة على أن الطلب كان أقل من التوقعات. وصلت عوائد الأوراق المالية لأجل 30 عاماً إلى أدنى مستوياتها منذ أكثر من شهر. وانخفض سعر خام برنت إلى ما دون 80 دولاراً للبرميل.
يتزايد تأثير مبيعات سندات الخزانة على الأسهم. وفق بيانات "سيتي غروب" التي تظهر تحرك مؤشر "إس آند بي 500" بنسبة 1% تقريباً لأعلى أو لأسفل في أيام المزادات منذ بداية 2022، متجاوزاً متوسط العقد السابق. ويترك تحليلهم المتداولين في حالة تأهب قصوى لبيع سندات لأجل 30 عاماً بقيمة 24 مليار دولار يوم الخميس.
ترقب تصريحات جيروم باول
تترقب السوق الأميركية أيضاً عن كثب تصريحات مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي. وفي حديثه لفترة وجيزة يوم الأربعاء، لم يعلّق جيروم باول على توقعات أسعار الفائدة. ومن المرجح أن يكون لديه المزيد من الوقت للتعبير عن آرائه يوم الخميس خلال حلقة نقاشية حول تحديات السياسة النقدية.
قال مات مالي من شركة "ميلر تاباك + كو" (Miller Tabak + Co): "سيكون من المثير للاهتمام معرفة ما إذا كان سيدلي بأي تعليقات بشأن التحرك الأخير في أسعار الفائدة طويلة الأجل.. فإذا كانت لهجته أكثر تشدداً مما كانت عليه الأسبوع الماضي، فقد يكون ذلك حافزاً لنوع من (التقاط الأنفاس) في الأسواق والتي نعتقد أنها يمكن أو ينبغي أن تحدث".
لا يتوقع متداولو عقود المقايضة تقريباً أي فرصة لرفع أسعار الفائدة في ديسمبر، ويرجحون أن يكون المستوى الحالي لسعر الفائدة القياسي لبنك الاحتياطي الفيدرالي، البالغ 5.25% إلى 5.5%، بمثابة ذروة دورة التشديد النقدي.
أوضح كريج إيرلام، كبير محللي السوق لدى "واندا" (Oanda) أنه حتى لو كانت البنوك المركزية ترى أن أسعار الفائدة قد تنخفض في العام المقبل، فسيكون من غير الواقعي أن نتوقع منهم أن يصرّحوا بذلك في هذه المرحلة، لأن ذلك سيربك ويقوّض رسالتهم بأن أسعار الفائدة يجب أن تظل أعلى لفترة أطول.
أضاف إيرلام: "ما زلنا نتوقع تداولات هادئة في أسواق الأسهم يوم الأربعاء، إذ يواجه المستثمرون التعليقات المتشددة من البنوك المركزية مقابل التوقعات الاقتصادية المتشائمة والتكهنات حول خفض أسعار الفائدة العام المقبل".
ضغوط على أرباح الشركات
يتوقع استراتيجيو "يو بي إس غروب" (UBS Group) أن ينهي مؤشر "إس آند بي 500" العام المقبل عند حوالي 4600 نقطة، أي بارتفاع 5% فقط عن المستويات الحالية، إذ يرون أن ضعف النمو يضر بالإيرادات. وكتب جوناثان غولوب وباتريك بالفري أن هوامش الربح تواجه ظروفاً معاكسة بما في ذلك الرافعة التشغيلية السلبية والأجور الثابتة وتدهور قوة التسعير وارتفاع نفقات الفائدة.
من جهة أخرى، يتحوط المتداولون ضد رهاناتهم على أسهم التكنولوجيا الكبيرة بعد الارتفاع الذي قاد مؤشر "ناسداك 100" لتسجيل أطول فترة ارتفاع له منذ نوفمبر 2021. وقفزت كلفة خيارات الحماية من انخفاض أسهم "ألفابت" بنسبة 10% في شهرين إلى أعلى مستوى لها منذ عامين مقارنة بالعقود التي تراهن على ارتفاعها 10%. بالنسبة لـ"مايكروسوفت" و"أبل"، فقد سجلا أكبر انحراف منذ مايو.
وفي الوقت نفسه، يرى كبير الاقتصاديين لدى "هويسينغتون انفستمنت مانجمنت" (Hoisington Investment Management) ، لاسي هانت، أن التراجع الأخير في عوائد سندات الخزانة هو بداية الارتفاع الذي سيكتسب المزيد من القوة بمجرد أن يتجه الاقتصاد الأميركي إلى الهبوط العنيف.
أوضح هانت في مقابلة مع تلفزيون بلومبرغ، إنه بالنسبة لسوق السندات، فإن "الغيوم تنقشع لأن الاقتصاد يتجه نحو هبوط حاد..لكنها عملية ستستغرق وقتاً. فالاقتصاد الأميركي يواجه صعوبات خطيرة للغاية، والتي سوف تظل معنا لفترة طويلة في المستقبل".
أداء أبرز المؤشرات:
- ارتفع مؤشر "إس آند بي 500" بنسبة 0.1% في الساعة 4 مساءً بتوقيت نيويورك.
- مؤشر "ناسداك 100" ارتفع 0.1%.
- انخفض مؤشر داو جونز الصناعي 0.1%.
- استقر مؤشر مورغان ستانلي للأسهم العالمية عند نفس مستواه دون تغيير.