تراجعت أسعار النفط وسط توقعات الطلب غير المؤكدة، والشكوك الجديدة حول ما إذا كان بنك الاحتياطي الفيدرالي قد انتهى من تشديد السياسة النقدية أم لا، مما خيم بدوره على قرار السعودية وروسيا بتمديد خفض الإمدادات.
انخفض سعر خام برنت، الذي ينظر له كمؤشر للسوق العالمية، دون 85 دولاراً للبرميل، فيما اقترب خام غرب تكساس الوسيط من 80 دولاراً للبرميل. وأعلنت السعودية وروسيا (قائدتا تحالف أوبك+) خلال عطلة نهاية الأسبوع أنهما ستمددان خفض الإنتاج بما يزيد عن مليون برميل يومياً حتى نهاية العام. كما تراجعت الأسواق المالية بعدما قال مسؤول في بنك الاحتياطي الفيدرالي إنه من السابق لأوانه إعلان الانتصار في معركة التضخم.
معاناة أسواق النفط
تتلمس سوق النفط اتجاهها الآن بعدما خسرت المكاسب التي حققها عقب هجوم 7 أكتوبر الذي شنته حماس على إسرائيل، حيث لم يهدد الصراع بعد الإمدادات الوافدة من منطقة الشرق الأوسط، التي توفر حوالي ثلث النفط في العالم.
في الوقت نفسه، قيدت السعودية وروسيا الإمدادات في مواجهة توقعات الطلب الضعيفة، خاصة في أوروبا والصين (أكبر دولة مستوردة للنفط الخام حول العالم).
قال دانييل هاينز، استراتيجي السلع في مجموعة "أستراليا آند نيوزيلندا" المصرفية: "السوق تستبعد تماماً حدوث أي خطر بسبب تصاعد المخاطر الجيوسياسية. مع ذلك، هناك تغيير طفيف فقط في البيانات الأساسية، ما قد يعرقل تقديم أي مؤشرات بشأن وضع السوق الفعلية في الوقت الراهن".
الطلب على النفط في أوروبا والصين
بالنسبة لأوروبا، يؤثر النمو الاقتصادي الضعيف في القارة بالسلب على التصنيع، ما يؤدي بدروه إلى خفض الطلب على الديزل والنافتا، وفقاً لبيانات شركة "وود ماكنزي" (Wood Mackenzie).
أما في الصين، فقد تضطر مصافي النفط المملوكة للدولة إلى خفض معدلات التشغيل بسبب انخفاض هوامش الأرباح، حسبما ذكرت شركة "أويل كيم" (OilChem) الاستشارية المختصة بشؤون القطاع.
أظهرت بيانات رسمية أن واردات الصين من النفط الخام ارتفعت في أكتوبر مقارنة بالعام السابق. وقد توفر الأرقام الصادرة في وقت لاحق من يوم الثلاثاء من الولايات المتحدة مزيداً من المؤشرات حول الطلب، حيث من المقرر أن يكشف معهد البترول الأميركي الممول من القطاع عن تقديراته للمخزونات، كما ستعلن إدارة معلومات الطاقة عن توقعاتها الشهرية لقطاع الطاقة.