في السنوات الماضية، فقد قطاع صناديق التحوُّط بريقه، وأدى ظهور المنتجات سلبية الإدارة منخفضة التكلفة إلى إبراز عدم قدرة المديرين النشطين على التفوق على المؤشرات، وهو الأمر الذي لم يَترُك لهم مبرراً لرسوم الإدارة العالية.
وأعرب العملاء عن استيائهم، وهجروا القطاع بأعدادٍ كبيرة، ويبدي أكبر صندوق تحوُّط مدرج في البورصة علامات على أنَّ الحياة بدأت تدب مجدداً في القطاع.
وارتفعت الأصول تحت الإدارة في "مان غروب" (Man Group Plc) إلى مستوى قياسي عند 123.6 مليار دولار العام الماضي، وبلغت صافي التدفقات الداخلة 1.8 مليار دولار في 2019، مما يعوِّض سحوبات العملاء في العام نفسه، والبالغة 1.3 مليار دولار، وفي ظل الخلفية السوقية المحببة، أضاف الصندوق 3.3 مليار دولار إضافية، وبالتالي عكست الشركة اتجاه التراجع في الأصول.
تدفقات جديدة للقطاع
وبالنسبة للقطاع ككل، خصص المستثمرون 6.4 مليار دولار من النقدية الجديدة لصناديق التحوُّط عالمياً في يناير، مما رفع إجمالي الأصول إلى أكثر قليلاً من 3.3 تريليون دولار، وفقاً لشركة الأبحاث "إيفستمنت" (eVestment)، وهذه التدفقات تأتي بعد ثلاث سنوات من السحوبات التي وصلت لأكثر من 192 مليار دولار، وعلاوة على ذلك، تباطأت التدفقات الخارجة العام الماضي إلى أقل من 53 مليار دولار، أي حوالي نصف الإجمالي في 2019.
وخلال السنوات القليلة الماضية، اضطر قطاع صناديق التحوُّط إلى التكيُّف مع الظروف الصعبة المحيطة به من خلال خفض الرسوم التي يفرضها على إدارة الأموال. و"مان غروب" ليست استثناءً، وأصبحت تأخذ أقل من نصف ما كانت تفرضه في 2013.
ولكن يبدو أنَّ الضغوط الهبوطية المستمرة على الرسوم قد هدأت، وتمكَّنت الشركة بالفعل من تحسين صافي هامش الإدارة العام الماضي، وإن كان بنقطة أساس واحدة إلى 66 نقطة أساس.
أداء متباين للصناديق
ويُسلط الأداء المتباين بشدَّة للمنتجات الكمية - التي تعتمد على اللوغاريتمات لاتخاذ القرارات الاستثمارية - الضوء على الصعوبات التي تواجه المستثمرين، عندما يختارون تخصيص الأموال لصناديق التحوط.
وحقَّق صندوق "إيه إتش إل ألفا" (AHL Alpha)، و"إيه إتش إل دايفرسيفايد" (AHL Diversified)، اللذان يتتبَّعان الاتجاهات السوقية، مكاسب بنسبة 7.9% و11% على التوالي خلال العام، في حين خسر صندوق "إيه إتش إل دايمنشن" (AHL Dimension)، الذي لديه نهج متعدد الاستراتيجيات بما في ذلك التحليل الفني والأساسي، وتحليل النشاط 8.5%.
والأداء السوقي المتفوق هو ما سيعيد الأموال مجدداً لصناديق التحوط. وفشل القطاع في التميز كفائزٍ في الوقت الذي اجتاح فيه الوباء أسواق الأسهم في الربع الأول من العام الماضي، ويبقى لنرى إذا كان مديرو الصناديق النشطين سيتمكَّنون من تحقيق أقصى استفادة ممكنة، مما يعرف بتداولات مقاومة الانكماش التي تزلزل أسواق السندات، وإن كانت نتائج أعمال "مان غروب" توحي أنَّ القطاع في طريقه للتعافي، وإن لم يكن قد شفي بالكامل.