أصبح "ماسايوشي صن" مهيمناً على وادي السيليكون؛ فيما تسيطر شركته الآن على الأسواق اليابانية بازدياد، مع صعود مجموعة "سوفت بنك" لتصبح أكبر الأسهم وزناً على مؤشر "توبكس" (Topix) في البلاد.
تقدمت "سوفت بنك" على شركة "تويوتا موتور" واحتلت المركز الأول على المقياس القياسي في الأسبوع الماضي، وتم تحديدها على أنها الأكثر وزناً، بعدما أضحى الفارق بينهما بسيطاً جداً، عند إغلاق السوق يوم الثلاثاء. وببلوغ هذه المرتبة، تنهي "سوفت بنك" حوالي 13 عاماً متتالياً من تصنيف شركة صناعة السيارات (تويوتا) كأكبر سهم في المؤشر، وفقاً للبيانات التي جمعتها بلومبرغ.
يعد التغيير دليلاً آخر على نجاح "سوفت بنك". وبينما لم يكن هناك تغيير يذكر في تداول تويوتا في عام 2021، ارتفع سهم "سوفت بنك" بنسبة 30% تقريباً، متجاوزاً الرقم القياسي المسجل منذ عقدين إلى مستوى مرتفع جديد، مدعوماً بارتفاع سوق الأسهم الذي صعد بقيمة شركات محفظتها.
دفع "ماسايوشي صن" للتو أسهم "سوفت بنك" لتتجاوز ذروة "دوت كوم". وفي الوقت نفسه، تأثرت شركة تويوتا بتوقفات الإنتاج بسبب الزلازل في اليابان، ودرجات الحرارة المنخفضة في الولايات المتحدة، والمخاوف بشأن النقص العالمي في أشباه الموصلات، والمخاوف من خسارتها في سوق السيارات الكهربائية المحتدم.
وقال كييشي إيتو، كبير محللي الكميات في "اس ام بي سي نيكو سيكيورتيز": "تتطلب الأوقات المتغيرة شركات مختلفة".
أوقات متغيرة
نجد أن تركيبة مؤشر "توبكس" من بين الأسباب الأخرى لهيمنة "سوفت بنك". فالمؤشر موزون حسب القيمة السوقية، حيث لا تزال "تويوتا مسيطرة. لكن هذه القيمة تخضع لتعديل من خلال "المعدل الموزون العائم الحر" بناء على عدد الأسهم المتوفرة بالفعل للتداول في السوق. يتجاهل هذا المقياس الغامض أسهم المساهمين الرئيسيين أو أسهم الخزينة أو أسهم الشركات التبادلية المملوكة للوحدات أو الشركات التي لها تعاملات تجارية.
خفضت مراجعة حديثة في يناير نسبة تويوتا إلى 50% بعد أن كانت أكثر من 55%، وأشار إيتو إلى أن تويوتا تأثرت بالسلسلة الواسعة من الأسهم المشتركة. وأصبحت نسبة "سوفت بنك" 60%.
أصبحت هيمنة "سوفت بنك" في الأسواق اليابانية أكثر وضوحاً. فهمي تملك ثاني أكبر ثقل على مؤشر نيكاي 225 لمتوسط الأسهم بعد شركة "فاست ريتالينغ"، إلى جانب أنها ثاني أكثر الشركات قيمة في البلاد من حيث القيمة السوقية.
قد تكتشف تويوتا أن "سوفت بنك" تتفوق عليها في اليابان، بعد أن فقدت تاجها بصفتها صانع السيارات الأكثر قيمة في العالم لصالح شركة "تسلا" في الصيف الماضي. صحيح أن القيمة السوقية لمجموعة "سوفت بنك" أقل من تقييم تويوتا البالغ 25.9 تريليون ين بحوالي 4 تريليونات ين، إلا أن هذه الفجوة ضاقت بأكثر من الثلثين في العام الماضي.